قصة ضابط تخلى عن كرة القدم لخدمة الوطن
لم يكن شريف محمد عمر، نجل نجم الاتحاد السكندري يعلم بأنه حينما سيتخلى عن حلمه بممارسة كرة القدم، ليلتحق بالكلية الحربية، أن رصاصة غادرة ستخترق قلبه وتنهي حياته وهو ما زال في بدايات الثلاثينات. ورث "شريف" موهبة أبيه لاعب الاتحاد الفذ، لكن حب الوطن كان أكثر إلحاحًا، فالتحق بالقوات المسلحة محاربًا ضد الإرهاب الأسود الذي يهدد مصر، ليصل إلى رتبة رائد، ثم يحصد انفجار جبان حياته في رفح. رحيل الشاب الوسيم لم يكن مما يمكن للأم أن تصدقه، فالمرأة التي قدمت أولادها ضابطين في الجيش والثالث في شرطة، كانت تطرد هذا الكابوس كلما روادها، خاصة حينما تعلم باستشهاد ضابط أو مجند، رنين الهاتف يحمل الخبر الأليم الذي أسكت الأم تمامًا، إلا من كلمات ترددها من حين لآخر: "حسبي الله ونعم الوكيل.. شهيد بإذن الله.. يا حبيبي يا شريف". كان الراحل موهوبًا بالوراثة في كرة القدم، وحاول أبوه أن يلحقه بالاتحاد، لكنه رفض قال وقتها: "أحب الكرة لكني أحب الجيش أكثر.. ستبقى الكرة هوايتي". عندما انتقل إلى رفح رفض أن يسعى إلى نقله للإسكندرية مسقط رأسه أو إلى أي منطقة هادئة، فقد وجد أن الأقدار دفعت به إلى المكان المناسب.. هنا سيخدم الوطن.. وهنا ارتقى إلى السماء شهيدًا. ويشهد أصحاب الشهيد، بأخلاقه العالية، عندما كان لاعبًا ضمن صفوف قطاع الناشئين بنادي الاتحاد السكندري، ولكن الكلية الحربية العسكرية كانت الهدف الأول، لتلغي حلمه الكروي، وبالرغم من هذا كان مساندًا لوالده، خلال مشواره التدريبي في عالم الساحرة المستديرة، وميوله الاتحادواية الأصلية، كما أن خاله هو شوقي غريب، المدير الفني للإنتاج الحربي الحالي، ومنتخب مصر السابق. ورحل صاحب الثلاثين عامًا برتبة رائد في جيش مصر، ليكون عريسًا جديدًا في زفة الشهداء.
هذا الخبر منقول من : البوابه نيوز