12 - 04 - 2013, 05:47 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الأحد الجديد – أحد توما الرسول
“ربي وإلهي” خلال قراءتنا لمسيرة بعض الأشخاص الذين تبعوا يسوع المسيح نلاحظ أنهم تعرضوا للحظات ضعف إيمانية بما يخص آلام السيد المسيح وقيامته، والتي عشناها في الأسبوعين الماضيين، ونتذكر ثلاثة مواقف وحالات: نكران بطرس الرسول، وتسليم يهوذا وانتحاره، وقلة إيمان توما الرسول.
تصرف بطرس الرسول ونكرانه كان نتيجة واضحة لضعفه وخوفه، أما تسليم وانتحار يهوذا فكان سببه شكّه وحبه للمال وفقدانه الرجاء برحمة الله، كان عند يهوذا تخيل مسبق عن المخلص ولكنه رأى شخصاً مختلفاً، وعندما أدرك أن المسيح الذي يراه غير الشخص الموجود في فكره ضحّى بأن يسلّم الحقيقة، أي المسيح، وليس بالأوهام التي في فكره عن السيد، أما توما فقد أثّرت فيه الأحداث المؤلمة الأخيرة وجعلته يطلب أشياء ملموسة كي يؤمن.
الإيمان وسط الجماعة
حضور المسيح أمام أعين توما أعاده إلى وضعه الأول في علاقته الصحيحة مع السيد، توما خرج من حزنه، بحواره مع المسيح، وأعاد ذاته إلى وضعها الطبيعي بعد تشتتها عند تسليم وموت المسيح. مشكلة توما ليست أن يتخلص من ضعف الإيمان، بعد تشتت التلاميذ بالقبض على المسيح، بل أن يعود إلى شركته مع التلاميذ، هو التقى مع السيد حيث كان التلاميذ مجتمعون وليس على انفراد. جاء المسيح وسط التلاميذ حيث كانوا مجتمعين، الكنيسة، كي يقابله شخصياً، وقال له: “هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديّ وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً”. وحالاً يجيب توما الرسول على طلب السيد باعتراف إيماني: “ربي وإلهي”.
يمكننا ملاحظة أمرين من اعتراف توما الرسول: 1. بأن توما الرسول لا يطابق بكلامه بين السيد القائم ويسوع المسيح فقط بل يعترف بإلوهيته، 2. هذا الاعتراف ليس عاماً بل هو محدد يتوجه إلى إلوهية السيد القائم.
هناك حالات كثيرة نتعرض فيها لصعوبات كبيرة أو لضعف ما فننغلق بأفكارنا غارقين بها، فنذهب محاولين البحث عن يسوع المسيح خارج كنيسته أو نطلب علامات ظاهرة أو عجائب كي نؤمن، ولكن كي نستطيع أن نتجاوز هذا الأمر تعلّمنا الكنيسة أن نعيش حضور المسيح في حياتنا وفق الوسائل الثلاثة التالية:
الأولى، حفظ وصايا السيد، لأنه هناك طريق واحد كي نعرف المسيح حقيقة وهو وصاياه، كل الذين يقبلون الصليب، الذي هو رأس كل الوصايا، يكونون قد سلكوا هذا الطريق.
ثانياً، باشتراكنا في الأسرار الإلهية، ففي القداس الإلهي نرتل: “قد وجدنا النور الحقيقي…” أي نحصل على النور باشتراكنا بالأسرار وبدونه نحن عميان.
ثالثاً، بالصلاة، لأن الذين يعملون على تطبيق وصايا الكتاب المقدس، أي إرادة الله في حياتهم، ويحيون أسرار الكنيسة بصلاة نقية يستحقون أن يروا المسيح.
كنز الكنيسة
معرفة شخص يسوع المسيح هو كنز مخبأ في أحضان كنيستنا. لكن ضعف إيمان توما يذكرنا بواقعنا الضعيف. ولنتذكر أن الله يسمح أن نمّر بلحظات ضعف وقلة إيمان وتجارب صعبة في حياتنا لأنه عارف عند تجاوزنا إياه أن إيماننا بالله سيزداد، الكثير منا يرغب أن تكون حياته بدون تجارب ولكن حياة مسيحية كهذه غير موجودة.
إخوتي، لنضع جواب توما الرسول “ربي وإلهي” وصراخنا الشخصي “قام المسيح” نصب أعيننا ولندعها تملأ حياتنا، كي نستطيع السير وسط صعوبات هذه الحياة، ولنتأكد بأن الخلاص سيكون من خلال الصبر على ضعفاتنا ومشاكل حياتنا ولنعتمد على المسيح الإله القائم لنكون من أهل القيامة فلا يتزعزع إيماننا من أي تجربة أو ضعف.
|