إن كان سفر القضاة يمثل أحد العصور المظلمة لشعب بني إسرائيل بسبب تهاونهم في التمتع بكمال مواعيد الله وانحرافهم نحو العبادة الوثنية بعد استقرارهم في أرض الموعد، فإن الله لم يترك شعبه بل كان يرسل لهم مخلصًا أو قاضيًا يدفعهم إلى حياة التوبة ويخلصهم من العدو الذي أسلمهم له الله للتأديب، بل بالحري سلمتهم له خطاياهم ليذوقوا ثمرتها المرّة.
وقد جاءت شخصيات هؤلاء القضاة تكشف بعض جوانب المخلص الحقيقي يسوع المسيح، كما جاءت الأحداث التي ارتبطت بهم تعلن الكثير عن خدمة العهد الجديد التي تمس حياتنا الروحية.
هذا هو المنهج الذي أود أن أتبعه في تفسير هذا السفر، في شيء من البساطة، معتمدًا على فكر بعض آباء الكنيسة الأولى وفي نظرتهم لأحداث وأشخاص هذا السفر.