|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا. ريا: مروية، أو ملآنة. إن المائدة هي مذبح العهد الجديد، حيث يقدم جسد الرب ودمه، وهي تشبع نفوس المؤمنين. والله يقدمها لأولاده، ويعرضها أمامهم كل يوم؛ ليشبعوا بحبه. المائدة أيضًا هي احتياجاتى الجسدية التي يرتبها لى الله ما دمت أنا منشغلًا بطلب الملكوت، فلا اضطرب من أجل أي احتياج؛ لأن الله يرعانى، ويشبعنى ماديًا وروحيًا. ترتيب الله لاحتياجاتى الروحية والمادية يكون أمام مضايقىَّ، أي أعدائى الشياطين، فلا أخاف منهم؛ لأن الله معى، ويعلن مساندته لى في مائدة لا سلطان للشيطان عليها. ولا يقدر أن ينزع سلامى وكفايتى؛ لأنها من الله. إن المائدة واحدة وهي مذبح العهد الجديد، والتي كان يرمز إليها هيكل سليمان وخيمة الاجتماع. ويقدم جسد الرب ودمه على هذه المائدة في كل مكان لكل من يؤمن به. إن مسح الرأس بالدهن هو إشارة واضحة لسر الميرون وحلول الروح القدس، الذي يبدأ بدهن الرأس، وهو هام جدًا لأنه يحوى العقل، ثم يمتد ليمسح باقي الأعضاء. كان الكهنة والأنبياء والملوك يمسحون بالدهن بأن يُصب على رؤوسهم، وهو إشارة لسر الكهنوت في العهد الجديد، حيث يمسحهم الروح القدس، ليقودوا الكنيسة، ويتمموا الأسرار المقدسة. كانت العادة قديمًا وضع الدهن والطيب على المائدة، ليتم مسح الضيف بها. ومسح الرأس يرمز للفرح، فالصائم كما أوصى المسيح يدهن رأسه، حتى يخفى نسكه، ويعبر عن فرحه الروحي. وكان المضيف يصب دهنًا على رؤوس الضيوف، كما ذكر المسيح ذلك في بيت سمعان الفريسى عندما التقى بالمرأة الخاطئة. فمسح الرأس بالزيت يمثل الإكرام، وتقديم المحبة للآخرين حتى تبتهج نفوسهم. إن المسح بالدهن أو الزيت كان يستخدم قديمًا في علاج وتطييب الجروح، فالله يريد أن يعالج أوجاعنا، ويزيل عنا خطايانا، فهو يشفى أمراض نفوسنا وأجسادنا بروحه القدوس، كما يحدث في سر مسحة المرضى. إن الكأس هي كأس دم المسيح على مائدة العهد الجديد التي تروى نفوس المؤمنين ريًا كاملًا، فلا يحتاجون إلى مياه العالم، أي يرتفعون عن الأرضيات، ولا ينزعجون من أجل تقلباتها. كان الرعاة قديمًا يملأون كئوسًا كبيرة الحجم، مصنوعة من الحجر، يضعون فيها الماء من العيون؛ لتشرب الأغنام من الكؤوس، ويستمر صبهم للماء في الكؤوس حتى تكون باردة، وهذا يرمز لتجديد عمل الروح القدس في النفوس؛ فيعطيها برودة، وسلامًا، وعطايا متجددة كل يوم. إن الكأس ترمز لكأس الخمر التي تفرح من يشربها، وهذا يرمز إلى عمل الروح القدس الذي يسكر النفس بحب الله، فتفرح وتنسى ما حولها من ماديات، أي ترتفع عن الماديات، وتنشغل بالحب الإلهي. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فإن هذا هو نور الأموات التي نعاينه بأعيننا الجسدية |
كل الفوضى التي بداخلي كان يرتبها |
الآلام الجسدية التى عاناها السيد المسيح |
فى كل احتياجاتى الجسدية والروحية |
اجلس على المائدة التي جهّزها الله لك |