كما كانَ الأَمرُ في أَيَّامِ نوح، فكذلكَ يكونُ عِندَ مَجيءِ ابنِ الإِنسان
"مَجيءِ" في الأصل اليوناني παρουσία فتشير إلى المجيء الثاني المجيد (متى 24: 3 و27). ويعني هذا اللفظ الأخير عادة "حضور" (2 قورنتس 10: 10)، أو " مجيء " (2 قورنتس 7: 6-7). وكان يستخدم في العالم اليوناني-الروماني للدلالة على زيارات الأباطرة الرسميّة. وقد يكون استخدامه في العهد الجديد أيضا مستمدا من تقليد العهد القديم الرؤيوي عن " مجيء الرب " (زكريا 9: 9).
ويعلق القدّيس ألريد دو ريلفو، راهب سِستِرسيانيّ " يُمثّل زمن المجيء هذا مجيئَيّ الربّ: المجيء الأول هو مجيء ابن الله الذي أظهر بوضوحٍ للعالمِ حضوره الجسدي الذي طال انتظاره ورغب فيه الكثيرُ من الآباء القدّيسين: المجيء الذي أتى خلاله إلى العالم ليخلّصَ الخاطئين. ويمثّل المجيء الثاني مجيء الرب على غَمامِ السَّماء في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال" في يوم الدينونة، عندما يأتي "في مَجْدِه، تُواكِبُه جَميعُ الملائِكة" ليدين الأمم" (عظة عن زمن المجيء). دعونا لا نقاوم مجيئه الأول إذا كنّا لا نريد أن نخشى من المجيء الثاني.