أشور
الجزء الشمالي من العراق اليوم، على طول نهر دجلة نحو الشرق حتى سفوح جبال زاغروس. كانت الأمطار والروافد التي تصب في نهر دجلة توفر الماء الكافي للري، فإذا السهول تموج بالحنطة والشعير، والجبال تكسوها الأشجار المثمرة، من عنب وزيتون ومشمش وكرز وغيرها، والريف يغطيه العشب في الشتاء والربيع- على خلاف الأراضي الواقعة غربي دجلة، حيث معظم الأرض صحراء ترتفع إلى الشرق منها جبال وعرة ذات غابات يكسوها الثلج شتاءً. لذلك بدت بلاد أشور جذابة لأهل البادية والجبال. وطالما حفل تاريخ أشور بالحروب الطويلة مع هؤلاء الجيران الطامعين.
أطلق الأشوريون اسماً واحداً، هو أشور، على بلادهم وعاصمتهم وإلههم القومي. وتقع مدينة أشور في جنوب البلد، على الضفة الغربية لنهر دجلة. أما المدينة الثانية، نينوى، فموقعها إلى الشرق من النهر، مقابل الموصل الحديثة، وكانت تبعد عن أشور 109 كلم إلى الشمال. وكانت كلتا المدينتين مزدهرتين منذ القديم، من السنة 2500 ق م وربما قبل ذلك بكثير.