|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" قد دخلت جنتي يا أختي العروس. قطفت مُرّي مع طيبي. أكلت شهدي مع عسلي. شربت خمري مع لبني. كلوا أيها الأصحاب. اشربوا واسكروا أيها الأحباء" (نش1:5). هذا هو البيت الذي يقيمه فينا حكمة الله ويحسبه بيته وجنته، يدعو إليه أصحابه السمائيين ليأكلوا ويشربوا ويفرحوا بثمر روحه القدوس العجيب فينا. يعلق القديس غريغوريوس أسقف نيصصعلى هذه الدعوة التي تقدمها النفس البشرية لذاك الذي أقام منها جنة وحوّل أعماقها وليمة غنية فيقول: [من هو هذا الذي تدعوه العروس إلى وليمتها التي تحمل ثمارها؟ لمن أعَدّتْ وليمة من مصادرها (الداخلية)؟ من هو هذا الذي تدعوه العروس إلى الوليمة التي أعدتها؟ ليس إلا ذاك الذي منه وبه وفيه توجد كل الأشياء (رو36:11). إنه يعطي لكل شخص طعامه في حينه (مز15:145)، يفتح يديه ويملأ كل حيّ من بركاته. نزل كخبزٍ من السماء (يو41:6)، وأعطي العالم الحياة، وجعل المياه تتفجر من ينبوعه الذي للحياة. هذا هو ذاك الذي تُعد له العروس مائدتها. المائدة هي جنة مزروعة بأشجار حية. نحن بحق الأشجار، والطعام المقدم له هو خلاص نفوسنا.] عمل حكمة الله أن يهدم الخيمة القديمة التي هي أعمال الإنسان القديم التي أقامتها الخطية فينا، ليُقيم بيتًا جديدًا داخليًا، يتجدد كل يوم. "إن كان إنساننا الخارجي يفني فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2كو16:4). هذا البيت الذي بناه السيد المسيح هو كنيسته المقدسة حيث يقدم نفسه حجرًا حيًا مرفوضًا من الناس ولكنه مختار من الآب وكريم (1بط4:2)، يحملنا كحجارة حيَّة ترتكز عليه، نُبني بجوار بعضنا البعض ونتحد معًا لنصير أشبه ببرجٍ واحدٍ. وكما يقول القديس بطرس الرسول: "كونوا أنتم أيضًا مبنيين كحجارة حية، بيتًا روحيًا، كهنوتًا مقدسًا، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح " (1بط5:2). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|