هل التوتر والقلق أثناء الامتحانات أمر طبيعي أم يحتاج إلى علاج ؟
يقول الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة المنصورة : “قلق الامتحانات هى حالة من التوتر وعدم الارتياح التى تحدث قبل أو أثناء أو بعد الامتحانات وعندما تصيب الإنسان بالقدر المعقول تكون هى الدافع للاستذكار والتحصيل بأعلى الدرجات، وعندما تكون شديدة جدا وتزيد عن المعدل الطبيعى والتى قد تصل إلى درجة الهلع، وفيها يشعر الطالب بحدوث خطر ما أو فقدان السيطرة أو فقدان الوعى، فهذا يكون عائقا كبيرا فى مواجهة الامتحانات وسبب للفشل أو الرسوب، وقد تمنع الطالب من دخول الامتحان أصلا أو تعوقه من استرجاع المعلومات فيخرج من الامتحان وقد فقد كثيراً من الدرجات عن معلومات هو يعرفها تماما، لكنه لم يستطيعأن يتذكرها داخل اللجنة. هو أحد أنواع اضطرابات القلق، يطلق عليها “القلق المحدد” (Specific Phobia).
وللعلاج يجب أن نعلم أنه لا يجب علينا إزالة القلق تماماً، لأن القلق ضرورى ومفيد للاستعداد للامتحانات، ولكن يجب علينا فقط تقليل مستوى القلق إلى درجة يمكن السيطرة عليها وتكون الدافع للنجاح والتفوق.
وإذا تم إهمال العلاج فإن الفشل فى الأداء فى الامتحانات يكون هو المصير الحتمى، ونتيجة لذلك تحدث العديد من الاضطرابات النفسية مثل اضطرابات الاكتئاب واضطرابات القلق المختلفة من وسواس إلى القلق العام، وقد يلجأ البعض لاستخدام المخدرات لتهدئة نفسه.
وتلعب الأسباب الوراثية و(زيادة فى إفراز مادة ” Nor-Epinephrine”، والأسباب البيئية والتعلم بالارتباط الشرطى أو التعلم بنقل المعلومة “Information Transfer” أدوارا متداخلة معا فى ظهور هذا المرض.
ولذا فالعلاج يشمل كلا من العلاج السلوكى (العلاج الأساسى)، ويشمل التعرض التدريجى لمصدر القلق مع استخدام وسائل تمارين الاسترخاء العضلى مع السيطرة على التنفس والتدريب على السيطرة على الخيالات والأفكار. والعلاج المعرفى السلوكى مثل مناقشة الأفكار غير المنطقية وتعزيز الأفكار الإيجابية، مع إمعان النظر فى مصدر الخوف ويلعب العلاج الدوائى الذى يحقق الارتياح وتشمل (الأدوية التى تغلق مستقبلات بيتاB- blockers، والمهدئات Benzodiazepines، ومضادات الاكتئاب مثل و”SSRI SNRI”. ويفضل الجمع بين العلاج الدوائى لتحقيق أسرع نتيجة والعلاج المعرفى السلوكى لعلاج الأسباب نهائيا.