منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 05 - 2013, 02:34 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

أبفراس المصلى
أبفراس المصلى

من العجيب أن أبفراس وهو يكافح الهرطقة والفساد ، كانت معركته الأولى ، وصراعه الأعظم ، مع اللّه ، وليس مع الناس ، إذ كان هذا الرجل يؤمن إلى أبعد الحدود بقوة الصلاة ، ... وكان يؤمن أن الجهاد الحقيقى ليس بين الإنسان والإنسان ، بل بين الإنسان واللّه ، وأن يعقوب عندما أراد أن يكسب معركته مع عيسو صارع مع اللّه وغلب ، وأن نحميا عندما واجه الصعاب القاسية وهو يفكر فى مدينته المحبوبة ، وهو مكمد الوجه أمام الملك ، والملك يسأله : « لماذا وجهك مكمد وأنت غير مريض . ما هذا إلا كآبة قلب . » ( نح 2 : 2 ) .. تحول فى الحال من الملك الأرضى إلى الملك السماوى وهو يجيب ، فصلى إلى إله السماء ، ومع أن أبفراس ترك كولوسى ولاودكية وذهب إلى روما ليلتقى ببولس هناك ، إلا أنه فى عاصمة الرومان ، لمن يكن قلبه أو عينه أو عاطفته متجهة إلى مناظر روما الخلابة ، لأنه كان منصرفاً كل الانصراف بجهده وكيانه ومشاعره وصلواته إلى ما يحدث فى كولوسى ولاودكية وهيرابوليس : « مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات لكى تثبتوا كاملين وممتلئين فى كل مشيئة اللّه » ( كو 4 : 12 ) .. قال أحدهم : إن أرشميدس لما اكتشف قانون العتلة قال أعطنى عتلة ومكاناً أركزها عليه وأنا أرفع الأرض . وهذه العتلة بالنسبة للمؤمن هى الصلاة التى إذا ما وجهت نحو اللّه وارتكزت فى السماء تستطيع أن تنقل الأرض إلى السماء ، وتحيل الأفكار الأرضية أوامر سماوية ، وتحول الجسد إلى روح ، والطبيعة الجسدية إلى طبيعة روحية ، والأرض إلى سماء !! .م.. وكان الربيون يعلمون بوجوب الإقلال من الصلاة لئلا يتعب المولى من كثرتها ، وأما السيد المسيح فيقول : « ينبغى أن يصلى كل حين ولا يمل » !! ( لو 18 : 1 ) والصلاة المصارعة المثابرة تنتصر أخيراً ، إذ قد يتمهل اللّه على أولاده ، وفى تمهله بركات ، ولكنه لا يترك أولاده بل سينصفهم سريعاً ، .. وقال الكردينال نيومان : من لا يصلى يسقط حقه المدنى فى السماء ، وقد يكون من ورثة الملكوت ولكنه يعيش كما لو كان طفلا على الأرض !! .. فإذا تصور أحد أن اللّه لا يسمع الصلاة ، لأنه لا يجيب عندما نطلبه لأول مرة ، يكون تفكيره مضاداً للكتاب المقدس والاختبار ، لقد جاهد يعقوب ليلة بكاملها ، وصلى دانيال وصام ثلاثة أسابيع ، وصرف يسوع الليل كله فى الصلاة ، وصلى دانيال وصام ثلاثة أسابيع ، وصرف يسوع الليل كله فى الصلاة ، وصلى التلاميذ عشرة أيام قبل حلول يوم الخمسين ، وصلى جورج مولر فنال بالصلاة خمسة ملايين دولار ، وشهد بأنه فى بعض الأشياء لم ينل الإجابة قبل مرور عشرين سنة !! .. وشبه أحدهم الصلاة الحية بالسهم إذ قال : إذا جذبت السهم قليلا فإنه لا يندفع إلا مسافة قليلة ، أما إذا جذبته لآخره فإنه ينطلق إلى مسافة بعيدة ، هكذا الحال مع صلواتنا إذا ألقيت من شفاه غير مكترثة فإنها لا تلبث أن تسقط تحت أقدامنا . فإن لجاجتنا وعمق صراخنا وشدة أشواقنا هى التى ترسل أصواتنا إلى السماء وتجعلها تخترق طبقات السحب .. إن اللّه لا يهتم فى صلواتنا بحسابها وكم عددها ، ولا ببيانها وما مقدار فصاحتها ، ولا بهندستها وكم طولها ، ولا بموسيقاها وبعلو أصواتنا فيها ، ولا بمنطقها وما مقدار حجمها ، ولا بنظامها وكيفية ترتيبها ، كل هذه قد توجد مع الصلاة ومع ذلك تكون بلا فائدة ، إذ لا يغنى شئ عن قوة حرارتهـــا فى صعودها إلى اللّه!!..
يقول الرسول عن أبفراس : « مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات » وهو يكشف بذلك عن الرجل الراكع على ركبتيه أو المنبطح على وجهه ، طوال النهار والليل يصارع من أجل الكنيسة التى أحبها والتى يقوم بالخدمة فيها ، ... وهو يصلح بذلك أن يكون نموذجاً للخادم الأمين الناجح فى الصلاة ، والذى يعطيها المكان الأول فى الخدمة ... وهناك نماذج ممتازة كثيرة ذكرها أ.م. باوندز فى كتابه العظيم عن قوة الصلاة ، والذى ترجم فيما أعلم إلى العربية ، ويحسن بكل مؤمن وخادم أن يقرأه ليرى أثر الصلاة وفاعليتها فى حياة المؤمنين والكنيسة ، ... وقد قال عن أبطال الصلاة الكثير!!.. كان تشارلس سيمون يكرس من الرابعة صباحاً إلى الثامنة للصلاة أمام اللّه ، وكان ويسلى يستيقظ فى الرابعة ويقضى ساعتين مع اللّه ، وقد وصفه أحد عارفيه بالقول : إنه كان يعتقد أن الصلاة هى أعظم شئ عنده ، وأكثرها أهمية ، وقد رأيته يخرج من مخدعه يشع منه الصفاء !! .. وكان جون فيلتشر يرطب جدران غرفته بنسمات صلواته ، وكان يقضى فى بعض الأحايين الليل كله فى الصلاة ، بحماس ، وغيرة ، وقوة ، ... لقد كانت حياته كلها صلاة ، وهو لا ينهض من مقعده دون أن يرفع قلبه إلى اللّه !! .. وكان لوثر يقول : إذا فشلت فى أن أقضى ساعتين فى الصلاة كل صباح ، فسينتصر الشيطان علىّ طوال اليوم ، إن عندى من الأعمال الكثيرة ، مالا أستطيع إنجازه دون أن أقضى ثلاث ساعات فى الصلاة ! .. والأسقف أسبرى كان ينهض فى الرابعة ليقضى ساعتين فى الصلاة والتأمل ... وصموئيل رزرفورد كان يعيش فى غنى الشركة ثلاث ساعات فى الصباح ، وكتب قديس اسكتلندا العظيم روبرت مارى مكشين : « يلزم أن أصرف أفضل ساعاتى مع اللّه ، .. وهى أنبل عمل أقوم به وأكثر أثماراً ، ولا يمكن أن استغنى عن ذلك ، إن ساعات الصباح من السادسة إلى الثامنة هى أفضل اللحظات الهادئة التى ينبغى أن أقتنصها دون إزعاج ، وبعد الشاى ، أخصص ساعة أصرفها مع اللّه ، .. وفى المساء لا يجوز أن أطرح عادتى القديمة المفضلة عادة الصلاة قبل النوم ، وعندما استيقظ فى الليل يلزم أن أنهض وأصلى » .. ومما يؤثر عن جون ولش أنه كان يقضى يومياً ثمانى ساعات فى الصلاة ، وقد اشتكت زوجته إذ رأته منطرحاً على الأرض يبكى فأجابها : يا امرأة !! إن فى عنقى ثلاثة الآف نفس - سأسأل عنهم ولا أعرف كيف يكون الجواب !!
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أبفراس المصلي
أبفراس
أبفراس
أبفراس
أبفراس رجل صلاة


الساعة الآن 01:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024