رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسباب لترك المحبة إذن من أسباب نقص المحبة، نقص شعور الإنسان بخطيته.. (فالذي يغفر له قليل، يحب قليلًا) (لو47:7). أو لعل المقصود هو أن الذي يظن أنه قد غفر له القليل، يحب قليلًا.. وأسوأ من هذا الذي يظن أنه ليست له خطية! لذلك قال الرسول (إن قلنا إنه ليست لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1يو8:1). وأسوأ من هذين الذي يظن أنه له أعمال بر ؟! مثل الفريسي الذي بكل جرأة وقف أمام الله يفتخر بفضائله فقال (أشكرك يا رب أني لست مثل سائر الناس الظالمين الخاطفين الزناة.. أنا أصوم يومين في الأسبوع وأشر جميع أموالي..) (لو11:18). حقًا من أين تدخل في قلبه محبة الله، وهو لا يذكر خطية واحدة قد غفرها له الله ؟! الإنسان القريب العهد بالتوبة، يشعر بمحبة الله التي غفرت له، فيحبه من أجل مغفرته. بل يشعر أيضًا بمحبة الله التي قادته إلي التوبة، فيحبه من أجل قيادته إلي التوبة. حينما يذكر في صلاة الشكر عبارة (لأنه قبلنا إليه) تزداد محبته لله جدًا. لأنه علي الرغم من كل نجاساته وعصيانه وسقطاته، قد قبله الله إليه. وخطاياه ما عاد يذكرها له، وما عادت تحسب عليه (رو4: 7،8). فتزداد محبته لله، عرفانًا بجميله عليه. ويذكر كل ذلك في مزاميره (مز103).. أما الإنسان الذي يفكر في كم خدم، وكم تعب لأجل الرب، فربما يظن أنه هو صاحب الجميل علي الله، لأنه يهيئ له ملكوته، ولذلك يستحق منه ويستحق.. إنه يفعل مثل ذلك الابن الكبير الذي اعتبره أباه مقصرًا في حقه بما يناسب خدماته. وهكذا قال له في كبرياء وفي عدم محبة (ها أنا أخدمك سنين هذا عددها، وقط لم أتجاوز وصيتك. وقط لم تعطني جديًا لأفرح مع أصدقائي..!) (لو29:15). إذن محبة الإنسان لله تقل، إن قل انسحاق قلبه. وما أسهل أن كثرة الانشغال تعبد الإنسان عن محبة الله. ذلك إن انشغل بأمور عديدة، لا تعطيه وقتًا يلتصق فيه بالله. وإن سئل عن صلاته، يقول (ليس لدي وقت}!! إذن متى يتحدث مع الله في حب؟ ومتى يشتاق إلي الله كما تشتاق الأرض العطشانة إلي الماء! ومتى يفتح قلبه لله ليملأه بالحب. -حقًا مثل هذا الإنسان ينطبق عليه قول السيد الرب لمرثا (أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلي واحد) (لو10: 41، 42). أما أختها مريم التي امتلأ قلبها بالحب، ووجدت لذتها في آن تجلس عند قدمي الرب، تستمع إلي كلامه، وتتمتع بمحبته، فقد قال لأختها عنها (اختارت النصيب الصالح الذي لن ينزع منها) (لو42:10). حقًا إنك قد تترك محبتك الأولي، إن انشغلت عن الرب بشيء آخر. حتى لو كان هذا الشيء هو الخدمة.. وما أصدق تلك الكلمة الروحية التي قالها أحد الأدباء: (قضيت عمرك في خدمة بيت الرب. فمتى إذن تخدم رب البيت ؟!). اخدم إذن. ولكن لا تجعل الخدمة تعطلك عن الحديث مع الله، وعن التأمل في صفاته الجميلة، وعن الجلوس مثل مريم عند قدميه، تسمع كلامه وتري عجائب من شريعته.. وإن خدمت اخدم عن حب: حب الله، وحب لملكوته، وحب للناس.. وتذكر أن ديماس كان خادمًا قويًا، ومن المساعدين الكبار للقديس بولس الرسول. وفي إحدى المرات ذكره قول لوقا الإنجيلي (فل24) ولكن ديماس ترك محبته الأولي، وبدأ يحب العالم، وحلت محبة العالم محل محبة الله في قلبه، ضاع ديماس تمامًا. وقال عنه القديس بولس الرسول في أسى: (ديماس تركني لأنه أحب العالم الحاضر) (2تي10:4). احذر من محبة العالم، لئلا تضيع محبة الله من قلبك. فهوذا القديس يعقوب يقول إن محبة العالم عداوة لله (يع4:4). ويقول القديس يوحنا الحبيب في رسالته الأولي (لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب) (1يو15:2). إذن كلما يدخل الإنسان في محبة العالم، في شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة) (1يو16:2). فبالضرورة سيسمع عتاب الله يقول له (عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي). ومن الجائز أن يترك محبته الأولي، يسبب تحول القلب إلي آخر.. كأب بسبب محبته لزوجته الثانية، يترك محبته الطبيعية لأولاده من الزوجة المتوفاة. قلبه قد تحول، ومحبته لأولاده تحولت معه. وإذ تسوء معاملته لابن من أبنائه، يقول له هذا الابن -ولو في فكره- (عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي).. وأحيانًا يترك الإنسان محبته الأولي بسبب الوشاية أو كلام الناس! كأن يسمع كلمة أو رواية، فيصدقها دون أن يتحقق. ويشك فيمن يحب، ويتعبه شكه. فيترك محبته الأولي، وبخاصة لو كثر سكب الكلام في أذنيه.. إن صدق الوشاية، ويترك محبته الأولي. وكلما ترك محبته الأولي، ويكثر تصديقه للوشايات. أما القلب المحب الثابت في محبته، الذي محبته لا تسقط أبدًا.. فإنه إن سمع كلمة رديئة عمن يحبه، لا يحتمل ذلك، بل يدافع عنه، ولا يقبل فيه كلمه سوء. أما قبوله لكلام الناس فهو دليل علي أن قلبه قد تغير،؟ وثقته قد تغيرت، ومحبته لم تعد كما كانت من قبل.. من الجائز أن يترك محبته الأولي بسبب تأويله الخاطئ لبعض التصرفات. وهذا الأمر يحتاج إلي تحقيق، لأنه برما لو عرفنا السبب في تصرف ما لأمكننا أن نجد له عذرًا،.. وقد يكون الهدف طيبًا والتصرف غير مفهوم علي ما قصد منه.. ومن الجائز أن الإنسان يترك محبته الأولي، لأن الذي يحبه لم يحقق له أغراضه التي يريدها، أو أن فكره وأسلوبه يختلف عن فكره. ومع الله أيضًا كم مرة نترك محبتنا الأولي له، حينما لا نفهم حكمته من بعض التجارب والضيقات التي يسمح بها لنا، وقد تكون لخيرنا ونفعنا، ونح لا ندري.. ومن الجائز أن يترك الإنسان محبته الأولي بسبب حروب الشياطين.. ذلك إن ضعف القلب أمامها، واستسلم لشيء من ضغوطها أو إغراءاتها. ومع ذلك فإن القلب المملوء بالحب، يمكنه أن ينتصر علي حروب الشياطين. حتى إن أظهر له الشيطان إحدى الرؤى أو الأحلام، فإنه يرفضها ولا يصدقها. فليس كل حلم أو رؤيا من الله. وبالمثل يرفض كل الأفكار والظنون والشكوك.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إذن من أسباب نقص المحبة، نقص شعور الإنسان بخطيته |
تركت محبتك الأولى (أمثلة لترك المحبة) |
أسباب لترك المحبة |
أمثلة لترك المحبة |
الهلباوي : ثلاثة أسباب لترك الإخوان ..ومدرسة "مبارك" مدرستي |