المحبة نسيم الحياة الجديدة
في التعامل مع الخطاة والمخطئين
في موقف رائع من أب قديس، قد كان حاضر في يوم الكنيسة يتمتع بحلاوة أسرارها، مشتركاً مع الجميع في سرّ الصلوات المُحيية، ووجد أن كاهن الكنيسة توقف أمام شاب يعلم أنه أخطأ خطأ جسيم، وقام بطرده أمام الجميع، إذ وجد أنه غير مؤهل أو مستحق أن يقف مع صفوف المصلّين لشدة خطأه، فإذ خرج الشاب مطروداً من الكنيسة، ففي الحال رفع صوته الأب القديس الحاضر في الكنيسة، أمام الجميع، حتى التفت الكل إليه قائلاً : [ أنا أيضاً خاطي ولا استحق أن أبقى هنا ] ، وخرج فوراً وراء الشاب ...
يقول القديس بولس الرسول : " أيها الإخوة إن أنسبق إنسان وأُخِذَ في زلة ما ، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة، ناظراً إلى نفسك لئلا تُجرَّب أنت أيضاً. أحملوا بعضكم أثقال بعض، وهكذا تمموا ناموس المسيح " ( غلاطية 6 : 1 – 2 )
ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم في التعامل مع الخطاة والمخطئين، أو ما نظن أنهم مخطئين، في إحدى عظاته على رسائل القديس بولس الرسول : [ إنه للمنوع على الأخص على المسيحيين أن يُصححا الذين وقعوا في الخطية بالعنف، فنحن لا نُحارب من أجل أن نأتي بالموت إلى الأحياء، بل نجاهد لأن نُرجع الحياة إلى الأموات ( بالخطية )، وفي جهادنا هذا يجب أن نكون ودعاء متواضعين ... أنا اقنع، ليس بالإجراءات القمعية بل بالكلام، وأريد أن أطرد، لا الهراطقة، بل الهرطقة.
لقد تعودت أن أُعاني من السحق لا أن أسحق أحداً؛ وأن أحتمل الاضطهاد لا أن أضطهد أحداً. المسيح كان منتصراً وهو مصلوب وليس وهو صالب، ولم يُضرب بل تلقى الضربات ]