المواهب الروحيَّة
لما ترك المسيح هذه الأرض ورجع إلى أبيه، أعطى أتباعه "مواهب". هذه المواهب يوزعها الروح القدس على الأفراد ضمن كل كنيسة محلية لتتمكن من مواصلة القيام بعمل المسيح. وفي المواهب ما يبين طبيعة الكنيسة الفائقة للعادة. فبوصف الكنيسة جماعةً من أولاد الله، لا يقتصر عملها على قدرات أفرادها الطبيعية. وروح الله يمد الكنيسة بالمواهب اللازمة لبنيانها، معطياً أفرادها ما يراه مناسباً.
في أفسس 4 يسرد بولس بعض المواهب التي أُعطيت لأفرادٍ في الكنيسة فأسندت إليهم دوراً قيادياً. أولئك هم الرسل والأنبياء، وبعدهم المبشرون والرعاة والمعلمون. وفي 1 كورنثوس 12 يذكر مواهب أخرى، مشدداً هذه المرة على المواهب العامة- من حكمةٍ وعلمٍ، وإيمان وشفاء ومعجزات، إلى التكلم برسالة الله وشرحها، إلى التكلم بلغاتٍ غريبة وترجمة ما يُقال. وفي نهاية ذلك الأصحاح يُضيف إلى هذه اللائحة موهبتي الإعانة والتدبير. وفي رومية 12 سردٌ لمواهب أخرى إضافية: الخدمة والوعظ (التشجيع) والعطاء والرحمة.
يُعلم الرسول بولس أنه في كل كنيسة محلية ينبغي أن يُعطى كل فردٍ الحرية لممارسة موهبة الخدمة المعطاة له من الله. فمواهب الروح لا تُعطى للتمتع بها شخصياً بل للاستخدام العامَ لخير الجميع- ولهذا السبب يتناول ببعض الإسهاب مسألة التكلم بألسنة. وهو نفسه كانت له موهبةٌ كهذه ولم يمنع الحاصلين عليها من ممارستها، لكنه أصر على ضرورة وجود من يترجم، وإلا فلا أحد يفهم ما يقال، ولا أحد يُبنى ويُفاد.
رومية 12 و 1 كورنثوس 12 و 14؛ أفسس 4