يقدِّم لنا القديس أمبروسيوس تفسيرًا رمزيًا لقصة إيليا فيقول، بأنَّها تحمل سرًّا، هو سرّ المسيح والكنيسة. * ليس بدون هدف فُضِّلت واحدة من بين أرامل كثيرات. فمن هي مثل هذه أُرسل إليها نبي عظيم، هكذا صعد إلى السماء لكي يقودها، خاصة في الفترة التي فيها أُغلقت السماء لمدَّة ثلاث سنوات وستَّة أشهر، حيث كانت مجاعة عظيمة في كل البلاد؟ ما هي هذه السنوات الثلاث؟ أليست ربَّما هي تلك التي جاء فيها الرب إلى الأرض ولم يجد ثمرًا على شجرة التين؟ لهذا كتب: "هوذا ثلاث سنين آتي أطلب ثمرًا في هذه التينة ولم أجد" (لو 13: 7). إنَّها بالتأكيد الأرملة التي قيل عنها: "ترنَّمي أيُّتها العاقر التي لم تلد، أشيدي بالترنُّم أيَّتها التي لم تتمخَّض، لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل" (إش 54: 1). إنَّها الأرملة التي قيل عنها حسنًا: "لأنَّك لا تستحين، فإنَّك تنسين عارك، وترمُّلك لا تذكرينه بعد، لأنِّي أنا هو الرب صانعك" (إش 54: 4). ربَّما هي أرملة فقدت رجلها حقًا في آلام جسده (صلبه)، لكن في يوم الدينونة تقبله من جديد، ابن الإنسان الذي بدا كأنَّه قد فُقد، يقول "لحيظة تركتك" (إش 54: 7)، لكي إذ صارت متروكة تصير أكثر مجدًا بحفظها إيمانها...