![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تَطويبةُ الإِيمانِ بِقِيامَةِ المَسيح اُختُتِمَ اللِّقاءُ بَينَ توما وَيسوعَ بِالتَّطويبةِ: "أَلِأَنَّكَ رَأَيتَني آمَنتَ؟ طوبى لِلَّذينَ يُؤمِنونَ ولَم يَرَوا" (يُوحنّا 20: 29). توما يُريدُ أَن يَرى لِيُؤمِن، وأمَّا المسيحُ فيُريدُه أَن يُؤمِن لِيَرى. فَالإِيمانُ عِندَ توما هو رُؤيَةٌ ثُمَّ تَصديق، أَمّا عِندَ يَسوعَ فَهُو تَصديقٌ ثُمَّ رُؤيَة. لِذلِكَ، جاءَت تَطويبةُ الإِيمان، وهِيَ التَّطويبةُ الثَّانِيَةُ في إِنجيلِ يُوحنّا بَعدَ التَّطويبةِ الأُولى الَّتي تَتَعلَّقُ بِالمحبَّةِ الأُخَوِيَّةِ: "فَقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضًا ما صَنَعتُ إِلَيكُم. أَمّا وَقَد عَلِمتُم هذا، فَطوبى لَكُم إِذا عَمِلتُم بِه" (يُوحنّا 13: 15-17). يَظُنُّ البعضُ أَنَّهُم سَيُؤمِنونَ بِيَسوعَ لو رَأَوا عَلامةً مِثلَ توما. أَمَّا يَسوعُ، فقد طَوَّبَ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِه، ولَم يَرَوهُ قائِمًا مِن بَينِ الأَموات، بَل يُصَدِّقونَ شَهادَةَ الَّذينَ رَأَوه، وَقدِ اختارَهُم هُوَ لِيَكونوا شُهودًا لَه، كَما جاءَ في عِظَةِ بُطرُسَ الأُولى: "فَيَسوعُ هذا قد أَقامَهُ الله، وَنَحنُ بِأَجمَعِنا شُهودٌ على ذلِكَ" (أَعمالُ الرُّسُلِ 2: 32). إِنَّ لَدَينا كُلَّ بُرهانٍ نَطلُبُهُ في كَلِماتِ الكِتابِ المُقدَّسِ، وَفي شَهادَةِ المُؤمِنين. أخيرًا، يَدعو يُوحنّا البَشيرُ القارئَ، مِن خِلالِ هذا النَّصِّ الإِنجيلِيِّ، إِلى تَصديقِ شَهادَتِهِ، لِأَنَّهُ واحِدٌ مِنَ الَّذينَ رَأَوا الرَّبَّ: "والكَلِمَةُ صارَ بَشَرًا فسَكَنَ بَينَنا، فرأَينا مَجدَه" (يُوحنّا 1: 14). إِنَّهُ واحِدٌ مِنَ الَّذينَ سَمِعوا، وَرَأَوا بِأَعيُنِهِم، وَتَأمَّلوا، وَلَمَسوا بِأَيديهِم كَلِمَةَ الحَياة، كَما جاءَ في شَهادَتِهِ: "ذاكَ الَّذي كانَ مُنذُ البَدء، ذاكَ الَّذي سَمِعناه، ذاكَ الَّذي رَأَيناهُ بِعَينَينا، ذاكَ الَّذي تَأَمَّلناه، وَلَمَسَتْهُ يَدانَا مِن كَلِمَةِ الحَياة" (1 يُوحنّا 1: 1). يُوحنّا يُعطي شَهادَةَ عِيانٍ شَخصِيَّة، تُؤَكِّدُ رُؤيَتَهُ وَحَديثَهُ مَعَ القائِمِ مِن بَينِ الأَمواتِ، لِيَحمِلَنا نَحنُ أَيضًا إِلى إِيمانٍ يُؤدِّي إِلى الحَياةِ. |
|