![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
زوادة اليوم: المكالمة الأخيرة ![]() ليلة البارحة، اتصلتُ بأمي فقط لأسمع صوتها. من دون سبب، ومن دون مناسبة خاصة—فقط بكلمة بسيطة: “مرحبًا أمي، كيف حالك؟” بدت متفاجئة. ضحكت بخفوت وقالت: “ظننت أنك لا تتصل إلا حين تحتاج شيئًا.” كلمتها جرحتني. لأنها كانت على حق. حين كنت طفلًا، كنت أخبرها بكل شيء—ماذا تعلمت في المدرسة، من هم أصدقائي، حتى أحلامي الصغيرة والسخيفة. كانت هي عالمي. لكن في مكان ما بين رحلة النضوج، والسعي وراء العمل، وتربية أطفالي… توقفتُ عن المشاركة. توقفتُ عن الاتصال لمجرد الحديث. واليوم، وهي في الـ 78 من عمرها، صار صوتها أهدأ. أرق. متعبًا بطرق لا أريد أن ألاحظها دائمًا. لكن البارحة… لاحظت. سألتها عمّا تناولته على العشاء. قالت إنها أعدّت حساءً، لكنه لم يكن لذيذًا بغياب الصحبة. سألتها: ما الذي جعلك تبتسمين اليوم؟ قالت: كلب الجيران لوّح لي بذيله. ثم سألتها: ما أكثر ما تفتقدينه؟ فتوقفت قليلًا، ثم همست: “أن يكون لدي شخص أحدثه كل يوم.” تلك الجملة كسرتني. لذلك بقيت على الخط. تحدثنا لأكثر من ساعة—عن لا شيء، وعن كل شيء. عن حديقتها، عن الطقس، عن ذكريات قد نسيتها أنا لكنها ما زالت تحتفظ بها ككنوز. وعندما أنهينا المكالمة، قالت لي: “لقد كان هذا أفضل ما في يومي.” هناك أدركت شيئًا: أجمل هدية يمكن أن نقدمها لمن نحب ليست المال، ولا الأشياء الفاخرة، ولا حتى المناسبات الكبيرة. إنها وقتنا. صوتنا. وجودنا. لذلك، إن كنت تقرأ هذه الكلمات—اتصل بهم. اتصل بأمك. اتصل بأبيك. اتصل بأجدادك. لا تنتظر الأعياد أو “الوقت المناسب”. لأن يومًا ما، سيتوقف الهاتف عن الرنين. وستتمنى بكل قلبك لو كان هناك اتصال عادي واحد فقط بعد. والله معكن. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على الزوادة ربنا يفرح قلبك |
||||
![]() |
![]() |
|