منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2012, 09:41 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 42
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

كم كنتُ أتمتَّع بالشركة مع الرب الأسبوع الماضي.. أو الشهر الفائت.. أو ربما السنة المنصرمة..

كم كانَ حضور الرب واضح وقوي في خلوتي اليومية.. سكيب من الروح القدس عندما أريد أن أصلي أو أن أقرأ كلمة الله، أو أن أكتب.. كم كانَ سهلاً عليَّ ٱتخاذ القرارات في الأيام الماضية.. كم كانَ سهلاً عليَّ أن أتخلَّى عن أي شيء يُشير إليه الرب أو لا يُرضيه.. كم كانَ سهلاً عليَّ أن ألتزم بما يطلبهُ منِّي الرب وبصورة منتظمة.. مرفوع هذه الأيام، وكأنني محمول على أجنحة النسور، أُحلِّق في الأعالي.. أعيش أيام السماء على الأرض..

لكننــــــي... الآن بعيد كل البعد عن كل ما ذكرتهُ أعلاه... لماذا؟

أينَ أنتَ يا رب؟ لماذا تخليت عنِّي؟ لماذا لم تعد ترافقني؟ لماذا لم تعد تؤيدني بقوتك؟ لماذا خلوتي اليومية جافة؟ لماذا عليَّ أن أُجاهد لكي أُمضي وقت في الصلاة وقراءة الكلمة؟ لماذا يصعب عليَّ ٱتخاذ القرارات كما في السابق؟ لماذا يمر اليوم وبالكاد أنجح في أن أبقى أمينًا لكَ، وبعدَ جهدٍ جهيد؟ لماذا أحتاج أن أُجاهد كثيرًا لكي أفي بالتزاماتي تجاهك وتجاه الخدمة المسؤول عنها؟ ولماذا.. ولماذا.. ولماذا..

ونتيجةً لكل هذه التساؤلات.. ترى أغلبنا، فَشِلَ.. أُحبِط.. شكَّكَ في محبة الله وصلاحه، وإن لم يقلها علانية.. وأخيرًا ٱستسلمَ وٱنزوى على نفسه.. والنتيجة خَرَجَ من حقل المعركة.. وحاليًا يُكمل حياته في وسط الكنيسة، مكتفيًا بما هوَ عليه.. منتظرًا عودة الأيام الماضية.. أو جرعة منها على الأقلّ..

هل يعني لكَ شيئًا هذا الكلام؟ وهل تعتقد أن مؤمنًا واحدًا لم يمر به؟

ولأنني متأكد أن هذا الكلام يعني الجميع، ولأنني متأكد أن للروح القدس قصد مهم للغاية من هذا الكلام.. ولأنني متأكد أنهُ إن نجحنا في فهم مغزى رسالة الرب لنا في هذا الصباح، سنغدو أشخاصًا يأتمنهم الرب على عمله، وسنغدو أشخاصًا يُرعبون مملكة الظلمة، جئتُ بتأملي هذا، لأضعهُ أمانةً بين أيديكم، واثقًا أنَّ الروح القدس سوفَ يقوم بعمل رائع وحقيقي في حياة كل واحد منَّا !!!



قالَ الرب لنيقوديموس: " الريح تهبُّ حيثُ تشاء، وتسمع صوتها لكنكَ لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب... " (يوحنا 3 : 8).

كما يُخبرنا سفر الجامعة قائلاً: " من ينتظر الريح المؤاتية لا يزرع ومن يُراقب السُحُب لا يحصد، كما أنك لست تعلم ما هي طريق الريح، ولا كيفَ العظام في بطن الحُبلى، كذلك لا تعلم أعمال الله الذي يصنع الجميع. في الصباح إزرع زرعك وفي المساء لا ترخِ يدك، لأنك لا تعلم أيهما ينمو هذا أو ذاك، أو إن يكون كلاهما جيدين سواء " (جامعة 11 : 4 – 6).



ما معنى هذا الكلام؟

معنى هذا الكلام.. أننا قد لا نستطيع أن نُدرك، متى تهب الريح أو الروح، وأين تهب الريح أو الروح، ولماذا يحصل هذا أو ذاك..

ولماذا بالضبط نُحمَل أحيانًا على أجنحة النسور.. وأحيانًا أخرى نُلقى عن أجنحة النسور، وينبغي علينا نحن أن نرفع أجنحة كالنسور.. وهذا ما تقولهُ الكلمة: " وأمَّا موسى فصعد إلى الله، فناداه الرب من الجبل قائلاً هكذا تقول لبيت يعقوب وتُخبر بني إسرائيل، أنتم رأيتم ما صنعتُ بالمصريين، وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إليَّ " (خروج 19 : 3 – 4).

يؤكِّد الله هنا لموسى ولنا، أنهُ حملَ شعبهُ على أجنحة النسور وجاءَ بهم إليه.. لكن وعندما حاول موسى، الذي تعوَّد أن يُحمل على أجنحة النسور أن يستغيث بالله عندما تبعهُ المصريون، قالَ لهُ الرب:

" ما لكَ تصرخ إليَّ، قل لبني إسرائيل أن يرحلوا، وٱرفع أنتَ عصاك، ومُدّ يدك على البحر وشقّه، فيدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة ".

(خروج 14 : 15 – 16).



حملهم مرة على أجنحة النسور، ومرة أخرى كان ينبغي عليهم أن يكونوا هم نسورًا !!!

وهكذا هيَ الحال معنا..

ويقـول سفـر الجامعـة حقيقـة مهمـة للغاية: " لا تقل لماذا كانت الأيام الأولى خيرًا من هذه، لأنهُ ليسَ عن حكمة تسأل عن هذا " (جامعة 7 : 10).



ويقودنا هذا الكلام إلى ثلاث حقائق أريد أن أبرزها لكَ في هذا الصباح:

الأولى: لا، ليست الأيام الأولى كما يقول سفر الجامعة خيرًا من هذه الأيام التي قد تكون تمر بها اليوم.. لا، ليست الأيام التي يكون فيها هبوب الروح على كل أمورك هي أيام خير، والأيام التي لا يهب الروح فيها كما هبَّ سابقًا هيَ أيام شرّ، لا ليسَ بالضرورة أبدًا أنَّ يكون الرب غاضبًا منكَ أو لم يعد يؤيدك بالقوة أو يرفض ما تقوم بهِ، فإن لم يكن هناكَ خطايا واضحة أشار لها الرب في حياتك، لا تسمح لإبليس أبدًا.. أبدًا.. أبدًا.. أن يقودك في هذا الإتجاه الذي غالبًا ما يقف أمام إحباطك وفشلك وتراجعك وٱستسلامك الذين تكلمنا عنهم في بداية هذا التأمل، وأهم ما أريد أن أبرزهُ لكَ في هذه الحقيقة الأولى هوَ أنهُ ليس عدم هبوب الروح على كل أمورك كما تشتهي هوَ دليل بُعدْ الرب عنكَ.. ومن الضروري أن تُغرَس هذه الحقيقة في داخلك، لأنَّ شعورك بأنَّ سبب عدم هبوب الروح على ما تقوم بهِ، هوَ بُعدْ الله عنكَ أو عدم رضاه، سيجعلك بالضبط تتراجع وتتوقف عن العمل والنمو !!!



الثانية: عدم هبوب الروح بالطريقة نفسها التي يهب فيها أحيانًا، ويجعل كل ما تقوم بهِ سهلاً وكأنك محمول على أجنحة النسور، لا يعني إطلاقًا أنهُ ينبغي عليك، أن تقوم بأمور الله بقوة ذراعك أنت، وبمجهودك الشخصي بمعزل عن الرب، وبقوة جسدك وإرادتك، فموسى هوَ من رفعَ عصاه ليشق البحر أمام الشعب، لكــن.. إقرأ معي ما تقولهُ الكلمة:

" ومدَّ موسى يده على البحر، فأرسلَ الرب طوال تلكَ الليلة ريحًا شرقية قوية ردَّت البحر إلى الوراء، وحوَّلتهُ إلى يابسة. وهكذا ٱنشقَّ البحر ".

(خروج 14 : 21).

موسى رفعَ عصاه.. لكنَّ الرب هوَ من أرسلَ ريحًا شقت البحر !!!



الثالثة: ... وهـا أنـا معكـم كـل الأيـام إلـى ٱنقضـاء الدهر.. (متى 28 : 20).. لا أُهملك ولا أتركك (عبرانيين 13 : 5).

وها أنا معكم كل الأيام.. كل الأيام.. كل الأيام.. وليسَ أيام هبوب الريح أو الروح بقوة... لا يهملك ولا يتركك ولو لثانية واحدة..

نعم، هذه هيَ الحقيقة الثالثة والمهمة جدًا.. فليسَ هبوب الروح بقوة على أمورك في أوقات مُعيَّنة يختارها الرب بحكمته الفائقة، هوَ ما يجعلك تتأكد بأنَّ الرب معك ويهتم لكل أمورك، بل كلمة الله التي أُعطيت لنا، هيَ من تؤكد أنَّ الرب معنا كل الأيام دون ٱنقطاع، لأننا بالإيمان نحيا وليسَ بالعيان..

إذًا وقبلَ أن نُكمل تأملنا.. إن سمحنا لما أوردناه حتى الآن ولهذه الحقائق الثلاث أن تتأصل في قلوبنا، لتجنبنا أن نقع بعدَ اليوم في فخ إبليس، لجهة إصابتنا بالإحباط والفشل والإنزواء والاستسلام والخروج من المعركة والإكتفاء بما نحنُ عليه، عندما لا يهب الروح على أمورنا كما نحب أو كما نشتهي أو كما ٱختبرنا أحيانًا، معتقدين انَّ الرب لم يعد يؤيدنا أو أنه مستاء منَّا.. وليس فقط نتجنب بل وبسبب ما تقوله لنا كلمته أنهُ معنا كل الأيام وأنه لم ولن يهملنا أو يتركنا للحظة واحدة.. سنكمل العمل والجهد والنشاط والكدّ كما يفعل البحَّار النشيط وهذا جوهر حديثنا الآن..

فالبحَّار الذي يقود قاربًا يسير على المياه بواسطة الشراع، يستفيد ويتمتَّع بكل تأكيد عندَ هبوب الريح التي تدفع بالشراع وبالقارب دون أي مجهود منهُ، لكنهُ بالمقابل لن يتوانى لحظة واحدة، وعندَ توقف الريح من أن يُمسك بالمجذافين ويستعمل قوة عضلاته لكي يُكمل رحلته بنجاح...

ولو شاهدت البطولات التي تُقام حولَ العالم للقوارب التي تسير بواسطة الشراع، لرأيت كيفَ يستخدم المُتبارون المجذاف مع الريح للوصول إلى المكان المطلوب قبلَ غيرهم..

وهذا ما أريد أن أغرسهُ في قلبك في هذا الصباح.. لا تتوقف لحظة واحدة عن إكمال السير مع الرب، سواء هبَّ الروح وأعطاك بين الحين والآخر قفزات نوعية ودَفعْ إلى الأمام، وفقًا لخطة الرب الخاصة فيك شخصيًا، ولحكمته الفائقة، وسواء لم يهبّ الروح كما يفعل أحيانًا، شمِّرْ عن ساعديك، وٱمسك بالمجذافين بكل نشاط وكدَّ وقوة، وقل للرب: لن أتوقَّف عن السير وراءك مهما ضاقَ الطريق ووعر، ومهما ٱشتدت الصعاب، لأنني واثق أنكَ معي طول الأيام، وأنني أنا من يرفع عصاه لكنكَ أنتَ من يشق البحر..

قل لهُ: لن أنتظر الريح المؤاتية لكي أزرع، ولن أُراقب السُحب لكي أحصد، بل في الصباح سأزرع وفي المساء لن أُرخِ يدي.. وأنتَ تعرف أي زرع ينبغي أن يُعطي ثمر.. فربما الإثنين معًا..



أحبائي: لسنا نعلم لماذا تحدث الأمور بطريقة معيَّنة أحيانًا وبطريقة مختلفة أحيانًا أخرى.. لسنا نعلم لماذا قد يحتاج قيد مُعيَّن في حياتنا لوقت طويل ولجهد وصلاة وتشفع، بينما قيد آخر قد نتحرر منهُ بلحظة واحدة.. لسنا نعلم لماذا تكون صلاتنا أحيانًا سهلة وسلسة، وأحيانًا أخرى نحتاج أن نقاوم ونتشفع ونتمخَّض بالصلاة.. لسنا نعلم لماذا نشتاق أحيانًا أن نركض لنصل إلى البيت لكي نختلي بالرب ونقرأ كلمتهُ، وأحيانًا أخرى نحتاج أن نقمع جسدنا بالقوة لكي نختلي بالرب ونقرأ كلمتهُ.. الريح تهب حيثُ تشاء.. قد نستطيع ذكر بعض الأسباب لكننا بالتأكيد لن نستطيع أن نُدرك كل شيء.. ولا تعتقد أنهُ مطلوب منَّا أن نُدرك كل شيء.. قد يكون وقت لتنمية الإيمان.. قد يكون وقت لتنمية عضلاتنا الروحية كما يُنمِّيها البحَّار عندما يستعمل المجذاف.. قد يكون وقت لترك ما للطفل في حياتنا.. قد يكون وقت لحرب شرسة من العدو.. قد يكون وقت لتعاملات خاصة من الرب مع كل واحد منَّا..

داود تعلَّم الدرس ولهذا تسمعهُ يقول: " يا رب لم يشمخ قلبي ولا ٱستعلت عيناي بالعظائم وما يفوق إدراكي. ولكنِّي سكَّنتُ نفسي وهدَّأتها، فصارَ قلبي مُطمئنًا كطفلٍ مفطوم مستسلم بينَ ذراعي أمه، ليترجَّ إسرائيل الرب من الآن وصاعدًا " (مزمور 131)، أمَّا كاتب سفر التثنية فقال: " السرائر للرب إلهنا، والمُعلنات لنا ولبنينا إلى الأبد، لنعمل بجميع كلمات هذه الشريعة " (تثنية 29 : 29).

لم تستعلِ عينا داود على الأمور، عندما رآها تفوق إدراكه، بل ٱستسلمَ بينَ يدي الرب، وأكملَ سيرهُ معهُ واثقًا فيه، كما عرف كاتب سفر التثنية أنهُ هناكَ أسرار ليست لنا بل هيَ لله، لكن المعلنات المُدوَّنة لنا في كلمة الله هيَ لنا لكي نسلك فيها..

كُن مثلهما.. كُن مثلَ البحَّار الذي لا يتوانى لحظة عن ٱستعمال المجذاف عند توقف الريح.. ولا يسأل لماذا توقفت الريح.. بل يمضي سائرًا في طريقه، ولا يسمح للبحر أن يغمرهُ..



قال بولس: " فنحنُ لا نعظ عن ضلال ولا خداع، بل نتكلَّم كلام من ٱمتحنهم الله فٱئتمنهم على البشارة... " (1 تسالونيكي 2 : 3 – 4)، لقد ٱمتحنَ الله بولس، عندما يهب الروح عليه وعندما لا يهب عليه، فوجدهُ أنهُ يُسارع إلى ٱستعمال المجذاف ليُكمل الرحلة، وقد عرفَ الرب أنَّ بولس لا يغرق في فيض من الأسئلة، لماذا يحصل هذا أو ذاك.. فٱئتمنهُ على البشارة، بعدما تأكَّدَ أنه جاهز في كل الظروف والأوقات..

لم يهب الروح كما كان يشتهي بولس وسيلا.. ولم يكن الوضع مُفرح ومُسلِّي.. عندما أمسكوا ببولس وسيلا، فجلدوهما وطرحوهما في أعماق السجن ووضعوا أرجلهما في المقطرة.. لكنهما لم يغرقا في سيل من الأسئلة.. بل بالقوة المتبقيَّة لهما آخر الليل، وبعد كل ما تعرضا لهُ.. أمسكا بالمجذاف.. وطفقا يُصلِّيان.. لا بل يُسبِّحان الله.. فلم تستطع الريح إلاَّ أن تعود وتهب، كما لم تهب مرارًا كثيرة.. فتزلزلت أساسات السجن.. وٱنفتحت الأبواب كلها.. وٱنفكت قيود السجناء.. وبعدها آمن السجَّان وكل أهل بيته..

هكذا أيضًا يُخبرنا إرميا النبي: " مباركٌ الرجل الذي يتكل على الرب وكان الرب متكلهُ، فإنهُ يكون كشجرة مغروسة على مياه، وعلى نهر تمد أصولها، ولا ترى إذا جاء الحرّ، ويكون ورقها أخضر، وفي سنة القحط لا تخاف ولا تكفّ عن الإثمار " (إرميا 17 : 7 – 8 ).

نعم، واثقين أنَّ الرب معنا كل الأيام، وعليه متكلين، إن فاضت المياه، فأوراقنا خضراء، وإن جاءت سنة القحط لا نكف عن الإثمار.. إن هبَّت الريح نتمتَّع وننمو ونزدهر.. وإن توقفت الريح عن الهبوب لا نخاف ولا نهتم ولا نكف عن الإثمار.. لقد تعلمنا أن نستعمل المجذاف.. لقد تعلمنا أن نرفع عصانا.. واثقين أنَّ الرب سيُرسل ريح تشقّ البحار أمامنا..

أحيانًا يُمهِّد الجبال من أمامك ويجعلها سهلاً... وأحيانًا يُعطيك أقدام الآيائل لكي تطأ على هذه الجبال التي تبقى واقفة أمامك.. هذا ما تُعلمنا إياه كلمة الله.. ولا ينبغي أن نسأل أبدًا.. بل أن نثق بحكمته الفائقة وبتعاملاته الضرورية لخيرنا.. تزول الجبال.. أشكرك يارب.. لا تزول بل تُعطيني أقدام الآيائل لكي أطأ عليها.. أيضًا أشكرك يارب..

قد تكون الأيام التي لا يهب فيها الروح علينا كما نشتهي دومًا، أيام دموع وبكاء.. لكن تأمَّل معي ما تقوله الكلمة عن وضعٍ كهذا: " فمن يزرع بالدموع يحصد غلاَّته بالابتهاج, ومن يذهب باكيًا حاملاً بذارهُ يرجع مُترنمًّا حاملاً حُزم حصيده " (مزمور 126 : 5 – 6).

إنها أوقات ثمينة تبرهن فيها للرب عن إصرارك بأن تتبعهُ في كل الظروف والأوقات..



أمران أسألك أن تفعلهما.. ٱستفد إلى أقصى الحدود من الريح المؤاتية عندما تهبّ، لتحقق قفزات نوعية في حياتك، وٱستعمل المجذاف عند توقف الريح لتُكمل الرحلة.. لكـــن... في كلتي الحالتين، كن واثقًا أن الرب معك كل الأيام كما سبقَ ووعدنا، وهوَ لم ولن يتخلَّى عنَّا أبدًا.. وليسَ توقُّف الريح أحيانًا عن الهبوب علينا كما نشتهي، هوَ دليل عدم رضى الرب علينا.. دع الله يمتحنك في كل الظروف لكي يأتمنك على البشارة، التي مات من أجل أن يراها تمتد وتطال البشرية كلها..

لا تخف.. بل إركب البحار العاتية والهائجة.. تمتَّع عندما تهب الريح على شراع قاربك.. وتمتَّع أيضًا عندما تتوقَّف الريح وتُشمِّر عن ساعديك وتُمسك بالمجذافين لتُكمل الرحلة.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت ابكم فسكنت الريح وصار هدوء عظيم ( مر 39:4)
من الريح
فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت ابكم، فسكنت الريح وصار هدوء عظيم
قبض الريح #1
قبض الريح #2


الساعة الآن 12:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025