![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فلما نظر الخالق إلي الخليقة، ورأي أن ضربة الناس قد اتّسعت، وأنهم محتاجون إلي أطباء ليشفوهم، أرسل سيدنا يسوع المسيح – الذي هو خالقهم وشافيهم – أمامه منذرين. ولا نخاف أن نقول إن موسي كبير الأنبياء وواضع الناموس هو أحدهم. والروح الذي عمل في موسي هو ذاته الذي عمل في جميع الأطهار بعده. فجميعهم تكلموا (أي تنبّأوا) عن ابن الله الوحيد. ويوحنا المعمدان كان هو أيضاً أحد المنذرين، "لأن جميع الأنبياء والناموس إلي يوحنا تنبأوا، ومن أيام يوحنا المعمدان إلي الآن ملكوت الله يُغتصَب والغاصبون يختطفونه". (مت11: 12و13). وجميع هؤلاء اللابسي الروح عَلموا أنه لا يستطيع أحدٌ من الخليقة أن يشفي جرحاً عظيماً بهذا المقدار إلا صلاح الابن الذي هو وحيد الآب الذي أرسله خلاصاً لجميع المسكونة، لأنه هو الطبيب العظيم الذي يمكنه أن يشفي هذا الجرح المتزايد. والآب بصلاحه لم يشفق علي وحيده بل سلّمه عن خطايانا (رو32:8). ولأجل خلاصنا جميعاً من آثامنا، وّاضَعَ الوحيد ذاته عنا (أي اتضع) وبذلك شفانا جميعاً. وبقوة كلمته جمعنا من كل العالم من أقصي الأرض إلي أقصاها، وجعل لقلوبنا قيامةً من الأرض، وعلَّمنا أننا أعضاء بعضنا لبعض. القديس أنطونيوس الكبير |
|