![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() آسا والظروف التي أحاطت به يبدو أنه اعتلى العرش وهو شاب في العشرين، وقد ورث عن أبيه وجده إرثاً ثقيلاً من الشر والفساد ملأَ المملكة كلها. فأبوه أبيام، وجده رحبعام، كانا ملكين شريرين، طبعا المملكة بأشر طابع. وجدته، وقد سُميت في الكتاب أمه، معكة ابنة أبشالوم هي التي عملت تمثالاً لسارية لتتعبد أمامه (1ملوك15: 10-13). كانت العبادة الوثنية قد عمَّت البلاد كلها «المذابح الغريبة والمرتفعات والتماثيل والسواري». وصحب هنا كل أنواع الفساد الأخلاقي إذ «كان أيضاً مأبونون في الأرض (الانحرافات الجنسية المذكورة في رومية1: 27). فعلوا حسب كل أرجاس الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني اسرائيل» (1ملوك14: 24). استلم آسا المملكة وهى في هذه الحالة المتردية، فماذا فعل وهو يواجه الظروف التي لم يكن له يد فيها؟ لقد تحوّل من صورة أبيه وجده الرديئة إلى صورة جده العظيم داود، وابتدأ يقتدي به واضعاً إياه كالمثال أمامه «وعمل آسا ما هو مستقيم في عيني الرب كداود أبيه» (1ملوك15: 11). وفي كل عصر يُوجِد الرب أشخاصاً أتقياء يضعهم قدوة أمام شعبه وخاصة الشباب منهم. لذا قال بولس للمؤمنين في فيلبي «كونوا متمثلين بي معاً أيها الإخوة، ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عندكم قدوة» (فيلبي3: 17). وأيضاً «وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيَّ فهذا افعلوا» (فيلبي4: 9). تُرى أحبائي الشباب هل نتمثل بالأتقياء من المؤمنين أم بالأشرار في هذا العالم؟ «عمل آسا ما هو صالح ومستقيم في عينّي الرب إلهه». كانت علاقته مع الرب حقيقية وعميقة للقدر الذي به استطاع أن يقف ضد التيار الجارف في أسرته وفي شعبه، فيوصف بهذه الصفة المجيدة التي هى أفضل ما يمكن أن يوصف به الإنسان. جميل أن يحيا المؤمن حياة تتصف بالاستقامة في عيني العالم، وبذلك يكون متمماً للقول «لكي تكونوا بلا لوم، وبسطاء، أولاداً لله بلا عيب في وسط جيل معوّج وملتو، تُضيئون بينهم كأنوار في العالم» (فيلبي2: 51). وأجمل منه أن يبدو المؤمن مستقيماً في عيون المؤمنين فيكون ممدوحاً من جميعهم (2كورنثوس8: 18). لكن الأجمل أن يكون مستقيماً في عيني الله، الفاحص القلوب والمختبر الكُلى، الذي يعرف السرائر ويكشف الخبايا. |
|