|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
المسيح فصحنا الأنبا رافائيل أولاً: أريد أن اوضح أن خروف الفصح ليس هو الأصل والمسيح التطبيق. فكثيراً ما نفهم أن المسيح صنع لذلك لأنه ذكر فى النبؤات، وهو يطبق ذلك بل العكس هو الصحيح ان النبؤات جائت لتشير إلى المسيح. وخروف الفصح جائت كل مواصفاته لتنطبق على السيد المسيح، فالمسيح إذن هو علة النبوة، وليس النبوة هى علة المسيح. فالمسيح فصحنا هو الأصل وقد سبقوه وصنعوا خروف الفصح بالنبوة، والقصد هو المسيح الفصح. ومعنى كلمة فصح: كلمة عبرية تعنى "عبور" وهو نفس المعنى لكلمة "بصخة" ولكن بالنطق اليونانى، ونقلناها إلى القبطية بنفس النطق اليونانى، وقد أخذ عنها اللفظ الإنجليزى "pass" أى عبور أيضاً والمسيح هو العبور الحقيقى، ولذلك فسنتكلم عن: 1- المسيح العبور: والعبور الذى حدث فى العهد القديم كان بنوعين: أ- ان الملاك المهلك عبر على البيوت الملطخة بالدم فلم تهلك (وهذا هو الأهم). ب- عبور شعب اسرائيل البحر الأحمر وخروجهم من ارض مصر إلى أرض الجهاد فى سيناء. والمسيح هو العبور الحقيقى للنفس، فهو يأتى ويلطخ الإنسان بالدم فينتهى الموت، ويأتى الملاك المهلك فلا يستطيع أن يمس النفس التى تلطخت بالدم. والمسيح يلطخنا بالدم فى: المعمودية، الميرون، التناول، لأن كل أسرار الكنيسة تستمد قوتها من المسيح. فالمعمودية هى الصليب، المعمودية هى الدم وقد قال السيد المسيح عن نفسه ذلك: "لا يستطيعان أن يشربا من فى الكأس التى أشربها أنا، ولا يصطبغا من نفس الصبغة التى أصطبغ بها أنا". وهو هنا يقصد بالصبغة "الصليب"، ولفظ صبغة هو نفسه لفظ المعمودية، وهنا يصنع المسيح تطابق بين المعمودية والصليب. ونحن نقول اننا مدفونون معه فى المعمودية فهى إذن قبر وصليب وشركة فى الصليب والقيامة فكل من دخل إلى المعمودية صار ملطخاً بدم المسيح، وعندما يعبر عليه الملاك المهلك لا يقدر عليه تصير قوة الحياة فيه. فقد قيل فى العهد القديم: "أن الدم فيه النفس" فقد أمرهم ألا يشربوا الدم لأن فيه النفس، وفى العهد الجديد يقول: "خذوا اشربوا هذا هو دمى"، ألم تقول لا تشربوا الدم؟ فماذا نشربه الآن؟ فيقول المسيح: أنى لا أريد ان تشرب دم اخر سوى دمى أنا فقط، فكل دم فيه حياة ولكن حياة فانية (مزيفة) ان شربته فسوف تأخذ خطيته، ولكن دمى فيه البر والحياة ومن يشربه يأخذ الحياة التى لا يقوى عليها الموت. فنحن بإتحادنا بدم المسيح لا يقدر علينا الموت. فالمسيح هو عبورنا هو الذى جاء ورشم الجسد الإنسانى بدمه، وفى العهد القديم كان رشم الدم يكون على القائمتين والعبتة العليا (وهذا هو منظر الصليب). وهنا يمسح المسيح النفس بدمه فنأخذ الحياة ولا يقوى علينا الموت. أما عن عبور شعب اسرائيل فى البحر الأحمر فيخبرنا بولس الرسول أن هذه كانت معمودية فعند عبور شعب إسرائيل للبحر الأحمر كانوا عبيد، أما بعد خروجهم منه أصبحوا أبناء لله، وقد كانت المياه تحيطهم من كل جانب، وتبعهم فرعون وجنوده وهو يرمز إلى الشيطان. كذلك أيضاً فى المعمودية يكون الإنسان عبد للشيطان ثم بعد ذلك يصبح ابن لله. والمسيح هو العبور الحقيقى للنفس الذى عبر بنا من ظلمة الخطية إلى مجد البر، ومن عبودية الشيطان إلى حرية أبناء الله، عبر بنا وأخذنا معه إلى أرض سيناء. 2- كان هناك امر آخر فى الفصح وهو الفطير: فبعد أكل الخروف فى العهد القديم كان ينزع الخمير من البيت ويأكلوا الفطير وهو خبز غير مختمر، لماذا غير مختمر؟ أولاً: لأنه عند عبورهم أو قبل عبورهم كان معهم عجين غير مختمر، فعندما كانوا فى مصر وصدرت أو جائت لهم الأوامر بالتحرك كانوا يعجنوا الفطير وقد أخذوه معهم وخبزوه قبل أن يختمر. وهنا يريدنا المسيح أن نعيش فى احاسيس الناس الذين كانوا فى عجلة ولم يكن فطيرهم قد اختمر بعد. ثانياً: أن الخمير رمز للشر، ولذلك طلب مهم عزل الشر فالذى يأكل الخروف كان من المفروض أن يترك الخطية، ويسلك بما يليق بالاتحاد بهذا الوضع. ثالثاً: أن الخمير يرمز للعتيق، فالخمير هو فطر يضاف إلى العجينة وتنمو وتنتشر فيها، ثم يأخذوها لتخبز ولكن قبل ذلك يأخذوا قليلاً منها ليضعوه فى العجين الذى لليوم التالى فيختمر ثم يأخذوا منها لليوم التالى وهكذا.. فالخمير إذاً رمز للقديم، فأنا أخذ جزء من عجينة اليوم لأضعه فى عجينة اليوم التالى. ولذلك رفض الرب هذا، لأن الذى يدخل معه لابد أن يترك القديم ويبدأ بدأ جديد. ولذلك علينا أن ننسى العجينة القديمة ونضع عجينة جديدة فيها البر والحب والقداسة. ولكن لماذا يأكلوا الفطير لمدة اسبوع بالذات؟ لأن الأسبوع هو فترة زمنية متكاملة وترمز للعمر كله من الأحد إلى السبت، والأحد التالى يكون رمز للدهر الآتى وهو رمز أيضاً للأبد، ولذلك قصد المسيح ان يقوم فى يوم السبت وذلك لأنه بدأ دهراً جديداً. فقيامة المسيح هو دخول فى الأبدية ولذلك قصد أن يقوم فى فجر الأحد. وهنا يرينا أن الإنسان الذى يأكل الفصح يظل فى بر وقداسة فترة أسبوع كامل لكى يستطيع أن يدخل مع المسيح فى الأبدية وقيامته. 3- إن المواصفات التى اشترطت فى خروف الفصح تنطبق على المسيح تماماً: المسيح هو الأصل والخروف هو الصورة، الخروف هو الرمز والمسيح هو الحقيقة. أ- أن يكون صغير فى السن: وقد مات المسيح على الصليب وهو فى شبابه، وأيضاً عندما يكون صغير يكون حمل وديع لا يأذى أحد: والمسيح أيضاً لم يأذى أحد. ب- أن يكون صحيح وبلا عيب: والمسيح كان صحيح وبلا عيب. ج- يذبح الخروف فى داخل البيت (والبيت هو رمز للكنيسة): والمسيح يكون فى الكنسية. د- وقيل أن البيت الذى يكون عدده صغير ولا يستطيع أن يأكل افراده الخروف كله فى نفس اليوم يمكن له أن يشترك مع بيت أخر فى خروف واحد حتى ينتهوا منه فى نفس اليوم: وهذا يرمز لاشتراكنا معاً فى أكل جسد الرب ودمه. ه- أيضاً لم يقل على خروف الفصح "خرفان" بل قالوا خروف بصيغة المفرد بالرغم من انهم كانوا يذبحون عدد كبير من الخرفان وهذا "رمز الوحدة" والمسيح الواحد الموجود فى كل مكان وعلى كل مذبح ولكننا لا نقول أجساد المسيح بل "جسد المسيح". والمسيح هنا يضمن لنا الوحدة فبالرغم من تعدد الذبائح ولكنه خروف واحد وأكله واحدة. وكذلك المسيح عندما نأكله ويضمنا فى وحدة معه. و- يذبحه كل جمهور اسرائيل فى العشية وهذا ما حدث للمسيح كل الناس قامت ضده، الكل قال اذبحه دمه علينا وعلى أولادنا ولم يقل إنسان واحد شئ أخر أو دافع عنه. (لم يوجد غير غريب الجنس "بيلاطس" الذى قال لا أجد علة فى هذا البار). وفى العشية أيضاً اسلم المسيح الروح فى هذا الوقت، وفى تلك السنة كان ذبح الخروف فى يوم جمعة وفى نفس الميعاد الذى صلب فيه المسيح ولذلك حكم المسيح فى عجلة وظلوا ساهرين طوال الليل لأن بعد ذلك لديهم عيد "عيد الفصح" وقد ذهبوا إلى بيلاطس فى الفجر حتى ينفذ لهم الحكم. وقد كان لدى الرومان نوعان للإعدام: الصلب وقطع الرقبة. قطع الرقبة: للمواطن الرومانى، وكان يحترمه ولا يغذبه فيقطع رقبته سريعاً. الصلب: للرعايا وكان فيه استهزاء وألم وفضيحة وموت بطئ. والسيد المسيح أرتضى أن يموت حسب النظام الرومانى وليس النظام اليهودى (الرجم) حتى لا يكسر عظم من عظامه وذلك لأنه حب الكنيسة وهو لا يهدم أو يكسر، والمسيح هنا قصد أن يموت ولكن بالنظام الرومانى بالصليب: لأنه عار وهو حمل عارنا. ولأن البديل هو قطع الرقبة وهو لا يريد أن ينفصل عن الكنيسة. كان الخروف يأكل مشوياً وهذا يرمز للألم الشديد (وليس مطبوخاً أو نيئاً) وهو يذكرنا بالآلام الشديدة التى تحملها المسيح. تأكلونه مع رأسه وأكارعة وجوفه: والرأس رمز للفكر، والأكارع للعمل والجوف للمشاعر والأعمال ونحن يجب أن نتحد مع المسيح فى فكره وفى العمل والروح نتحد بالمسيح كله. ولا تبيتوا منه للغد والباقى منه يحرق وذلك لأن المسيح لن يبيت على الصليب وهو دائماً متجدد. ونحن لا نبيت أيضاً من الذبيحة فى كنائسنا. تأكلونه على أعشاب مرة: رمز لآلام المسيح ونحن عندما نتناول يكون فينا مرارة التوبة، وعدم الأكل هنا حتى يكون الحلو مر، ويكون المسيح هو حلاوتنا. تأكلونه وأحقائكم مشددة وأحذيتكم فى أرجلكم وعصيكم فى أيديكم: كلها تشير إلى الاستعداد وأن يكون الإنسان غير متكاسل فى الخدمة أو العمل بل نكون دائماً مستعدون. وأيضاً المسيح مات ودفن سريعاً. أيضاً هناك الفترة بين شراء الخروف وذبحه (4 أيام) وهذه تشير إلى أزلية المسيح أن المسيح المذبوح قديم وموجود منذ الأزل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لآن فصحنا أيضًا المسيح قد ذبح لأجلنا |
المسيح فصحنا |
المسيح فصحنا - لنيافة الأنبا رافائيل |
المسيح فصحنا |
لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا |