هل جئنا إلى يسوع اليوم لنفهم ألمه وألمنا، أم جئنا نُجدد فينا العزيمة لنبقى معه في ألمه، ونُعاهده بالسعي للبقاء بأمانة مع المتألمين. لا خير في الألم، ولا وجوه إنساني فيه. لا نحاول تزيين الألم بكلمات مرونقة. الألم شر، وشرٌ خبيث مرير يُصيب الإنسانية ويُجمّدها، ولكن لن يكون له الكلمة الأخيرة. فالألم يُوقظ فينا تحدياً متطلّباً: ما الذي ستفعله للقريب المتألم؟ عذاب القريب يُصحينا لنُرافقه في طريق التحسس لوجع القريب وجرحه، فيُصبح ألمه ألمي وعذابه عذابي، فلا أسكت. فالجائع لن يستطيع أن يُشبع نفسه بنفسه إلا إن قدمنا له رغيفاً بأيدينا، والعطشان لن يرتوي إلا بكأس ماء منّا، والعريان لن يأمن البرد إلا إذا كسوناه بملبس، والمريض لن يطيب إلا إذا رافقنا بالعناية والدواء، والمسجون لن يُحرر نفسه إلا إذا عملنا لتحريره. هكذا تظهر محبتنا من خلال حرصنا على راحة القريب، ومن ثمة هو جوابنا لخُبث الشر. الرب لا يطلب تفلسفاً بل يُريد عملاً، وكلنا جئنا اليوم لنكون مع يسوع ومع كل متألم.