تُفتتح النبوات ضد بابل بالكلمات: "الكلمة التي تكلم بها الرب عن بابل وعن أرض الكلدانيين على يد إرميا النبي" [1].
تُعتبر عنوانًا للأصحاحين 50، 51، توضح أنها نبوة عن بابل، عن الكلدانيين الذين جاءوا عن قبيلة استقرت في جنوب أور. منذ القرن العاشر ق.م. عُرفت أرضهم باسم كلديا Kaldu في نقوش نبولاسر والد نبوخذنصر الذي كان مواطنًا كلدانيًا جلس على عرش بابل سنة 626 ق.م. وانشأ فترة بابلية جديدة استمرت حتى سنة 539 ق.م.، وتعتبر فترة مُلك نبوخذنصر هي أشهر وأطول فترة في هذه المملكة.
تصور لنا النبوة هنا إرميا النبي في حضرة الله يقف لا ليسمع إلى كلمته فحسب وإنما يتسلمها بيده، وكأن الكلمة هنا ليست صوتًا يُسمع فحسب وإنما أمرًا تستلمه النفس بيدها الداخلية كهبة إلهية، فإن إدانة الشر الذي يصحبه حرية مجد أولاد الله هو عطية تتسلمها النفس وتعتز بها.