![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يذكر يوسابيوس القيصري تحت عنوان شهداء الأسكندرية فيقول 1 - ويروى نفس الكاتب - فى رسالة إلى فابيوس (أو فابيانوس) أسقف أنطاكية - الألام التى قاساها الشهداء فى الأسكندرية فى عهد ديوينسيوس [البابا ديوينسيوس البطريرك رقم 14 (246 - 264م ) ] كما يلى : " لم يبدأ إضطهادنا بصدور الأمر الملكى , بل سبقه بسنة كاملة وأن مخترع مصدر الشرور فى هذه المدينة , أيا كان سبق فحرض وهيج ضدنا جماعات الأممين , ونفث فيهم من جديد سموم خرافات بلادهم 2 - " وإذ هيجهم بهذه الكيفية ووجدوا الفرصة كاملة لإرتكاب أى نوع من الشر , أعتبروا أن اقدس خدمة يقدمونها لشياطينهم هى أن يقتلونا 3 - فألقوا القبض أولاً على رجل متقدم فى السن أسمه متراس ( أو مطرا أو مترا بالقبطى ), وأمروه بأن ينطق بكلمات كفرية , ولكنه أبى أن يطيعهم , فضربوه بالهراوات , ومزقوا وجهة وعينية بعصى حادة , وجروه خارج المدينة ورجموه . 4 - بعد ذلك حملوا إلى هيكل صنمهم أمرأة مؤمنة أسمها كوينتا , لعلهم يجبرونها على عبادته , ولما أستقبحت الأمر أوثقوا رجليها , وجروها فى كل المدينة على الشوارع المرصوفة بالحجارة , ورضضوا جسمها فوق حجارة الطاحون , وفى نفس الوقت جلدوها وبعد ذلك أخذوها إلى نفس المكان ورجموها حتى فاضت روحها . 5 - " ومن ثم هجموا كلهم بنفس واحدة على بيوت الأتقياء , وأخرجوا منها كل ما أرادوا , ونهبوهم وسلبوهم , وأخذوا لأنفسهم كل الأمتعة النفيسة , أما الغثة , والمصنوعة من الخشب , فبعثروها وأحرقوها فى الشوارع , وبذا بدت المدينة كأن عدواً قد غزاها . 6 - على أن الأخوة أنسحبوا وغادروا المدينة , قابلين سلب أموالهم (4) مأولئك الذين شهد لهم بولس , ولست أعرف واحداً إلى الآن أنكر الرب , إلا أن كان أحد قد وقع فى أيديهم , وهذا أمر مشكوك فيه . 7 - وبعد ذلك ألقوا القبض على تلك العذراء الجليلة القدر .. أبولونيا .. وهى سيدة متقدمة فى السن , وضربوها على فكيها فكسروا كل أسنانها , وأوقدوا ناراً خارج المدينة وهددوها بالحرق حية إن لم تشترك معهم فى هتافاتهم الكفرية , وبعد صلاة قصيرة فقزت بحماسة إلى النار فإحترقت . 8 - ثم ألقوا القبض على سرابيون فى بيته , وعذبوه بقسوة ووحشية , وبعد أن كسروا كل أطرافة قذفوه من طابق عالى , ولم يكن هنالك مفتوحاً أمامنا شارع أو طريق عام أوعطفة , نهاراً أم ليلاً , لأنهم كانوا يصيحون دوماً وفى كل مكان بأنه إن كان أحداً لا يردد كلماتهم الكفرية وجب أن يجر فى الحال خارجاً ويحرق . 9 - " وأستمر الحال على هذا المنوال طويلاً , ولكن فتنة وحرباً أهلية نشبتا بين الشعب التعس , فحولتا قسوتهم ضدنا إلى بعضهم البعض , وهكذا تنفسنا الصعداء قليلاً , إذ كفوا عن هياجهم ضدنا , ولكن سرعان ما أذيع نبأ الحكم الرحيم بحكم قاس (5) , فتملكنا خوف شديد مما هددونا به . 10 - " لأن الأمر الأمبراطورى وصلنا , وكادت الحالة تماثل تلك الحالة المروعة التى سبق أن أنبأ بها الرب , التى تضل لو أمكن المختارين أيضاً (5) , والواقع أن الجميع أنزعجوا . 11 - وتقدم فى الحال الكثيرون (7) من البارزين ممن أشتدت بهم حالة الخوف , وأنجرف آخرون بتيار واجباتهم الرسمية , إذ كانوا فى الخدمة العامة (8) , والآخرون دفعوا دفعاً بواسطة معارفهم , ولدى المناداة بأسمائهم أقتربوا من الذبائح الدنسة , وأصفر وجه البعض , وأرتعشت فرائضهم , كأنهم كانوا يساقون لا لكى يقدموا ذباتئح للأوثان , بل لكى يقدموا هم أنفسهم ذبائح لها , لذلك هزأت بهم الجماهير التى كانت واقفة حولهم , لأنه كان واضحاً لكل واحد أنهم كانوا خائفين من أن يقتلوا إن لم يذبحوا للأوثان . 12 - على أن البعض تقدموا إلى مذابح الأوثان بكل جرأة , معلنين أنهم لم يكونوا قط مسيحيين , وعن هؤلاء تصدق نبوة ربنا بأنهم يعسر خلاصهم (9) , أما الباقون فالبعض تبعوا هذه الجماعة والآخرون تبعوا جماعة أخرى , البعض هربوا والآخرون ألقى القبض عليهم . 13 - وبعض هؤلاء الآخرين ظلوا امناء حتى القيود والسجون , والبعض جحدوا الإيمان قبل تقديمهم للمحاكمة , حتى بعد سجنهم أياماً كثيرة وألآخرون تراجعوا بعد أن تحملوا التعذيب وقتاً ما . 14 - أما أعمدة الرب الثابتون المباركون فإنهم إذ نالوا قوة وقدرة يتناسبان مع الإيمان الذى تمسكوا به , أصبحوا شهوداً رائعين لملكوته . 15 - كان أول هؤلاء يوليانوس , وكان يشكو كثيراً من داء المفاصل حتى عجز عن الوقوف أو المشى ( قال الأنبا ساويرس عنه فى تاريخ البطاركة ص 22 " أنه كان رجلاً حسيماً كبير البطن لا يقدر أن يمشى " ) , فقدموه مع أثنين آخرين يحملانه , وللحال أنكر أحدهما الإيمان , أما ألاخر وأسمه كرونيون يونس فبعد أن أعترف بالرب كع يوليانوس نفسه المتقدم فى السن حملاً على الجملين فى كل المدينة , وهى كبيرة جداً كما تعلم , وفى هذا الوضع المرتفع ضرباً , وأخيراً أحرقا بنار شديدة , تحيط بهم كل العامة . 16 - على أن جندياً أسمه بيساس وبخ معيرهما إذ كان واقفاً بجوارهما وهما يساقان , فصاحوا فى وجهة , وحوكم هذا البطل العظيم , وقطعت رأسه بعد أن وقف نبيلاً فى النضال من أجل التقوى . 17 - وطلب القاضى من آخر بعنف أن ينكر الإيمان , وقد كان ليبى المولد ( من ليبيا ) وأسمه مقار , وهو خليق بهذا الأسم , مبارك حقاً (10), وإذ لم يذعن أحرق حياً , وبعدهم بقى بيماخوس والإسكندر فى القيود مدة طويلة , وتحملا آلاماً لا تحصى بالمقشطة ( آلة للتعذيب ) (11) والجلدات , ثم أحرقا فى نار متلظية . 18 - وكان معهما أربع نساء هــن : أموناريوم وهى عذراء عفيفة عذبها القاضى بلا هوادة ولا رحمة , لأنها حرصت منذ البداية على أن لا تنطق بأيه كلمة مما أمرها به , وإذ بقيت أمينة لعهدها جروها خارجاً , والأخريات من مركوريا , وهى أمرأة مشهورة جداً متقدمة فى السن .. وديونيسيا وكانت أماً لأبناء كثيرين , لم تحب أبنائها أكثر من الرب (12) , ولأن الوالى خجل من أن التعذيب بلا جدوى , ولأن النساء كن دواماً ينتصرون عليه , فقد قتلن بالسيف دون محاولة للتعذيب , لأن البطلة أموناريوم تحملت التعذيب عوض الجميع (13) . 19 - وقد سلم المصريون ... هيرون , واتر , وايسيذوروس , ومعهم ديسقوروس , وهو صبى عمره نحو 15 سنة , حاول القاضى فى فى البداية أن يضلل الصبى بكلمات معسولة كأنه كان من الميسور التأثير عليه بسهولة , ثم يضغط عليه بالتعذيب ظاناً أنه من الميسور أن يستسلم بسهولة , ولكن ديسقوروس بم يقتنع ولم يستسلم . 20 - وإذ لبث الباقون ثابتين جلدهم بوحشية ثم اسلمهم للنيران , ولما اعجب بالطريقة التى بها أبرز ديسقوروس نفسه جهاراً , وبأجوبته الحكيمة تلقاء الإغراءات التى قدمت إليه , طرده قائلاً أنه سيعطيه فرصة للتوبة نظراً لحداثة سنة , ولا يزال ديسقوروس التقى هذا بيننا الآن , فى أنتظار إضطهاد أطول وتعذيب أشد . 21 - وأتهم شخصاً أسمه نمسيون , وهو مصرى أيضاً , بانه ينتمى لعصابة لصوص , ولما برا نفسه أمام قائد المائة من هذه التهمة البعيدةعن الحق كل البعد وشى به بأنه مسيحى , واخذ فى القيود أمام الوالى , أما ذلك الوالى الظالم فقد حكم عليه بالتعذيب وجلدات ضعف ما كان يحكم به على اللصوص , ثم أحرقة بين لصين , وهكذا اكرم ذلك الرجل المبارك بأنه شبهه بالمسيح . 22 - وكان واقفاً أمام جماعة من الجند هم أمون وزينو وبطليموس وأنجينس , ومعهم رجل متقدم فى السن أسمه ثيوفيلس , وإذ ظهر أن شخصاً معيناً يحاكم كمسيحى كان على وشك أنكار الإيمان , أصروا على اسنانهم لأنهم كانوا واقفين إلى جواره , وأشاروا بوجوههم ومدوا ايديهم وحركوا أجسادهم . 23 - وعندما أتجهت أنظار الجميع إليهم , وقبل ان يلقى أى واحد الأيدى عليهم , أندفعوا نحو المحكمة قائلين : أنهم مسيحيون , حتى أنزعج الوالى هو ومجلسه , فإزدادت شجاعة الذين يحاكمون , ولم يرهبوا الألام , أما قضاتهم فإرتعدت فرائضهم , وهكذا خرجوا من المحاكمة فرحين بشهادتهم , لأن الرب نفسه مجدهم فى أنتصارهم . |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
![]() |
![]() |
|