![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شهداء مصر فى عصر ألأمبراطور دقليديانوس ![]() بدأ حكم دقليديانوس فى 17 سبتمبر سنة 284 م وفى السنة التاسعة عشرة التى بدأت فى 17 سبتمبر 303 م أصدر أوامره بقتل المسيحيين إذا لم يبخروا للأوثان ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) تحت عنوان " الذين فى مصر (2) " 1 - هذا ما كان من أمر نضال هؤلاء المصريين الذين كافحوا ببسالة من أجل المسيحية فى مدينة صور , ولكن نعجب أيضاً بمن أستشهدوا فى وطنهم , حيث ماتوا ميتات مختلفة ألوف من الرجال والنساء والأطفال , محتقرين الحياة الحاضرة من أجل تعاليم مخلصنا . 2 - فالبعض ألقوا فى النيران بعد كشط أجسادهم , وجلدها جلدات قاسية جداً , وأنواع لا عدد لها من التعذيب بطريقة تقشعر منها الأبدان , حتى من مجرد سماعها , والبعض أغرقوا فى البحر , والبعض قدموا رؤوسهم بشجاعة لمن قطعوها , والبعض ماتوا تحت أيدى معذبيهم , والآخرون هلكوا جوعاً , وآخرون صلبوا , بعضهم بالطريقة المعتادة لصلب المجرمين , والآخرون بطريقة أشنع إذ كانوا يسمرون على الصليب ورؤوسهم منكسة إلى أسفل , ويتركون أحياء على الصليب حتى يموتوا جوعاً . **************************************** ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (3) تحت عنوان " الذين فى طيبة (4) " 1 - من المستحيل وصف التعذيبات التى تكبدها الشهداء فى طيبة , فقد كانت تكشط كل أجسادهم بالمحار بدل المناجل حتى يموتوا , وكانت النساء توثقن من أحدى القدمين ويرفعن فى الجو بماكينات خاصة , وبأجسامهن عارية ويعرض هذا المنظر المخجل القاسى لكل المتفرجين . 2 - والآخرون كانوا يقضون إذ يوثقون لفروع الأشجار وجذوعها , لأنهم كانوا يقربون أضخم الفروع إلى بعضها بماكينات , ويوثقون إليها أطراف الشهداء , ثم يتركون الفروع لتعود إلى وضعها الأصلى , وهكذا تتمزق فى الحال أعضاء من دبروا لهم هذه الطريقة . 3 - أستمرت كل هذه الأمور لا أياماً قليلة أو وقتاً قصيراً بل سنوات طويلة , فى بعض الأحيان كان يحكم بالأعدام على أكثر من عشرة , وفى بعض الأحيان كان العدد لا يقل عن ثلاثين , وبعد ذلك وصل إلى ستين , وفى أحيان أخرى كان يقتل فى يوم واحد مائة رجل عدا الأطفال والنساء , وبعد أن يعانوا ألواناً مختلفة من التعذيب . 4 - ونحن أيضاً إذ كنا معاينين الأمر بأنفسنا رأينا جماهير غفيرة فى يوم واحد , كان البعض تقطع رؤوسهم , وألاخرون يعذبون بالنيران , حتى على حد السيف , وإذا ضعف أمكسر , ووهنت قوى منفذى الأعدام فكانوا يتبادلون الأمر معاً للأستراحة . 5 - وشاهدنا الحماسة العجيبة جداً , والنشاط والغيرة التى أبداها من آمنوا بمسيح الرب , لأنه حالما كان يصدر الحكم على أول شخص كان الباقون يندفعون الواحد تلو الآخر إلى كرسى القضاء , ويعترفون بأنهم مسيحيون , وكانوا لا يبالون بأشد أنواع التعذيب فيعترفون بكل جرأة وبسالة بديانة إله الكون , وكانوا يتقبلون حكم الموت النهائى بفرح وضحك وبشاشة , لذلك كانوا يرنمون ويتهللون ويتقدمون التسابيح والتشكرات لأله الكون إلى النفس الأخير . 6 - كان هؤلاء يدعون فعلاً إلى العجب والدهشة , ولكن الذين يدعون إلى دهشة أشد هم أولئك الأشخاص الذين يمتازون بسبب ثروتهم أو محتدهم أو مراكزهم أو علمهم وفلسفتهم , الذين حسبوا كل شئ ثانوياً بجانب الديانة الحقيقية والإيمان بمخلصنا وربنا يسوع المسيح . 7 - من بين هؤلاء فيلورومس (5) الذى كان يشغل مركزاً ممتازاً فى الحكومة الأمبراطورية بالأسكندرية , والذى كان يجرى العدل كل يوم , وكان يحف به حرس حربى كما يليق بمقامه ومركزه الرومانى الرفيع , وكذا فيلياس أسقف كنيسة ثمويس (6) وهو رجل أشتهر بمحبته لوطنه والخدمات التى أداها لبلادة وعلومة الفيلسوفية . 8 - ورغم أن الكثيرين من أقارب هذين الشخصين وأصقائهما , والكثيرين من ذوى المناصب الرفيعة , بل القاضى نفسه , رجوعهما بإلحاح أن يشفقوا على نفسيهما ويرحما أولادهما وزوجتيهما إلا أنهما لم تؤثر فيهما كل هذه التوسلات ليختارا الحياة ويحتقرا أوامر مخلصنا فيما يتعلق بالأعتراف والأفكار , ولكنهما ثبتا أمام تهديدات وأهانات القاضى , بكل بسالة وعزم ثابت , بل بنفسى تقية محبة الرب , واخيراً قطعت رأس كل منهما . =============== المـــــــراجع (1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب الثامن الفصل 8 (ك8 ف 8) (2) كتب ناشر الترجمة الأنجليزية لكتاب تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى عبارة : " لم يقاسى أى جزء فى العالم المسيحى أثناء تلك السنوات ما قاسته منطقة الظالم مكسيينوس الذى كان يحكم مصر وسوريا . (3) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب الثامن الفصل 9 (ك8 ف 9) (4) Thebais وهو أحد الأقاليم الثلاثة التى كانت تتكون منها مصر , وكانت طيبة كما ذكر ناشر ترجمة كتاب تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى تقع بين مصر السفلى وأثيوبيا . (5) ذكر عنه فالسيوس أنه كان وزير المالية فى مصر . (6) Thmuis كانت مدينة مشهورة فى الوجة البحرى .. أما فيلياس Phileas فكان من أقدر رجال الكنيسة . ![]() العرض ١٢٤ سم الطول ١٢٩ سم الارتفاع ٢٢٨ سم |
|