|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقدّمة
للّعب دور هام في حياة الطفل ونموّه. فشخصيّته تتكوّن في إطار الأسرة وتنمو. ولكن الأسرة تبيّن للطفل، في كثير من الحالات، أنّه مزعج بسبب حركته وحيويته وصياحه. وتمنع مشكلات الحياة وصعوباتها الأهل من الابتسام لأطفالهم حين يكونوا بالقرب منهم، وكأنّ جداراً من العدوانية أو اللامبالاة يفصلهم عن أبنائهم أو بناتهم، بينما يحتاج هؤلاء إلى ثقة أهلهم وسندهم وتفهّمهم. فما أكثر الأولاد التعساء بسبب ابتعاد والدهم عنهم، أو والدتهم في بعض الأحيان. صحيح أنّ الطفل يحتاج إلى الهواء والنور وكة لينمو، لكنّه يحتاج أيضاً إلى الفرح والأمان ليكون نموّه طبيعيّاً. وتنقضي السنوات، ويصل الطفل إلى سن المدرسة، فيترك الإطار العائلي ويغوص في عملية التعلّم المنهجية الضرورية لحياته في المستقبل. وهنا أيضاً، قلّما يجد الطفل إطاراً يطلق فيه العنان للقوى المتولّدة فيه. فالمدرسة تسير وفق نظام معيّن وبحسب تقاليد محددة مسبقاً. والأولوية هي للدرس والحفظ ونيل العلامات العالية في الامتحانات، ولا أحد يحترم القاعدة الشهيرة " ليس الطفل إناءً نملأه بل ناراً نشعلها". أضف إلى ذلك، أنّه بينما ينمو جسم الطفل، يجد هذا الطفل نفسه محبوساً ساعاتٍ طويلة في أثناء النهار داخل الصف، بينما تغلي قواه الفتيّة وتتأجّج، وتطالب بأن يركض صاحبها ويصرخ ويلعب ليحرقها. هذا ما نلاحظه حين يخرج الأولاد إلى الباحة في المدرسة الابتدائية. صحيح أن هناك تعليمات تجبر المدرّس على الاهتمام بجسد الطفل كما عقله، لكن هذا كله يبقى حبراً على ورق في كثير من المدارس. وهكذا، يتم إهمال احتياج الطفل إلى المعرفة وكة والاكتشاف، وفي بعض الأحيان تُطفأ إلى الأبد. ويحدث أيضاً أن يترك عدد من الأولاد المدرسة، فيتوقف نموّهم العقلي حين يبدأ عقلهم يستيقظ ويتكوّن بشكلٍ مميز، فينخرطون في عالم العمل وقدراتهم العقلية محدودة تماماً. يعتبر كثير من البالغين أنّ زمن اللعب واللهو هو مضيعة للوقت. وينسىَ هؤلاء أنّ حسن استعمال أوقات التسلية أو سوءه يبني المستقبل أو يحطّمه. فزمن اللعب من ملك الطفل. فيه تنمو كثير من الخصال المبعثرة وتأخذ قالباً، وتظهر أبعاد في الشخصية كانت غائبة، لانيتحرّرون في اللعب من القمع والمنع والقواعد المتصلّبة. ففي اللعب تنمو روح المبادرة وأخذ القرار والتلقائية وفرح الحياة. وعلامة فترة اللعب الناجحة هي الفرح. نحن لا ننسى أنّموهبة. تجتمع عائلات مع بعضها بعضاً، فنجد يهرعون إلى واحد من الكبار ويحاولون أن يلعبوا معه. لماذا؟ ربّما لأنه أكثر ودّاً من الآخرين، أو أكثر بساطة. أو بدا منذ اللحظات الأولى أقرب إلى من سواه. وربما لأن الجديّة سادت الآخرين في كلامهم وطريقة جلوسهم. على كل حال، تُكتسَب موهبة بالتحضير والممارسة. هذا ما على المربّي أن يسعى إليه. أن ينسى أنه بالغ وأن يترك مكتبه ومقامه، ويتكفّل بالباقي. قواعد تنظيم اللعب إذا كنتم في رحلة وصادفتم أولاداً يلعبون لعبة لا تعرفوها، تعلّموها ودوّنوها. وقد يحدث لكم أن تخترعوا لعبة بأنفسكم أو تطوّروا لعبة معروفة. من الحسن أن يقتني المربي مصنّفاً يمكّنه من إضافة أوراق أو تعديلها أو تبويبها. كما يحسن أن يكون لديكم فهرساً لإيجاد اللعبة المناسبة بأسرع وقت ممكن. وكمثال على ذلك: ألعاب النشاط الجسدي - ألعاب سباق - ألعاب مهارات - ألعاب شطارة - ألعاب ترفيه ألعاب تنمية الحواس - تنمية الانتباه - تنمية المراقبة - تنمية الذاكرة - ردّ الفعل السريع عند اختيار لعبة، يجب أخذ عمر الأولاد في عين الإعتبار. فألعاب دون السادسة تختلف كثيراً عن الألعاب التي يهواها الأولاد في سن 12 أو 14. لذلك يجب اقامة اللعبة بحسب سن اللاعبين. فالأطفال في سنّ 4-6 سنوات، لا يتقنون قواعد أيّ لعبة. ولا يجيدون المسابقات والتنافس. لذلك، يعتمد تلعيبهم على القيام معاً بحركاتٍ معيّنة، وترتبط هذه كات بالخيال. مثلاً: سنقوم برحلة بحريّة. يقرفص الأولاد الواحد وراء الآخر ويمثّلون إيمائيّاً وكأنّهم يجذّفون داخل المركب. فترة نحو اليمين، وفترة نحو اليسار، وفترةً يتمّ التجذيف فيها مرّةً نحو اليمين وأخرى نحو اليسار. فاللعب بوساطة الإيماء هو أفضل طرائق الأولاد في هذا السن.لا يمكنكم أن تتخيّلوا كم مراقبة مهمّة في أثناء اللعب. إنها تمكّنكم من معرفة المشاكس والغشّاش والجبان والعصبي والهادىء .... والمشاجر الذي يظن أنّه دائماً على حق، والمتكبّر الذي يريد أن يفوز مهما كلّف الثمن، الخجول الذي ينسحب بسرعة، والطائش الذي لا يصغي إلى الشرح أو ينساه، والخشن والشارد. ففي اللعب، يطلق العنان لنفسيّتهم ويتخلّون عن التصنّع الذي يلتزمون به في اللقاءات. وبذلك يمكنكم أن تعرفوهم حقّ المعرفة، شريطة أن تكونوا شديدي الانتباه، دقيقي الملاحظة، وألاّ يفوتكم أيّ من التفاصيل. بهذه الطريقة يمكنكم صياغة الملاحظات التي يجب إعطاءها، وتكوّنوا فكرة عن كلّ طفل، وتلاحظوا التطوّر الذي يطرأ عليه خلال السنة. يجب أيضاً ملاحظة رد الفعل الجماعي للأطفال: كيف لعبوا، هل كانوا متعاونين أم أنانيين؟ هل استطاعوا الانتصار أم لا؟ يمكنكم أيضاً من الملاحظة أن تعرفوا أيّ الألعاب يحبّونها وأيها لا يحبّونها. هل شرحتم اللعبة بشكل واضح؟ ما هي الأمور الواجب إضافتها إلى الشرح؟ هل اخترتم الوقت المناسب للعب؟ فمثلاً، تبين التجربة أن اللعب قبل الاجتماع يؤثر سلبياً على جوّ الاجتماع، هل تلائمهم اللعبة أم لا؟ الربح والخسارة في أثناء اللعب، يربح فريق ويخسر آخر. وقد تحدث إشكاليّات في اللعبة لم تنتبهوا لها حينها، بل نبّهكم الأولاد إليها بعد حين، ورواها كلّ واحدٍ لصالحه. لا تحكموا في الأمر، بل اطلبوا الإعادة. انتبهوا إلى محاولات الغش أو اللعب على قوانين اللعبة، ودوّنوها كملاحظاتٍ على ورقة اللعبة في مصنّفكم، فهي ستفيدكم في المرّة القادمة لضبط اللعبة منذ شرحها بطريقةٍ أفضل. فمثلاً، على كلّ فريق أن يهاجم الفريق الآخر للاستيلاء على علمه. فيأخذ عضو من الفريق العلم، ويختبئ في دورة المياه، ويقفل الباب على نفسه. فيستحيل على الفريق الثاني أن يستولي على العلم. إنّه لم يغش، لكنّكم لم تتوقّعوا تصرّفاً كهذا. أوقفوا اللعبة، أعلنوا أنّ هذا ممنوع، تابعوا اللعبة أو ابدأوها ثانيةً، وسجّلوا الأمر في ملاحظات الصفحة الخاصّة باللعبة لتنبّهوا إليها في المرّة القادمة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في كل الأحوال بيتمتع بمعية وصحبة الآب |
فأتت في قلوبهم بأعجب الثمار! |
مريم والتمتع بمعية الرب في ظروفنا |
فن تلعيب الطفل |
فن تلعيب الأطفال |