|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إضطهاد وإقتحام كنائس وقتل المؤمنين وهروب أثناسيوس للبرارى ونفيه الثالث الطويل
تمرد ماجنتيوس على أمبراطور الغرب قسطانس وقتله طمعاً فى العرش ، فأعلن إمبراطور الشرق قسطنطيوس عليه الحرب ليأخذ بثأر أخيه الإمبراطور المقتول ، وفى أغسطس سنة 353 قتل القائد المتمرد ماجنتيوس ، فأصبح إمبراطور الشرق إمبراطوراً على كافة الأمبراطورية الرومانية التى كانت قد قسمت بين ثلاثة اخوه بقى منهم قسطنطيوس للشرق ، وقسطانس للغرب ، وقتل الثالث ، وذهب قسطنطيوس إلى روما ليعلن انتصاره وجلوسه على عرش الأمبراطورية الرومانية ، ولما ملك على أرض الأمبراطورية أراد أن يوحد الكنيسة تحت راية الهرطقة الأريوسية التى كان يميل إليها ، وعندما وصل الأمبراطور قسطنطيوس إلى آرل فى شتاء سنة 353 م ، أقنعه الأريوسيين الأريوسيين بعقد المجمع الذى كان مزمعاً هقده فى أكويلا ، وبناء على طلب ليبريوس أسقف روما وبقية أساقفة إيطاليا (3) ولم يكن الأمبراطور قسطنطيوس يميل إلى اثناسيوس للأسباب التالية 1 - بعد أن حرم فى مجمع صور واستطاع أثناسيوس أن يذهب إلى الغرب وأنضم إليه جميع اساقفة الغرب وأيده أمبراطور الغرب قسطانس وكانت قرارات المجمع الذى إجتمع فى كورسيكا / صوفيا لصالح أثناسيوس رجوعه إلى كرسيه ووصل الأمر إلى تهديد قسطانس لأخيه بالحرب إذا لم يعود أثناسيوس إلى كرسيه . 2 - وقال الأريوسيين لدى الإمبراطور : أن اثناسيوس إتصل بماجنتيوس عدو الأمبراطور المغتصب لعرش أخيه ( ولم يعرف كيف أقنعوا الإمبراطور بهذا الأمر هل كان هناك مستند أم كان مجرد وشاية ) ، فأسرع أثناسيوس فى 18 مايو سنة 353 م بإرسال بعثة سلام بقيادة الأسقف سيرابيون ، وفى 23 مايو سنة 353 م وبعد أن أقلعت هذه البعثة فى طريقها إلى إيطاليا بخمسة أيام وصل مونتانوس مندوب الأمبراطور حاملاً أمراً بعدم إرسال هذه البعثة وأمراً آخر بالحضور إلى مقر الحكومة فى ميلان. 3 - ولكن رأى البابا أثناسيوس أن الأمبراطور قد دبر خطة ضده للخلاص منه بقتله كما حدث مع بعض الأساقفة الأرثوذوكسيين وأدرك مدى خطورة النية المبيته ضده ، فاضافوا رفض أثناسيوس للحضور إلى ميلان إلى الأسباب السابقة لكى يوغروا صدر الإمبراطور ضده . 4 - وأضاف الأريوسيين واقعة اخرى إلى الوقائع السابقة وهى أنه فى سنة 354 م الشعب صمم ( ضد رغبة اثناسيوس ) حضور صلوات الأربعين المقدسة ( التى تنتهى بأسبوع الألام وبعده عيد القيامة ) فى كنيسة السيزاريوم أى كنيسة القيصر الجديدة ، التى بناها الأمبراطور على نفقته الخاصة ، والتى لم يتم بناؤها ولم تدشن بعد (4) بسبب إزدحام كنائس المدينة بالمؤمنين .. وكان هذا ألمر خارجاً عن الأصول المتبعة مدنياً وقانونياً فى علاقة الشعب والكنيسة مع الإمبراطور ، كما أنه غير مقبول كنسياً ، ولكن من المعتقد أن الشعب أحس بأن الأمبراطور سيعطى هذه الكنيسة للأريوسيين ، ولكنه على جميع الأوجه وإن بدى السبب مقنعاً فإن هذا الأمر غير مقبولاً على الأطلاق !! ولكن يشفع هنا شيئاً واحداً أن الشعب كان فى غليان من تصرفات ألأمبراطور ضد البابا ويمكن أن يكون هذا الفعل تم كرسالة مرسلة تحت إسم إختبار القوة وبداية للثورة الشعبية ضد الأمبراطور ، ولكن هذه الفكرة بعيدة عن طبيعة الكنيسة المصرية ولكنها لم كامنة فى الشعب القبطى المصرى الذى يرى ارضه محتله فأراد أن ينفس عن نفسه بالصلاة فى كنيسة الأمبراطور تحدياً لقراراته ضد شخص أثناسيوس الذى تكمن محبته قى قلب المصريين النابض. شعر البابا أثناسيوس بالخطر من الأمبراطور قسطنطيوس والأريوسيين خاصة بعد ظهور قرارات ونتائج مجمع ميلان الذى أستطاع الأمبراطور بطشه ان يجمع 300 أسقفاً ويرغم الغربيين منهم على التوقيع لقطع أثناسيوس من شركة الكنيسة ولم يقف مع البابا أثناسيوس إلا قلة من ألأاسقفة الذين بقوا فى كنائسهم لأنهم لم يستطيعوا حضور المجمع لمرضهم أم الذين رفضوا التوقيع وذهبوا إلى المجمع فقد نفاهم الأمبراطور وجردوا من كراسيهم عقاباً لهم على مخالفتهم لقراره وقرار المجمع الأريوسى بإستثناء صحوة هيلارى أسقف بواتيه ومجمع بيزيه وأصبح أثناسيوس يقف وحيداً ليس له نصير واحد وقد أوضح أثناسيوس شعوره بالخطر فى رسالة كتبها لأحد الرهبان أسمه دراكونتيوس يستحثة لقبول السقفية فى هذه السنة وذكر فى رسالته عرضاً إحساسه بما سيأتى من تجارب الصوم الأربعينى فى تلك السنة 354م - 355م فقال البابا أثناسيوس : [ وبعد أن أكمل الأمبراطور كل شهوته ضد كنائس إيطاليا والبلاد الأخرى ، وبعد أن نفى بعضهم وضيق وعذب الآخرين حتى ملأ الذعر كل مكان ، إتجه أخيراً فى ثورة غضبة ليجرى نفس الفوضى السابقة المؤذية ضد الأسكندرية !! وهذا كله أحكمه بمكر أعداء المسيح ، لكيما يستعرضوا كثرة أسماء الأساقفة الذين أرغموهم على التوقيع حتى لا يعود أثناسيوس حتى ولا أسقف واحد يبادله الشكوى فى الإضطهاد ( المزمع أن يحكموه عليه ) ] (5) وقد ذكر كل من سليبسيوس شاويرس وتاريخ القديس هيلارى أسقف بواتيه فى شذراته عن الهرطقات ، كما ينقله إلينا المؤرخ دوشسن ، عن شجاعة نادرة لأساقفة فرنسا ( الغال) : [ إنعقد فى فرنسا مجمع فى بيزيه Beziers فى السنة نفسها سنة 356م وكان من بينهم هيلارى نفسه اسقف بواتيه ، وذلك بعد إنفضاض مجمع ميلان مباشرة ، وكتبوا إحتجاجاً عم كل فرنسا ضد الحكم بالنفى الذى وقع على الأساقفة !! وبالأخص على تدخل السلطات المدنية فى أمور الدين والشركة ! وقدم هذا مشفوعاً بالدفاع الأول للأمبراطور ، وكان يحسب فى مضمونه أنه وثيقة معارضة علنية !! وفيه اسقط هيلارى وجماعته أورساكيوس وفالنس من شركتهم ودعوا كل الساقفة الذين انحازوا إليهم إلى التوبة ] (6) المــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 253 وما بعدها (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى (3) Sozom. op. cit., IV.9; Dict. of Chr. Biogr. p. 192. (4) Athanas., Apol. ad Cont. 15; Epiphan., Hear. 69.2. (5) Athanas., Hist. Arian, 7, 47. (6) Duchesen, op. cil., 207; Sulpic. Sev., Chron. ii. 39. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|