منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 07 - 2024, 02:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

وراثة الطبيعة البشرية الفاسدة التي نتجت من خطيئة آدم الأولى


وراثة الطبيعة البشرية الفاسدة التي نتجت من خطيئة آدم الأولى تشبه حالة طفل وُلد بمرض تناسلي أصيب بعدواه من أمّه في رحمها. رغم أنّ الطفل الرضيع بريء، هو يقاسي من نتائج السلوك الجنسي الخاطئ المستهتر لأمه. لا يُعاقب الإنسان لعصيان آدم. بالأحرى، يرث الإنسان الموت من بذرة آدم الفاسدة: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ" (رومية 5: 12). حرم مرض الخطية الأنسان من النعمة الإلهية.

تدعم الدراسات العلمية الحديثة في مجال شخصية الإنسان تعليم الكتاب المقدس بأن الإنسان يتميز بطبيعة ذاتية فردية أنانية بعد سقوطه، وأن هذه السمة منتشرة بالوراثة في الجنس البشري. في هذا الشأن، يشير الكتاب المقدس إلى زمن لم توجد فيه هذه السمة في الجنس البشري.

أدت الخطيئة الأولى إلى الحالة الخاطئة لطبيعتنا البشرية التي وُلدنا بها. يتجلى هذا في شهوات وميول ونزعات شريرة تشمل التحرق، والحسد، والجشع، والكبرياء، والأنانية، وخيانة الأمانة، إلخ. أقام هذا حاجزا بين الإنسانية والله الكلي القداسة: "بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ" (أشعياء 59: 2). فقد الإنسان اشتياقه لله. لكن سقوط آدم لم يؤدي إلى فساده الكلي، ولم يدمر صورة الله في الإنسان، بل أضعفها فقط. كما لم يدمر السقوط حرية إرادة الإنسان. لكن قيدها لفساد نسيج الطبيعة البشرية. لم يُحول سقوط آدم جوهر الإنسان إلى الشر.

تعود عقيدة الخطيئة الجدية إلى آباء الكنيسة الأولين (القديس كبريانوس (ت. 258)؛ القديس أثناسيوس الرسولي (ت. 373)؛ القديس كيرلس الكبير (ت. 444)؛ الخ). طور القديس أوغسطينوس، أسقف هيبو بشمال أفريقيا (351-430)، عقيدة الخطيئة الجدية ردا على بدعة بيلاجيوس، وافترض أنها تنتقل بواسطة العلاقة الجنسية. أثبت العلم الحديث خطأ هذا الفرض، لأن أطفال التلقيح الصناعي الذين لم يتكونوا نتيجة علاقة جنسية لا يختلفوا بأي شكل من الأشكال من أشخاص نتجوا من تناسل جنسي. في تطوير هذا المفهوم، لعل أوغسطينوس قد تأثر بمبادئ المانيخية الفارسية. لم تخطئ البشرية في شخص آدم كما اعتقد القديس أوغسطينوس استنادا إلى تفسير خاطئ لرومية 5: 12؛ كورنثوس الثانية 5: 15. لا نعلم كيفية انتقال الخطيئة الجدية.

لا يولد الطفل البريء عاصيا مرتكبا خطايا شخصية، ولن يدينه الرب لخطيئة آدم الأولى. إن الطفل غير قادر على الإيمان، غير قادر على معرفة الخير والشر، وغير قادر على الخطايا الشخصية (التعديات)، وغير قادر على التوبة. كل من يدعي أن الأطفال النائمين بسلام في مهدهم هم خطاة، عليه تحديد، على أساس الملاحظة، أعمالهم اليومية من الخطايا الشخصية التي يرتكبونها. كما أن عليه أيضا حل مشكلة عدم مقدرة الطفل على التوبة.

أودع أوغسطينوس الطفل الرضيع الغير مُعمد في الجحيم الأبدي. أودعه القديس توما الاكويني (1225-1274) في الظلمة الخارجية. أما السيد المسيح، ربنا المحب الرحوم، فيرسله إلى الجنة (متى 18: 2-4؛ 19: 14؛ مرقس 10: 14؛ لوقا 18: 16). هذا هو عمل العناية الإلهية. نلاحظ أن يسوع لم يقل لأي طفل: "مغفورة لك خطاياك (تعدياتك)." في الواقع، لقد أشاد ببعض صفات روحية يمتلكها الطفل، وأشار إلى أنها مطلوبة لدخول ملكوت السماوات (متى 18: 3-4؛ مرقس 10: 15؛ لوقا 18: 17).
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ارتكبت حواء الأولى أول خطيئة في تاريخ البشرية
الخطيئة الجدية الحالة الخاطئة للطبيعة البشرية التي نتجت من سقوط آدم وحواء
مشكلة الخطية التي في الجسد (الطبيعة الفاسدة فينا)
هل ورث الإنسان خطية آدم نفسها ، أم ورث الطبيعة الفاسدة التى نتجت عن هذه الخطية ؟
هل ورث الإنسان خطية آدم نفسها، أم ورث الطبيعة الفاسدة التي نتجت عن هذه الوصية؟


الساعة الآن 07:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024