![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تقدَّم عليه ذبائح سلامة [7]، إذ بالمسيح المصلوب تتحقَّق المصالحة بين الآب والبشريَّة، وفيه ينال المؤمن سلامه الداخلي. هناك يأكل المؤمن [7]، إذ كانت الذبائح مرتبطة بالطعام علامة الشركة معًا. يفرح المؤمن أمام الرب إلهه [7]، حيث يتمتَّع بظل السماء، ويحمل أيقونتها، ويعلن بهجته بالميثاق الإلهي، وفرح نفسه بالالتصاق به. إنَّنا مدعوُّون إلى وليمة مفرحة، فإن الله نفسه يُسر ويبتهج بطاعة أولاده وحبُّهم وعبادتهم القلبيَّة، فيدعوهم ليفرحوا معه ويشاركوه مسرَّته بهم. "وتكتب على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس نقشًا جيدًا" [8]، فترتبط الذبيحة أو العبادة بحفظ الوصيَّة الإلهيَّة. كرَّر الوصيَّة الخاصة بكتابة كلمات الناموس على الحجارة في نفس الأصحاح مع تأكيد أن تكون "نقشًا جيدًا"، وفي الترجمة السبعينيَّة: "واضحة جدًا". لأن غاية الكتابة هي نشرها على الشعب كله، فيسهل عليهم قراءتها. وكما قال الرب لحبقوق: "اكتب الرؤيا وانقشها على الألواح لكي يركض قارئها" (حب 2: 2). يجب أن تكون كلمة الله منقوشة جيِّدًا، أو تكون واضحة جدًا، يستطيع الكل - كهنة وشعبًا - قرأتها وفهمها، وألاَّ يعلو صوت فوق صوت الكلمة الإلهيَّة. إنجيلنا هو صلب إيماننا، وهو العمود الفقري للتقليد الكنسي والحياة الكنسيَّة؛ كل قانون لا يحمل روح الكتاب باطل! إنجيلنا هو الكتاب الإلهي يقود حياتنا ويحملنا إلى حضن الله نفسه. نقش الكلمة على حجارة بخطٍ واضحٍ، ووضعها في مكان عام، يكشف عن مسئوليَّة الكنيسة في تقديم الكلمة كما هي لكل الشعب حتى يتمتَّع الكل بها. يُقام المذبح والحجارة المنقوش عليها الناموس على جبل عيبال حتى يجد العاصون والساقطون تحت لعنة العصيان مجالًا للرجوع إلى الله خلال الذبيحة المقدَّسة، والارتباط بالكلمة الإلهيَّة. وضعت الحجارة على جبل عيبال حيث اللعنات لكي يدرك الكل عجز الشريعة عن أن تنزع اللعنة أو تهب الحياة، إنَّما تعطي معرفة عن الخطيَّة، وتكشف عن حاجة الإنسان إلى من يبرِّره (رو 3: 19-20؛ 7: 9-14). فالمكان المناسب للشريعة هو جبل اللعنات لا البركات. بنفس الطريقة أُقيم المذبح على جبل اللعنات، لكي يدرك المؤمنون حاجتهم إلى الذبيحة الفريدة القادرة أن ترفع عنهم اللعنات، ذبيحة المسيح. أمَّا الذبائح الحيوانيَّة التي طالبهم بها الناموس فهي ليست إلاَّ ظلًا ورمزًا، لهذا تعجز عن أن تقدِّس الضمير وتطهِّر الأعماق وتهب البرّ. |
|