|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعبيرات لاهوتيَّة خاصة بالتعليم الآبائي عن الثَّالوث الجوهر (ουσία) معنى الجوهر أو الذات كما يشرحه القديس كيرلس الكبير "الجوهر يحتوي كل صفات الجوهر، الجوهر هو الحقيقة المُشتركة [1]"، يقول أثناسيوس الرسولي "الجوهر الإلهي يعني الكائن، أو الجوهر غير المُدرك الذي فوق كل إدراك، الكيان الداخلي الحقيقي الفائق لكل إدراك [2]" و أن الجوهر يحمل العلاقات الأقنوميَّة (الخاصة) في داخله. كما شرح القديس أبيفانيوس -كباقي آباء نيقيَّة- تعبير أوسيا بأنه يعبّر عن الجوهر و بكونه يشتمل على مدلول أو معنى أُقنومي شخصي [3]، و يرى القدّيس ساويرس الإنطاكي ان مصطلح (ουσία) يعني الذي يكون بذاته [4]، الجوهر هو شئ حقيقي، يُشير إلى ما يُمكن أن يُسمَّى كينونة أو جوهر الشئ، و لكن الأوسيا على الرغم من ذلك ليس له وجود محدد، لأن كل شئ له وجود محدد هو شئ خاص و بالتالي فإن الجوهر هو الحقيقة العامة التي عندما تتخصخص أو تتفرد ينشأ شئ خاص محدد أو أقنوم [5]. أما الآباء الكبادوكيُّون فيعبّرون عن الذات بأنه كل ما هو عام عن الكائن [6]. المصطلح هيبوستاسيس ينقسم في تحليله إلى هيبو (ὑπό) أي تحت، و ستاسيس (στᾰσις) أي قائم، فيعني بذلك «الذي يقوم تحت الشئ» أو «الأساس الذي يتوقف عليه الشئ»، و أصبح التعبير أكثر تحديداً بعد مجمع الإسكندريَّة 362م حيث أصبح يعني كيان شخصي متمايز في داخل جوهر (ουσία) الله الواحد. و حيث إن الأقانيم لها ذات الأوسيا الواحد (ὁμοούσιος) مع بعضها البعض فهي بالتالي (ὁμοφύης) أي لها ذات الطبيعة الواحدة الخاصة بالأوسيا [7]. و يُلخّص القدّيس كيرلس السكندري تعبير الأُقنوم بأنه الشخص الذي لا يوجد مُنفرداً بل يُكمِّل وجده أُقنوم آخر [8]. و أعطى القدّيس كيرلس السكندري هذا المثل لشرح معنى الذات و الأقنوم : "نحن نُعرّف الإنسان بأنه «حي و ناطق و فاني» و هذا هو المفهوم المُناسب له، و نحن نقول إن هذا يُعبّر عن جوهره. و هذا التعريف ينطبق على كل الأفراد فرداً فرداً، و هنا يجد توما و مرقس و بطرس و بولس مكانهم الصحيح حسب إعتقادي، و هكذا نُحدّد الجوهر و لكننا لا نُحدد بعد ماهيَّة الأشخاص الذين نتكلم عنهم بشكل دقيق. فحينما نقول توما و بطرس فنحن لا نخرج من حدود ما نُسمّيه بالجوهر الواحد و هذا لا يُقلّل من كل منهم كإنسان، فقد أظهرناه موجوداً بأقنومه الخاص. إذن الجوهر هو لكل إنسان دليل على النوع, أما الأقنوم فهو يُطلق على كل واحد في ذاته، دون أن ننسى أنَّه يُشير أيضاً إلى شركة الجوهر و لكن دون أن نخلط بين العام و الخاص [9]". الشخص - الوجه (πρόσωπον) الشخص هو كيان متفاعل تجاه آخر، و كلمة بروسوبون حرفياً تعني المنطقة التي تضم الحواجب و العينين و الأنف و الفم [10]. و لعلها إستُخدمت بمعنى شخص لأنها (هذه المنطقة من الوجه) تحمل ملامح الشخص, ليس فقط الملامح بل الملامح التي تُستخدم في التواصل و تُظهر الشخصيَّة، و إستُخدمت لاهوتياً للتعبير عن علاقة الكيان الأقنومي تجاه الكيان الأقنومي في ذات الجوهر. الطَّبيعَة هي ملامح الجوهر أو الخصائص الجوهريَّة للكيان، فمثلاً لو قلنا "الخَاتم الذَّهب يلمَع [11]"، الكائن هو الخاتم و جوهره الذَّهب و طبيعته اللمعان، و يُستخدم تعبير الطبيعة مع الجوهر (ουσία) للتعبير عن صفات الجوهر، أما إن إستُخدم مع الأقنوم (ὑπόστᾰσις) فتُشير إلى وحدته مع الأقنُومين (ὁμοφύης) الآخرين أو إلى طبيعَة الأقنوم نفسه مثل أن نقول أن طبيعَة الإبن أنَّه مولُود من جوهر الآب و أن طبيعَة الرُّوح القُدُس أنَّه مُنبثق من الآب، و يُمكن أن نقول أن الأوسيا هو كيان الجوهر و الفيزيس هي صفات الجوهر. |
11 - 11 - 2013, 05:43 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: تعبيرات لاهوتيَّة خاصة بالتعليم الآبائي عن الثَّالوث
شكراااا ربنا يبارك خدمتك
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إحدى ميزات الثَّالوث |
تعبيرات الأصابع |
ما سر المباني المباني المائلة في قرية لافنهام الإنجليزية |
تعبيرات لكن عنصرية |
تعبيرات جميلة |