|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تخف أيها القطيع الصغير ! لأنَّ أباكم قد سُرَّ أن يُعطيكم الملكوت (لوقا 12 : 32). إن كنتَ ترى نفسك في هذا الصباح صغيرًا كفرد أو كجماعة أو ككنيسة، هذا الكلام موجه إليكَ مباشرةً من فم الرب يسوع المسيح. أيها الصغير، أيها الضعيف، أيتها العذراء، أبـوك السماوي سُرَّ أن يُعطيك الملكوت !!! وهذا الملكوت، هو ملكوت السماوات الذي يحتوي كل ما تحتاجه لكي تحيا السماء على الأرض. ومن أهم ما في هذا الملكوت والذي سنتأمل فيه هذا الصباح: السلطان، سلطان المؤمن، المؤمن الصغير، الضعيف، العذراء، أو مهما كان وضعك، أبوك السماوي شاءَ أن يُنعم عليك مجانًا ودون أي استحقاق ودون أي قوة فيك، شاءَ بنعمته الغنية أن يُعطيك السلطان. وصلاتي في هذا الصباح إلى هذا الآب السماوي المحب، هيَ كصلاة بولس الرسول والتي تقول: " لا ازال شاكرًا لأجلكم ذاكرًا إياكم في صلواتي كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته، مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هوَ رجاء دعوته، وما هوَ غنى مجد ميراثه في القديسين، وما هيَ عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح، إذ أقامهُ من الأموات وأجلسهُ عن يمينه في السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يُسمَّى ليسَ في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا وأخضعَ كل شيء تحتَ قدميه وإياه جعلَ رأسًا فوق كل شيء للكنيسة التي هيَ جسدهُ ملء الذي يملأ الكل في الكل " (أفسس 1 : 16 – 23). لن أسأل أحدًا منكم في هذا الصباح إن كان يُمارس السلطان الذي منحنا إياه الرب يسوع المسيح بعدَ قيامته وقبلَ صعوده إلى السماء، وعذرًا على هذا الكلام، لأنني أعلم تمامًا أننا كأفراد وككنيسة لا نمارس سلطاننا كما ينبغي، ولو لم يكن الوضع كذلكَ، لكنتَ رأيت حياتك الشخصية وحياة عائلتك، وحياة كنيستك مختلفة تمامًا عمَّا هيَ عليه الآن، لكنتَ تحيا حياة النصرة، حياة الملوك الذين يحكمون ويسيطرون على كل الظروف ويتحكمون بها، ويتمتعون بكل الأمجاد والبركات التي أعدها لنا الله، ومنحنا إياها مجانًا، لكنتَ رأيت السماء مفتوحة وملائكة الله ينزلون ويصعدون ويخدمونك، لكنتَ رأيت حياتك الشخصية وحياة عائلتك، والكنيسة تسير من مجد إلى مجد ومن قوة إلى قوة وأبواب الجحيم لا تقوى عليها. ولأننا لا يمكن أن نفهم هذا الكلام لا بالمنطق البشري، ولا بقوة النفس والذهن والتحليل والدراسات، ولا بأي مستوى من مستويات الذكاء والحكمة البشرية، جاءت صلاة بولس للمؤمنين حينها وللمؤمنين اليوم وجاءت صلاتي اليوم، ولتكن صلاتك معي في هذا الصباح أن يُعطينا الرب روح الحكمة والإعلان، الروح القدس لكي يعلن لأرواحنا وينير عيون أذهاننا لنعلم ما وُهبَ لنا، ولكي نعلم موقعنا في المسيح، والمكان الذي نجلس فيه، والسلطان الذي لنا في المسيح ولكي نمارسه من اليوم وصاعدًا. رجاء.. رجاء.. رجاء.. أن تصلي معي بشدة من أجل ذلكَ، فالموضوع هام.. هام... هام للغاية، لأنهُ يتوقف عليه مصيرك الشخصي ومصير عائلتك ومصير كنيستك ومصير الملكوت، الآب السماوي سُرَّ أن يعطيك الملكوت، الحياة الفياضة، فكلمتهُ تقول: " الذي لم يبخل علينا بابنه وحيده، كيف لا يهبنا معهُ كل شيء "، نعم وهبنا كل شيء، كل الملكوت وخيراته، لكنَّ الرب نبهنا قائلاً: " إنَّ ملكوت السماوات يُغتصب اغتصابًا "، وهوَ لا يُغتصب من يد الله، لأنهُ وهبهُ لكَ، وشوق قلبه أن تتمتع فيه، لكنهُ يُغتصب من يد عدو واحد وهوَ: إبليس، ولا يُمكن اغتصاب أي شيء من يد إبليس إلاَّ بالقوة، لكن ليسَ بقوتك أنت بل بالسلطان المعطى لكَ من يد الله، وهذا هوَ سبب صلاتنا في هذا الصباح وسبب تشديدي عليك، لكي تصلي معي حتى يصنع الرب عملهُ معنا اليوم، لنسترد السلطان ونقوم بممارسته ضد إبليس. ما هوَ السلطان ؟ السلطان هوَ قوة مُفوَّضة لنا من الرب يسوع المسيح شخصيًا !!! يُوجِّه شرطي السير حركة السيارات، وليسَ على هذا الشرطي إلاَّ أن يرفع يدهُ إلى أعلى لكي تتوقف السيارات. إنهُ لا يمتلك قوة جسدية لإيقاف السيارات إذا ما قرَّرَ سائقو هذه السيارات عدم التوقف، لذلـكَ فهوَ لا يستخدم قوته البدنية الخاصة لإيقاف المرور، فقوته الحقيقية تكمن في السلطان المُفوَّض لهُ من قبل الدولة التي يقوم بخدمتها. وسائقو السيارات يميزون ويعترفون بذلكَ السلطان فيوقفون سياراتهم متى رفع هذا الشرطي يده. وهذا ما ينطبق علينا نحن المؤمنين لأنَّ الله فوَّضنا السلطان من خلال الرب يسوع المسيح، ولهذا أوصانا الرسول بولس أن نتقوَّى في الرب وفي شدة قوته (أفسس 6 : 10)، نعم ليسَ في قوتك، بل في قوة الله، وما عليكَ إلاَّ أن ترفع يدك في وجه إبليس وتأمره بألاَّ يقترب منكَ، وهوَ الذي يعرف ويميز تمامًا سلطان الله الذي لكَ سيمتثل ويهرب بعيدًا، نعم هوَ يعرف تمامًا امتلاكك لهذا السلطان لكن المشكلة هيَ أن الكثيرين منَّا لا يعرفون امتلاكهم لهذا السلطان ولا يمارسون هذا السلطان ولهذا ترى إبليس يهاجمهم ويتسلط على حياتهم ويسلبهم كل بركات الملكوت. إبليس يجول ويهجم علينا كأسد زائر، نعم هذه حقيقة دوَّنتها لنا كلمة الله، لكنَّ الحقيقة الأهم هيَ أنهُ كأسد، لكنك أنت الأسد الحقيقي، أسد يهوذا، لأنكَ في المسيح، وأنتَ والمسيح واحد، مارس سلطانك وانتهر إبليس، وسوف تراه يهرب مرتعدًا وبعيدًا !!! هل حقيقةً أن الله فوَّض هذا السلطان لنا ؟ " دُفِعَ إليَّ كل سلطان في السماء والأرض " (متى 28 : 18). " إذ أقامهُ من الأموات وأجلسهُ عن يمينـه فـي السماويات فوق كل رياسة وسلطـان وقـوة وسيادة وكل اسـم يُسمَّى ليسَ فـي هـذا الدهـر فقـط بـل في المستقبل أيضًا... " (أفسس 1 : 20 – 21). إذًا الخطوة الأولى، هيَ أن كلمة الله تؤكد لنا، أنَّ يسوع وكممثل لنا عندما كانَ على هذه الأرض، وبعدما صُلبَ، ومات، أقامه الآب من الأموات، أجلسهُ في السماويات عن يمين عرش العظمة، ودَفَعَ إليه كل سلطان، وأجلسهُ فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يُسمَّى. لكن كيفَ انتقلَ هذا السلطان إلينا ؟ تكمـل كلمـة الله فـي رسالة أفسس لتقـول: " وأخضـعَ كـل شيء تحتَ قدميه وإيـاه جعلَ رأسًا فـوق كـل شيء للكنيسة التي هيَ جسدهُ ملء الذي يملأ الكل في الكل " (أفسس 1 : 22 – 23). أخضعَ كل شيء.. كل شيء.. كل شيء تحتَ قدميه، وجعلهُ رأسًا فوق كل شيء للكنيسة التي هيَ جسدهُ !!! هـل أنتَ جسد المسيح ؟ هل نحنُ من عظمه ولحمه ؟ هل نحنُ جسده الذي لا يمكنهُ التحرك إلاَّ من خلاله ؟ وهـل رأيتَ رأسًا منفصلاً عن الجسد؟ أم هما وحدة واحدة لا تتجزأ؟ هل ترى نفسك عضو ضعيف في هذا الجسد ؟ هل ترى نفسك كإصبع أو حتى كخنصر الرجل ؟ لا بأس فالكلمة تقول أن الله أخضعَ كل شـيء تحت قدميّ المسيح، فإن كنتَ قدمًا أو خنصر القدم فكل شيء، ومن ضمنهم إبليس تحتك، ضع قدمك على رأس إبليس ولا تسمح لهُ بعد اليوم أن يقوم من تحتها، إنهُ موقعهُ الطبيعي بالنسبة إليك !!! دعوة موجهة لكَ في هذا الصباح من الآب السماوي، أنت جسد المسيح كفرد وككنيسة، أنتَ في المسيح، تمتلك السلطان، مارسهُ على إبليس !! هل يكفي هذا الشاهد من كلمة الله عن تفويض السلطان لنا ؟ أم تريد آخر ؟ لا بأس مهما كانت إجابتك فأنا أريد شاهد آخر. " ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيَّات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء " (لوقا 10 : 19). لا يضركم شيء على الإطلاق !!! هل تدرك عمق وقوة هذا الكلام ؟ مارس سلطانك، دوس على الحيَّات والعقارب وكل قوة للعدو تعترض حياتك، وحياة عائلتك، وككنيسة لندس كل قوات الجحيم التي تعيق نمونا، والثمر الكثير، والأجيال الجديدة والسمك الكثير، نعم سنسترد السلطان الذي سلبهُ العدو، وسنمارسه من الآن وصاعدًا وأبواب الجحيم لن تقوى علينا، ولا تقل هنا نعم لتسترد الكنيسة سلطانها، فالكنيسة ليست المبنى ولا الحجارة ولا المعدات الموسيقية، بل الكنيسة هيَ أنتَ وأنا وكل واحد منَّا، لننهض في هذا الصباح، ولنُرعب مملكة الظلمة كما فعلَ يسوع، كما فعلت الكنيسة الأولى !!! والآن سؤال محوري، أين تجلس لكي تمارس سلطانك؟ وكيف تنظر إلى إبليس؟ من تحت إلى فوق أم من فوق إلى تحت؟ وهل تخبرنا كلمة الله أين نجلس؟ " وأقامنا معهُ، وأجلسنا معهُ في السماويات في المسيح يسوع ليُظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع ". (أفسس 2 : 5 – 7). لاحظ معي، هذا الرأس (المسيح) والجسد (الكنيسة أي أنا وأنت) قد أُقيما معًا. ولاحظ أيضًا بأنَّ هذا السلطان لم يُمنح للرأس وحسب بل وللجسد أيضًا، لأنَّ الرأس والجسد هما واحد، فعندما تفكر في شخص ما فأنتَ تفكر فيه ككل ولا تفرق بينَ رأسه وجسده. لكن وللأسف فإنَّ كنائسنا تؤمن بأننا أُقمنا مع المسيح، لكنها لا تؤمن بأننا أُجلسنا معهُ في السماويات. فإذا كانَ القسم الأول من هذه الآية صحيحًا فلماذا لا يكون القسم الثاني صحيح أيضًا ؟ فلو أننا ككنيسة حصلنا أبدًا على الإعلان بأننا جسد المسيح، أُقمنا معهُ، وأُجلسنا معهُ في السماويات وفُوِّض لنا بالسلطان، فسننهض لنعمل أعمال المسيح ! فحتى الآن لم نعمل أعمال المسيح إلآَّ بقدر محدود، لكن باسم الرب يسوع المسيح ليسَ بعد اليوم، فلننهض ولنمارس سلطاننا !!! العديد من المؤمنين يعتقدون أنهُ يتعذر علينا الآن الحصول على أي شيء في ملئه، لأنهم يفكرون أن الشيطان هـوَ الذي يدير كل أمور الأرض، لأنَّ الكلمة تقول عنهُ أنه سيد هذا العالم، لكن يجب علينا أن نتذكر أنه بالرغم من وجودنا في هذا العالم لكننا لسنا من هذا العالم، لذا فالشيطان يمكنه التحكم في أمور كثيرة هنا على هذه الأرض، لكنهُ لن يتحكم فيَّ أبدًا ولا بعائلتي ولا بأمورنا، ولن يتحكم في الكنيسة ولن يسود عليها بل نحن سنتحكم به وسنسود عليه لأنَّ لدينا السلطان المطلق عليه. نحتاج في هذا الصباح أن نغرز بمعونة الروح القدس هذه الحقائق في داخلنا بالتأمل فيها وبتناولها كغذاء روحي حتى تصبح جزءًا من شعورنا ووعينا، لم يكن الرب يسوع المسيح يفعل شيئًا عندما كان يمر بقرب الأشخاص الذين فيهم شياطين، وكانت هذه الشياطين تصرخ مرتعبة منهُ، لأنها كانت ترى السلطان الذي فيه، ونحنُ مدعوين ألاَّ نكون أقل أبدًا، لا بل أكثر لأنهُ شاء أن يُفوِّض هذا السلطان لنا ويقول: " الأعمال التي أنا أعملها تعملون مثلها لا بل أكثر "، فلنكتفي أن نعمل مثلها وهذا كافي !!! غيِّر نوعية صلواتك، ولا تستمر بالطلب من الرب: " يا رب إفعل لي هذا أو ذاك "، بل إرفع عصاك، إرفع يدك كما يفعل شرطي السير، وثق أنَّ السلطان لكَ وهوَ سيُرعب مملكة الظلمة عندما تستخدمهُ، فهي تدرك تمامًا قوة هذا السلطان عليها !!! غيَّر موقعك، أنـتَ تجلـس فوق في السماويات، فوق مملكة الظلمة وكل قوى العدو، أصدر أوامرك من فوق إلى تحت، وليسَ من تحت إلى فوق، أنتَ في الأعالي فوق.. فوق.. فوق.. فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى ليسَ في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا... أعلن إيمانك، طالب بحقوقك في المسيح. أرفض عدم الإيمان، لأنهُ طالما استطاعَ الشيطان أن يُبقيك في عدم الإيمان ويحجزك في ميدان الإستنتاجات المنطقية، فسيهزمك في كل معركة، ولكن إن حجزتهُ أنتَ في ميدان الإيمان والروح، فستهزمهُ في كل مرة، لن يُجادلك بخصوص اسم المسيح، فهوَ يخاف ذلكَ الإسم، لذا طالب بحقوقك، لم يصلِ الرسول بطرس عند باب الجميل من أجل المُقعد، بل طالبَ بشفائه، ولا تخف أن تطلب حقوقك، فأنتَ لا تطالب الله بل إبليس، والرب قالَ لنا: " ومهما سألتم باسمي فذلكَ أفعلهُ... إن سألتم شيئًا باسمي فإنِّي أفعله "، لأنهُ يعرف قوة اسمه، ومدى تأثيره على ممكلة الظلمة، لكـــن... هل تعرف أنت قوة هذا الإسم ومدى تأثيره على الشيطان وكل قواته ؟ لا تُضيِّع وقتك في صلوات كثيرة للآب السماوي أو للرب يسوع لكي يفعل شيئًا للشيطان، لأنهُ قد فعلَ وقد فوَّض السلطان لكَ، والآن جاءَ دورك لكي تمارس سلطانك، وهذا السلطان هوَ لكَ سواء شعرت بأنكَ امتلكتهُ أو لم تشعر، فلا علاقة للسلطان بالمشاعر، فقط عليكَ أن تستعملهُ وتمارسه. لنحيا كملوك ونحكم كملوك، فكلمة الله تقول لنا: " لأنهُ إن كان بخطيئة الواحد قد ملكَ الموت بالواحد فبالأولـى كثيـرًا الذيـن ينالون فيض النعمة وعطية البر، سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح " (رومية 5 : 17 )، هذه هيَ خطة الله لحياتنا، أن نملك ونحكم كملوك في الحياة، أن نسود على الظروف، والفقر والمرض وكل شيء آخر من شأنه أن يُعيقنا، فنحنُ نملك لأنَّ لنا سلطان، إننا نملك بالمسيح يسوع. هل نملك في الحياة الآتية ؟ كلا. بل في هذه الحياة، لسنا شحاذين، بل نحنُ أولاد الله، ورثة الله، ووارثون مع المسيح يسوع (رومية 8 : 17). لم يقصد الله أن يسود الشيطان علينا وعلى عائلاتنا، لذا لا تسمح لهُ أن يأتي عليك وعلى عائلتك بالفقر والمرض والتعاسة والبؤس والخوف والقلق و... بل إرفع صوتك في وجه إبليس وقل لهُ: " إنني أحكم على ملكي، ولا سلطان لكَ على رعايا هذا البيت، فالسلطان هوَ سلطاني أنا من خلال المسيح يسوع "، ووجه أوامرك لهُ لتراه يهرب بعيدًا مرتعدًا من هذا الإسم، الذي فوق كل اسم، اسم الرب يسوع المسيح. وأخيرًا ينبغي لكي تنجح وتحمي نفسك أن تعلم أن العدو سيقاوم تدخلك في مجاله، وذلكَ لأنه يمارس سلطانًا على قوات الهواء، ويريد مواصلة فعل ذلك، فعندما تتدخل في مملكته بممارسة سلطانك الروحي سيركِّز كافة قواته ضدك في حرب شرسة، لأنه لا يوجد حق آخر يثير مقاومة عنيفة كالتي يثيرها الحق المتعلق بسلطان المؤمن، وهذا الكلام ليسَ للخوف، بل ينبغي علينا أن نرتقي إلى التعليم الكامل، ونحمي أنفسنا لكي نحارب وننتصر ونبقى منتصرين ولا يضرنا شيء، لأنكَ عندما تأخذ مركزك الروحي الذي هوَ امتياز لكَ ستتعرض لهجمات العدو، فهذا الكلام لكي يحميك وليسَ لكي يخيفك، فلكي تبقى غير مهزوم وتبقى محمي أنتَ وعائلتك، عليك استغلال السلاح الروحي الممنوح لكَ، عليك أن تحمل سلاح الله الكامل، ممنطقًا أحقاءك بكلمة الله، وذلكَ بفهمك الواضح لكلمة الله، لابسًا درع البر، معلنًا أنكَ بر الله في المسيح ومغطى دومًا بالدم، مستعدًا دومًا لإذاعة كلمة الله لكل الخطأة، ورافعًا ترس الإيمان لكي تُطفىء كل سهام العدو الملتهبة، ولابسًا خوذة الخلاص التي تحمي رأسك من كل كلام ضد الحق لا سيما في هذه الأيام الأخيرة، شاهرًا سيف الروح لكي تهجم على العدو بصورة مستمرة، سيف الروح الذي هوَ كلمة الله الحيَّة والفعَّالة، فهكذا واجه الرب يسوع إبليس: " مكتوب.. مكتوب.."، وأخيرًا انتهرهُ بعيدًا. وربـح عليـه كممثـل لنـا، لأنهُ أيضًا لـم يكن لإبليس شيء فيه، فكلمـة الله تقـول: " لا أتكلـم أيضًا معكـم كثيـرًا، لأنَّ رئيس هـذا العالم يأتي وليسَ لهُ فيَّ شيء " (يوحنا 14 : 30). نعم لم يكن لإبليس أرض في حياة يسوع. وأنتَ كذلكَ ولكي تستطيع أن تمارس سلطانك ينبغي أن لا يكون لإبليس أرض فيك، لذا أُرفض الخطيئة والعيش مستهترًا، ودومًا اعترف بخطاياك واغتسل بالدم الثمين، حتى عندما يأتي إبليس لا يكون لهُ شيء فيك، فتمارس سلطانك وتجعلهُ يرتعد ويهرب بعيدًا عنكَ. أحبائي: لندخل إلى بيت القوي وننهب أمتعتهُ، لكننا لا نستطيع الدخول إلى بيته قبلَ أن نقيِّده، ولن نستطيع أن نقيِّده قبل أن نُدرك أننا نمتلك السلطان ونمارس هذا السلطان. أحبائي: هذا القوي نهبَ أمتعتنا نحن، وأمتعة عائلاتنا وأمتعة من هم حولنا، هوَ من نهب سلامنا وفرحنا وأموالنا وسلطاننا وانتصارنا، هـوَ مـن نهب خلاص أحبائنا وأقرباءنا ومعارفنا، هوَ من نهب صحتنا وتمتعنا، هوَ من نهب كل بركات الملكوت وحجبها عنا، وهذا الملكوت وبركاته لن يُستردوا سوى اغتصابًا من يده، والكلمة تقول كما شاركنا فيها من قبل من سفر إشعياء: " أتؤخذ الغنيمة من يد الجبار ؟ أو يُنقذ الأسير من يد الطاغية ؟ ". (إشعياء 49 : 24). نعم يقول الرب: " سآخذ الأسير من يد الجبار وأنقذ الغنيمة من يد الطاغية "، لكن كيف سيفعل الرب هذا ؟ كيفَ سيفعل الرأس هذا ؟ سيفعلهُ فقط بطريقة واحدة: بواسطة جسده، أي أنا وأنت، أي الكنيسة، عندما ننهض، نسترد السلطان، نمارسه على إبليس، نقيِّد القوي وقوة الله تؤيدنا بآيات ومعجزات وعجائب، فننهب كل ما حجزه علينا، من فرح وسلام وشفاء وبحبوحة، ونفوس أهلنا وأحباءنا، وعندها فقط سنرى الأجيال الجديدة والسمك الكثير. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس متاؤس الأول| وفاة السلطان برقوق، وقيام ابنه السلطان فرج |
انتظره وسترى |
السلطان سليمان بطل مسلسل حريم السلطان يقود المظاهرات |
نسترد ما سرقه العدو |
نسترد المسلوب |