|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
خلّصني يا ربّ من أهل السوء المزمور المئة والأربعون
1. المزمور المئة والأربعون هو مزمور توسّل فردي يتلوه رجل بريء اتّهمه أعداؤه. يستوحي كلماته من نصوص الكتاب المقدس، جاعلاً من نشيده صلاة يمكن كل مؤمن في حالته أن يصليها في الهيكل الذي هو ملجأ المؤمنين المضطهدين. أيكون سبب الاضطهاد هذا الصراع بين اليهود المتحررين المتعاطفين مع الاجنبي واليهود المحافظين؟ إنطلق المرتّل من حالة الضيق التي تحمّلها شعبه، فوحّد بين مصيره ومصير شعبه. أخذ على كتفيه آلام شعبه في الماضي والحاضر والمستقبل، وشارك الاتقياء في شكرهم لله موجهًا قلبه إلى العدالة التي سيُظهرها الله في يوم من الأيام. 2. صلاة إلى الرب ملجأ المضطهدين: نجّني من الشرير. آ 2- 6: صلاة توسّل يعرض فيها المرتّل حاله ويشكو أمره إلى ربه: أنقذني يا رب من أهل السوء. آ 7- 12: نداء إلى الله لكي يتدخّل وهو الديّان السامي: أصغ لصوت تضرعي، أيها الرب يا عزَّة خلاصي. آ 13- 14: ثقة المرتّل بأن الله سيستجيب له: علمت أن الرب يجري الحكم للبائسين. من هو هذا الانسان المضطهد، وما هو نوع الاضطهاد الذي يقاسيه؟ هل هو ملك محاصر أو إنسان متهم أو مؤمن كان ضحيّة أعمال السحر؟ إلى أي مدى نقدر أن نقول إن هذه الصور كلها إنما هي استعارات معروفة لتصوير ألم داخلي وضيق شعب تعرض لشتّى أنواع العذابات في منفاه؟ يطلب المرتّل إلى الله أن ينجّيه من هؤلاء الرجال الذين يقضون وقتهم بالتفكير بالسوء: كلامهم سمّ قاتل، لا يقدر أن يزيل شره إلاّ الله الذي يستطيع وحده أن ينجي المرتّل (آ 6). ولهذا توسّل هذا الرجل إلى الرب، حماه الوحيد، الذي يسمع له ويتدخّل من أجله (آ 7). إن الرب قوي، وهو كالخوذة تحمي الرأس من سهام العدو (المعنى المادي والمعنوي). يوقف مخططات الاشرار ويعيد شرهم على رؤوسهم: يلقون في النار وفي الهوّة، ولا ينهضون (آ 10- 11). سيريح الرب البلاد من هؤلاء الناس الذين يزرعون الشر (آ 12)، حينئذ يرفع الأتقياء آيات الشكر. 3. سمّى النبي حزقيال (7: 23) أورشليم مدينة الجور والظلم، وكان فيها أناس قال عنهم أشعيا (59: 6- 7): "أعمالهم أعمال السوء، وفعل الجور في أيديهم. أرجلهم تسعى إلى الشر وتسارع إلى سفك الدم الزكي". هذا ما نقرأه في هذا المزمور عن استغلال الطبقة الفقيرة والتضييق عليها من قبل المتسلطين الذين يستعينون بالوشاية والاتهامات الكاذبة ليصلوا إلى أهدافهم. ولكن الله الديّان السامي يأتي ليخلّص المرتّل الذي هو خاصته. أما قال دستور العهد بين الله وشعبه (خر 20: 2): أنا الرب الهك؟ الرب يأتي بصورة خوذة وترس ليحمي البائسين ويخلّصهم من سلطان الاشرار، ويضرب المذنبين كما ضرب سدوم (الجمر والنار في تك 19: 24) وجماعة قورح (يلقون في الهاوية، عد 6: 32). إن المرتل هو عن جماعة أتقياء الله الذين جعلوا الهيكل وطنهم وفيه ينشدون ليل نهار، التراتيل للرب. 4. أحاط الأعداء بيسوع وشهدوا عليه شهادات زور، فاكتفى في ضيقه بأن يتوسّل إلى الرب. ونتذكّر نحن المسيحيين هذه الأمور، فنتّحد بالكنيسة المضطهدة في العالم بسبب خطايا اللسان (من وشايات وشهادات زور) التي تضرّ بالسلام وتزعزع الوحدة. وخطايا اللسان موجودة أيضًا داخل شعب الله. وعلى هذا يقول يعقوب الرسول (3: 7): "واللسان نار... ينجّس الجسد بكامله ويحرق مجرى الطبيعة كلها بنار هي من نار جهنم". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|