![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كانوا في خطر حتى بعد خروجهم من مصر أن يحملوا في قلوبهم العبادة الوثنية برجاساتها في قلوبهم. "لأنكم قد عرفتم كيف أقمنا في أرض مصر، وكيف اجتزنا في وسط الأمم الذين مررتم بهم. ورأيتم أرجاسهم وأصنامهم التي عندهم من خشب وحجر وفضة وذهب، لئلا يكون فيكم رجل أو امرأة أو عشيرة أو سبط قلبه اليوم منصرف عن الرب إلهنا لكي يذهب ليعبد آلهة تلك الأمم. لئلا يكون فيكم أصل يثمر علقمًا وأفسنتينًا" [16-18]. جاءت كلمة "أصنامهم" في العبرية لتعني كتل ضخمة لا شكل لها يصعب حملها لذا يدحرجونها؛ وقد استخدمت كثيرًا في الكتاب المقدس ليعني بها "تماثيل الأصنام". هكذا آلهتهم أشبه بثقل لا شكل له، عاجز عن الحركة، ويصعب حملها، لا تستحق إلا دحرجتها إلى هياكل الأوثان، بل دحرجتها من القلب حتى يتفرغ القلب لسكنى الله وحده. يحذرهم لئلا يتسلل المرض إلى شخص واحد، رجل أو امرأة، عندئذ يحل بالعشيرة كلها، ثم بالسبط كله. هكذا تفسد الخميرة الفاسدة العجين كله. يصير إنسان واحد أصلًا ليثمر علقمًا وإفسنتينًا، يحمل سمًا ومرارة ويمرر حياة الجماعة كلها ويهلكها. وكما يقول الرسول بولس: "ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله، لئلا يطلع أصل مرارة ويصنع انزعاجًا، فيتنجس به كثيرون" (عب 12: 15). هكذا قد يبدأ شخص واحد يتشكك في الإيمان، فيصير أشبه بالعشب في وسط حقل يتسلل ليفسد الحقل كله، يصير مملوء أعشابًا تحرم الحنطة من الثمار المطلوبة. يحذرنا الرسول بولس ممن يجحد الإيمان قائلًا: "ملاحظين (باجتهاد)" (عب 12: 15) فإنه يصير أشبه بجذور خفية تحمل ثمارها من يقطف منها يأكل سمًا مميتًا ومرارة لنفسه. هكذا في كل عصر يوجد مَنْ ينبت داخل الجماعة كما يحوط البعض خارجها لقتل الإيمان الحي وتحطيم الحياة الجديدة، فتهلك النفوس. وقد حَذَّرنا السيد المسيح نفسه من ذلك، خاصة ما سيحدث في الأيام الأخيرة من ارتداد حتى إن أمكن أن يضل المختارون. كثيرون يضلّون عن "الإيمان المُسَلَّم مرة للقديسين". التعاليم الفاسدة تصير أصل مرارة تفسد قلوب المؤمنين وتحرمهم من ثمار الروح، فتكون سرّ مرارة لهم. * فإنه حتى إن وجد جذر من هذا النوع (المُرّ) لا تدعه أن ينمو بل اقطعه، حتى لا يحمل ثمره الخاص به، وحتى لا ينجس ويفسد الآخرين أيضًا. بسبب صالح دعا الخطية مرارة، فإنه لا يوجد شيء ما أكثر مرارة من الخطية. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|