- أهمية القلب ودخوله في كل عمل
لعل من أبرز الأمثلة على أهمية القلب، هي قول الكتاب في سفر الأمثال:
"فوق كل تحفظ أحفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة" (أم23:4).
ذلك لأنه من القلب يصدر كل شيء، وهو الذي يعبر عن حقيقة الإنسان، وعن خفاياه ونواياه. والله يعرف كل ما في قلب الإنسان. لذلك قيل عنه إنه "وازن القلوب" (أم2:21) وأنه "فاحص القلوب" (مز9:7) (رؤ23:3).
القلب هو مركز المشاعر، ومركز العواطف، ومركز الحب. والرب يريد هذه المشاعر والعواطف القلبية، لذلك قال: "يا ابني، أعطني قلبك" (أم26:23).
وإن أعطيتني قلبك، كنتيجة طبيعية: سوف "تلاحظ عيناك طرقي".
والحياة الروحية ليست مجرد ممارسات في العبادة، أو فضائل ظاهرية، إنما هي حياة قلبية، حياة قلب يرتبط بالله بعلاقة الحب. وكل فضائله وعباداته وممارساته، تكون نابعة من هذا القلب، ومزينة بعلامة الحب.
هي ليست مجرد ممارسات من الخارج يمارسها الإنسان.. ولا مجرد ناموس، أي وصايا تنفذ حرفيًا.. أنما الحياة الروحية -قبل كل شيء- هي حياة القلب مع الله.
وما أجمل قول المزمور في مثل هذا المعنى:
"كل مجد ابنة الملك من داخل" (مز44).
مع أنها "مشتملة بأطراف موشاة بالذهب، ومتزينة بأنواع كثيرة "إلا أن كل مجدها من الداخل، في قلبها في روحها..
وسنرى الآن علاقة القلب بالمشاعر وباللسان والفكر والإرادة، وبالتوبة والعبادة وكل الحياة مع الله.