ورد في إنجيل المسيح كما دونه لوقا البشير, قول المسيح: "إن جاء إلي أحد ولم يبغض أباه وأمه وزوجته وأولاده وإخوته, بل نفسه أيضاً, فلا يمكنه أن يكون لي تلميذاً". فما معنى هذا القول يا ترى.
عندما يقرأ البعض هذه الآية وبشكل خاص عبارة "يبغض أباه وأمه" الخ... يظن أن المسيح يدعو من يتبعه إلى كراهية الأهل وهجرهم. إن المسيح في تعليمه هذا, لا يمكن أن يجعل تناقضاً في كلمة الله إذ ورد في الوصية الخامسة من الوصايا العشر قوله "أكرم أباك وأمك". ولذا, يجب أن تفهم كلمة "يبغض" على أنها تعني (يحب أقل) ويقصد المسيح بذلك أن محبته وإتباعه هما الأساس في حياة المؤمن وكل ما عدا ذلك فهو يأتي بالدرجة الثانية. أما المكان الأول في المحبة والطاعة هو للمسيح، وما عدا ذلك في المكان الثاني. وعلى المؤمن الذي يريد أن يكون تلميذاً وفياً للمسيح أن يجعل محبة الأهل كأنها بغض وكراهية بالنسبة لمحبته للمسيح.
عندما يريد أحدنا أن يقول عن شيء ما بأنه نظيف وناصع البياض, ينعته بقوله (أبيض من الثلج) أو قد يقول أحدهم (إن الثلج يبدو أسود بجانب ذلك الشيء), ومع أن في ذلك مبالغة, إلا أنها تعني البياض الناصع الذي يفوق بياض الثلج. وهكذا هي محبة المسيح العظيمة, والتي يجب أن تبدو محبة الأهل إلى جانبها بغضاً لهم.