إذا كان الإصغاء إلى صوت اللّه يعتبر إحساساً فردياً يتميز به الضمير المتيقظ للمرء على حدة ، فإن فيلبس كان يحمل أيضاً ميزة أخرى أسمى وأروع ، يبدو أن فيلبس كان أصلا من أهل قيصرية ، وأن بولس فى رحلته الأخيرة إلى أورشليم مع رفقائه كان مقامهم فى بيت فيلبس فى قيصرية : " ثم خرجنا فى الغد نحن رفقاء بولس وجئنا إلى قيصرية فدخلنا بيت فيلبس المبشر إذ كان واحـداً من السبعـة أقمنـا عنـده ، وكان لهذا أربع بنـات عـذارى كن يتنبأن " . ( أع 21 : 8، 9).. ولم يكن فيلبس إذاً وحده الذى يملك حاسة الاصغاء ، بل كانت لبناته أيضاً هذه الحاسة المدربة من اللّه ، ... وهذا يكشف لنا عن بيت تميز بسمع الصوت الإلهى بوضوح نادر ، قل أن يكون له نظير فى غيره من البيوت ، ومن المتصور أن هذا البيت الذى يسمع حديث اللّه وإرشاده وأمره ، لابد أنه البيت الذى لا نسمع فيه أصوات العالم أو أغانيه أو ألفاظه أو أسبابه أو ما أشبه من أصوات قبيحة منكرة تغطيها الجــــــدران أو تعجز عن أن تغطيها على حد سواء!!..