منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 10 - 2012, 01:53 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,319,305

سارة فوزي تكتب: أحــاســيــس مــخــيــفــة!!

سارة فوزي تكتب: أحــاســيــس مــخــيــفــة!!

العزلة ..الوحدة..المرض..الموت..السكون..الغربة.. المجهول ..المستقبل ..كلها أمور تبعث علي الشعور بأحاسيس مخيفة تصيبنا بحالة من الاضطراب النفسي والخوف الشديد من أن نحيا حياة بنكهة الموت وتوابل الخوف المُزري الذي يقض مضاجعنا ويجعلنا أسري للأرق اللعين..

الخوف من العزلة ومن الوحدة القاتلة ؛ من منَا لا يفكر بأنه قد يبقي وحيدا يوما ما بلا صديق أو بلا أسرة أو بلا شخص يؤنس وحدته ؟ فبعضهم قد تأخذهم الحياة بعيدا فيرحلون طلبا للرزق أو رغبة في الترقي الوظيفي والبعض الآخر تأخذهم الحياة أيضا في رحلة من نوع آخر ولكن هذه الرحلة بعيدة عن عالمنا المعروف وواقعنا المألوف..

ففي الرحلة الأولي نبقي ساهرين حائرين في إنتظار وترقب لكل دقة باب ..ننتظر أن يدق الجرس ونفتح الأبواب فنجد من كنَا نتوق إلي رؤيتهم ..نأخذهم بين أحضاننا ونجالسهم ونتذكر معهم أياما مضت في رحاب البهجة والسرور والنشوة..أما الرحلة الثانية فمن الصعب إنتظار عودة أصحابها ولكننا دائما ندعو أن نذهب إليهم يوما ونجتمع بهم في رحاب الجنان ونلتقيهم قريبا علي كل خير وسعادة..

كم نخشي دائما أن يخلو البيت من دفء الأسرة!! وكم نشعر بالهلع من أن تنعدم في هذا البيت أصوات الأطفال وإشراقة الصغار التي تضفي علي أي مكان الحيوية والنشاط وتغمره سعادة ونشوة..نخشي أن نفقد من نحبهم ونبقي غرباء عن بيوت اعتدنا العيش بها كأسرة واحدة متماسكة ومترابطة مزقت الأيام كيانها وفتت وحدتها الصُلبة و انفرط عُقد رباطها بسبب مشيئة الخالق وحكمة الأقدار.

نخاف أن نشعر بالوحدة القاسية ؛ فلا نجد من كانوا يقومون بتدفئتنا ليلا في أوقات البرد القارس ولا نجد من كنَا نبكي علي صدورهم ليهدأ فزعنا بمجرد سماع دقات قلوبهم الرقيقة الحانية ..وقد لا نجد من كانوا يقومون بإضحاكنا دائما في أوقات العبوس والتجهم وقد لا نجد أيضا من كانوا يُقدمون لنا أشهي الأطباق وألذ الأطعمة بل إن الأدهي هو أن نجد أنفسنا علي مائدة الطعام وحيدين ناظرين إلي المقاعد التي كانت مكتظة بأحبابنا سابقا وهي شاغرة حاليا و فارغة كأنها أخشاب صماء لا تسمعنا ولا تمدنا بأي عزاء.

سكون الأشياء ومرور الثانية كما لو كانت دهرا ..والشعور بأننا أصبحنا لا نعرف بيوتنا ولا أشياءنا المعتادة لأن من نحبهم فارقونا ورحلوا - بإرادتهم أم لا- فقد رحلوا ورحلت معهم ابتسامتنا وأصوات الضحكات المتعالية ..نتأمل كل ركن وكل جانب ..نتفحص كل خدش بسيط بالحائط ..نمعن النظر بكل تفصيلة صغيرة ونتذكر كم ذكري شهدت عليها هذه الأركان وقد تلاشت الذكري مع صورة أصحابها وظل جمود الأركان وسكونها القاتل كما هو يقتلنا بيد باردة ، نستنشق عبق هؤلاء الناس الذين تركونا ورحلوا في كل ركن..نلمس عبيرهم في مخيلتنا ، ونتشبث بهذه التخيلات علها تكون لنا العزاء والسلوان..علها تمد لنا يد الإحسان بأن تعيد لنا صورة افتراضية خيالية لما حدث وكان.

من منَا لا يخشي أن يكون منبوذا أو مهضوم الحق؟ من منَا لا يخاف أن يُبخس حقه أو لا يقدم له الناس الاحترام الكافي ؟!! من منَا لا يخشي أن يكون غريبا وحيدا في داره وبين أهله و ذويه؟!!
من منَا لا يخشي المجهول ؟!! من منَا قادر علي الإطمئنان للأيام القادمة؟!! من منَا قادر علي عدم التفكير ولو للحظة واحدة فيما قد يأتي مستقبلا وما تخفيه الأقدار ؟؟ من منَا لا يخشي أن تأتي عليه نوائب الدهر فتقض مضجعه وتجعل الأرق قرينه؟؟!!

من منَا لا يخشي ما تخبأه لنا الأيام ؟! وما يحمله لنا الغيب بين طياته؟؟!! إن ثقتنا بالله تنير لنا الدرب وتضئ لنا الطريق حالك الظلام وهذه الثقة تحاول جاهدة أن تُهدأ من روعنا ومع هذا يظل عقلنا المضطرب وهواجسنا المريضة تداعب عواطفنا الرقيقة وتهاجمها كي تجعلنا نغرق في موجات الخوف ومحيطات القلق فنُضل الطرق وتتفرق بنا السبل ولا نستطيع الوصول إلي الأرض اليابسة..

من منَا لا يخاف مفاجآت الحياة التي لا تنتهي والتي تأخذنا علي حين غِرة؟ من منَا لا يرهب أهوال القدر وما قد يفاجئنا به المجهول ..وكم يصدنا الخوف من المجهول عن اتخاذ خطوات عديدة قد ترتقي برحلتنا مع الحياة!! ولكن أنَي لنا ألا نخاف ونحن نعلم يقينا أن الحياة قد تكون غادرة قاسية مريرة تعصف بنا بين عشية وضحاها؟!

من منَا لا يخشي المرض أو الموت؟؟كاذب من يقول أنه لا يبالي بهما ..مع أننا نفكر بهما كثيرا وقد ينقضي وقت لا نفكر بهما ولكن سرعان ما نعاود التفكير ونسأل أنفسنا ماذا لو هاجم المرض أجسادنا الواهية ونحن لا نجد من يضمد جراحنا النفسية والجسمية ؟ ماذا لو فاجأنا الموت ووافتنا المنية قبل أن نبادر بالقيام بصالح الأعمال التي تُبقي ذكرانا طيبة عطرة في الدنيا وتجعل الناس يتذكروننا بكل خير ؟؟ ماذا لو أدركنا الموت ووجدنا أنفسنا وحيدين لا ابنا لنا ولا صديقا يأخذ عزاءنا ويدعو لنا وقت أشد حاجتنا للدعاء ؟؟

إن هذه الأحاسيس المخيفة إذا خالجتنا – وكثيرا هي تخالجنا- تحيل حياتنا موتا ..وسعادتنا شقاءا وتجعلنا نحيا حياة بنكهة الموت البارد البطئ وكأننا أشبه بالأحياء الأموات ..أحياء عضويا وأموات قلبا وقالبا..

ولكن أنَي لنا أن نتخلص منها ؟!! لن نستطيع التخلص منها نهائيا لأن الحياة تأتي بأضدادها فكما يأتي الخوف يأتي الأمن ..وكما يظهر اليأس يظهر الأمل في نهاية المطاف ولكن جُل ما يتطلبه منَا الأمر ألا نجزع إذا أصابنا مكروه ونؤمن يقينا أن الله دائما يفتح لنا طاقة النور من حيث لا نعلم ..فالثقة بالله ثم النفس هي خير الوسائل لمواجهة هذه الأحاسيس..

إن هذه الأحاسيس المخيفة لا تتوقف عن مهاجمتنا ومحاولة حسم صراعها مع نفوسنا الضعيفة ولكنها قلما تصيب القلب المؤمن بقدرة الله علي شفاء الصدور وقلما تصارع النفس الواثقة بربها إيمانا ويقينا.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أن مريم وقد صارت برصاء صارت والسقط شيئًا واحدًا
القديسة الأم سارة الراهبة (سارة لسان العطر)
معجزة رائعة و غريبة جدا بطولة الانبا بضابا و امنا سارة ... شوف ماذا حدث مع الام سارة و عم عبد المسيح
هناك رسائل تكتب بالأصابع وآخرى تكتب فى القلوب
من هى سارة التى أشعلت الفيسبوك وأجمل الكوميكسات المنتشرة على سارة


الساعة الآن 11:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025