
25 - 09 - 2025, 11:42 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
1 وفي يَومِ الأَحَد جاءَت مَريمُ المِجدَلِيَّة إِلى القَبْرِ عِندَ الفَجْر، والظَّلامُ لم يَزَلْ مُخَيِّماً، فرأَتِ الحَجَرَ قد أُزيلَ عنِ القَبْر. 2 فأَسرَعَت وجاءَت إِلى سِمْعانَ بُطرُس والتِّلميذِ الآخَرِ الَّذي أَحَبَّهُ يسوع، وقالَت لَهما: ((أَخَذوا الرَّبَّ مِنَ القَبْرِ، ولا نَعلَمُ أَينَ وَضَعوه)). 3 فخرَجَ بُطرُسُ والتَّلميذُ الآخَرُ وذَهَبا إِلى القَبْرِ 4 يُسرِعانِ السَّيْرَ مَعاً. ولكِنَّ التَّلميذَ الآخَرَ سَبَقَ بُطرُس، فوَصَلَ قَبلَه إِلى القبْرِ 5 وانحَنى فأَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة، ولكنَّه لَم يَدخُلْ. 6 ثُمَّ وَصَلَ سِمْعانُ بُطرُس وكانَ يَتبَعُه، فدَخَلَ القَبْرَ فأَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة، 7 والمِنديلَ الَّذي كانَ حَولَ رَأسِهِ غَيرَ مَمْدودٍ معَ اللَّفائِف، بل على شكْلِ طَوْقٍ خِلافاً لَها، وكان كُلُّ ذلك في مَكانِه. 8 حينَئذٍ دخَلَ أيضاً التِّلميذُ الآخَرُ وقَد وَصَلَ قَبلَه إِلى القَبْر، فَرأَى وآمَنَ. 9 ذلك بِأَنَّهُما لم يكونا قد فهِما ما وَرَدَ في الكِتاب مِن أَنَّه يَجِبُ أَن يَقومَ مِن بَينِ الأَموات. 10 ثُمَّ رَجَعَ التِّلميذانِ إِلى بَيتِهِما.
يُسَلِّطُ إِنْجِيلُ الفِصْحِ الضَّوْءَ عَلَى قِيَامَةِ يَسُوعَ مِن بَيْنِ الأَمْوَاتِ (يُوحَنَّا 20: 1–10). الَّتِي تَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ وَإِدْرَاكٍ، وَتَتَخَطَّى كُلَّ مَقَايِيسِ البَشَرِ وَمَنطِقِهِم. وَلا تَزَالُ حَتَّى اليَوْمِ ضَجَّةٌ كَبِيرَةٌ قَائِمَةً حَوْلَ قِيَامَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ الَّتِي تُمَثِّلُ مِحْوَرَ الخَلَاصِ الَّذِي غَيَّرَ مَجْرَى تَارِيخِ البَشَرِيَّةِ، وَشَكَّلَ العَمُودَ الفَقَرِيَّ لِلحَيَاةِ المَسِيحِيَّةِ. إِنَّهَا لَيْسَتْ فَقَطْ حَدَثًا تَارِيخِيًّا، بَلْ هِيَ الحَدَثُ الَّذِي أَعَادَ تَشْكِيلَ التَّارِيخِ وَكَشَفَ مَغْزَاهُ الحَقِيقِيَّ. فَفِي القِيَامَةِ، غَلَبَ المَسِيحُ المَوْتَ، لا لِيَنْجُوَ مِنْهُ فَقَطْ، بَلْ لِيُدْخِلَ الإِنسَانَ فِي حَيَاةٍ جَدِيدَةٍ، هِيَ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ الَّتِي وَعَدَنَا بِهَا. فَبَعْدَ أَنْ عَادَ المَسِيحُ إِلَى الحَيَاةِ ثَانِيَةً، بِصِفَتِهِ البِكْرَ بَيْنَ الأَمْوَاتِ (قُولُسِّي 1: 18)، سَيَقُومُ كُلُّ إِنْسَانٍ. فَالقِيَامَةُ مَرْكَزُ الإِيمَانِ وَالرَّجَاءِ، وَهِيَ كَمَالُ عَمَلِ الفِدَاءِ (رُومَةَ 4: 25)، وَعَرْبُونُ قِيَامَةِ المُؤْمِنِينَ، بَلْ هِيَ الحَدَثُ الأَكْبَرُ وَالأَهَمُّ فِي قَلْبِ تَارِيخِ الكَنِيسَةِ وَالعَالَمِ المَسِيحِيِّ المُؤْمِنِ، لأَنَّهَا جَوَابٌ عَلَى حَضَارَةِ المَوْتِ الَّتِي بَنَاهَا الإِنْسَانُ المُعَاصِرُ، فَهِيَ حَضَارَةُ الحَيَاةِ الَّتِي بَنَاهَا المَسِيحُ فِي قَلْبِ كَنِيسَتِهِ، وَأَوْصَانَا أَنْ نُعْلِنَهَا إِلَى العَالَمِ أَجْمَعَ. إِنَّهَا دَعْوَةٌ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يَخْرُجَ، مِثْلَ مَرْيَمَ المَجْدَلِيَّةِ، مِنْ لَيْلِ الحُزْنِ وَالخَوْفِ، وَيَسِيرَ نَحْوَ الفَجْرِ الجَدِيدِ الَّذِي أَشْرَقَ فِي القَبْرِ الفَارِغِ.
|