|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المفلوج والمعجزة الأصعب إن السؤال الذي طرحه المسيح: «إيما أيسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال قم وأحمل سريرك وأمش» (مر 2 : 9) إن الغفران في تقدير المسيح أصعب جدًا من شفاء الجسد، إذ ليس هو كلمة تقال في يسر وسهولة، بل هو الحقيقة العظيمة التي تبدو صعبة غاية الصعوبة، ولعل مرجع الصعوبة - وهو الخطأ في حكم الإنسان على الخطية أو تصوراته أو مشاعره تجاهها - أن الكثيرين من بني البشر أنكروا وجود الخطية نفسها إلى درجة أنهم يعللون ممارسة الفحشاء بأنها التصرف الطبيعي للغريزة الجنسية، وهناك من لم يصل إلى هذا التصور، والخطية قد تكون عنده هي القتل والنهب والسرقة والفجور، لكنه لا يستطيع أن يدرك خطايا الفكر والشعور كالكراهية والحقد والحسد، وليس له فهم عن خطايا الإهمال والترك والسلبيات، كعدم فعل الواجب والإيمان الصحيح!! آه لو نعرف تمامًا موقف الله من الخطية، وكيف لا يمكن أن يتهاون أو يهاون الشر إذ هو الله القدوس الطاهر العادل الذي تتنافر طبيعته تنافرًا أبديًا مع كل فساد، ... في شوارع برايتون رأوا الواعظ الإنجليزي فردريك روبرتسُن يسير كالمجنون ووجهه يلمع بالثورة والغضب، وهو يكاد يطحن أسنانه طحنًا، لأنه سمع عن مؤامرة ضد فتاة برئية يراد الإيقاع بها، وهو لا يستطيع تصور ذلك، إذا كان هذا الرجل القديس قد ثارت مشاعره بهذه الصورة ضد الخطية، فماذا نقول عن قداسة الله الذي السماء ليست بطاهرة أمام عينيه وإلى ملائكته ينسب حماقة!! وإذا كان نواميس الله الكاملة تقف ضد كل محاول لكسرها، فإذا وضع أحدهم يده على السلك الكهربائي يصعق في الحال دون هوادة، وإذا سقط من فوق جبل تدق عنقه، وذلك لأنه تعدى ناموس الكهرباء أو ناموس الجاذبية!! فكم بالأولى نواميس الله الروحية والأدبية، التي تقضي على من يعتدي عليها ويخالفها!! وقد كان من المستحيل على الإنسان الذي سقط وانحرف أن يجد نجاة أو حياة من غير صليب المسيح الذي التقت فيه رحمة الله بعدالته، وتلائم نعمته مع قداسته، لقد بدأ السيد المسيح من النقطة الصحيحة مع الشاب المشلول، إذ بدأ بروحه ويبدو أن الشاب كان في صراع مكبوت يبحث عن السلام لروحه ونفسه، وأجابه المسيح بسلام الغفران الذي كان يفتقر إليه وينتظره!! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوليوس والمعجزة |
المفلوج والمعجزة الأيسر |
المفلوج والمعجزة المهجورة |
المفلوج والمعجزة المنشودة |
عذراء بورسعيد والمعجزة المستمرة |