المنيا تلك البؤرة التى هجم الخريف عليها فحولها إلى محافظة أشباح، يمارس العنف فيها ليل نهار، دون وازع أو ضمير إنسانى، ليكتب تاريخها بلون الدم. تاريخ طويل ومرير من العنف شهدته المنيا، نشأت فيها نظريات «مساجدنا معاقلنا.. الإسلام أو الدمار»، وأخيراً «الشرعية هى الشريعة» ليسقط مئات الضحايا، وتسفك فيها دماء العشرات من الضحايا الأبرياء، وتطال فيها يد الإرهاب مؤسسات خاصة وعامة، ولم يكن ذلك خسارة للمحافظة وحدها، بل للجميع، ومصر كلها. كان العنف الذى صُبغ بلون إسلامى، رغم أن الدِّين منه براء، استغل وجود كثافة مسيحية عالية فى المحافظة، ليثير مشكلات طائفية، وأصبحت المنيا بمراكزها وقراها هى المكان البارز والأهم فيه. «الوطن» ترسم فى هذه الصفحة ملامح عاصمة العنف الطائفى فى الصعيد، والأرض التى حرقها الإرهاب والتطرف، والمحافظة التى صارت محور الدم والنار، وكيف يعيش فيها أهلها أيام الرعب.