فمَن هذا الذي يقدر على احتماله؟! لقد جئتَ يومًا معلنًا شريعة الشّرائع وغاية كلّ الغايات، لقد أتيتَ مناديًا بالمحبّة إلي المنتهى نحو الجميع، فقلتَ: «أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم» (متى 5/ 44)! فمَن هذا الذي يرضى بمثل هذا المنطق الجديد الفريد؟! فلذا، لَيْتكَ تخرج مِن حياتي! فإنّ صليبك أطهر مِن أن يحمله إنسان مسكين مثلي؛ فهو وإنْ كان مصنوعًا مِن خشبٍ، ولكنّه مرصّع وفائِض وفيّاض بالمجد الذي لا أستحقه. فمِن فضلك، يا سيّدي النّاصريّ، اذهبْ باحثًا عمَّن يستحقونك، فلستُ أنا واحدًا منهم، لأنّني «يا رَبّ، لَستُ أَهْلاً لأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقفِي» (متى 8/ 8).