السيسى الرجل الذى( صدق)

[Mary Naeem]

السيسى الرجل الذى صدق


بلهجة حاسمة لا جدال فيها، قالها بقوة: «هى سنة» نطقها بإصرار وعزيمة، بها أمر، وبها أوفى الوعد، والآن يستعد الرئيس عبدالفتاح السيسى ليفتتح القناة فى عام واحد فقط بدلاً من ثلاثة أعوام كما كان مقرراً لها، ليثبت للجميع أنه قادر على تحقيق ما يعد به دون جدال.
«السيسى» الذى تولى رئاسة الجمهورية فى 8 يونيو 2014، بعد انتخابات رئاسية فاز بها بنسبة 96.9% من الأصوات، اتجه إلى المشاريع الوطنية والتنموية، من أجل تحسين الاقتصاد المصرى، فقرر بدء حفر قناة موازية لقناة السويس، لمضاعفة عدد السفن المارة من 49 إلى 97 سفينة بالإضافة إلى زيادة الإيرادات بنسبة 259٪، وإضافة تنمية محور قناة السويس ليكون موقع خدمات لوجيستية للسفن العابرة للقناة يومياً، ليوفر عليها الطريق إلى ميناء «جبل على» بالإمارات، الذى يعد المكان الوحيد الذى يوفر أماكن لصيانة السفن فى طريق رحلتها من الجنوب إلى الشمال والعكس.
اعتمد الرئيس على المواطنين فى تمويل حفر القناة الجديدة، وبمجرد أن أعلن عن الاكتتاب لبَّى المصريون نداءه لشراء شهادات الاستثمار، التى تصرف عائدها بعد 5 سنوات، ليتخطى حجم الشراء 60 مليار جنيه، وهو ما وفر الدعم المادى للمشروع دون الحاجة للاقتراض من الخارج.
لم يكن الهدف الاقتصادى هو وحده المرجو من حفر القناة بل هناك الكثير من أهداف استراتيجية وأخرى خاصة بالأمن القومى المصرى، وكان على رأسها قطع الطريق على إسرائيل فى تنفيذ مشروع قناة «إيلات - أسدود»، الذى كانت حكومة تل أبيب صادقت فى فبراير 2012 على تنفيذه، والذى يستهدف شق طريق بديل لقناة السويس.
عامل «الوقت» يدركه «السيسى» فى كل مشروعاته، فمنذ عام قال للمصريين: «إحنا ما عندناش وقت، إحنا بنسابق الزمن، لأننا متأخرين قوى.. وعايزين نبنى بلدنا، ونريد أمل حقيقى مش هنبيع وهم للناس»، ووجه كلامه للواء كامل الوزير، رئيس أركان الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، قائلاً: «حضرتك مسئول قدام المصريين إنك ما تمشيش من هنا غير لما المشروع يخلص، إن شاء الله زى دلوقتى لو ليا عمر نيجى نفتتح المرحلة دى ونعبر القناة الجديدة ونفتتح 3200 كيلومتر» وبالفعل تتحقق المرحلة الأولى من «الحلم»، ويتبقى استكمال البناء بمشروع محور قناة السويس.
ينتظر الجميع أن يستمر الحلم، ويتحول محور قناة السويس الجديدة، لأهم موقع لتقديم الخدمات اللوجيستية، للسفن العابرة لقناة السويس، عبر تلك المساحة التى تقع بين القناتين، ليستثمر المصريون ذلك الموقع المهم، ما يجلب الكثير من الأموال عبر تقديم خدمات الإصلاح والصيانة للسفن والناقلات العملاقة، وتوفير أماكن للراحة والطعام لطاقم السفن.



نقلا عن الوطن