![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() قدَّم له إرميا النصيحة التالية: "وكلمت صدقيا ملك يهوذا بكل هذا الكلام قائلاً: ادخلوا أعناقكم تحت نير ملك بابل واخدموه وشعبه واحيوا. لماذا تموتون: أنت وشعبك بالسيف بالجوع والوبأ، كما تكلم الرب عن الأمة التي لا تخدم ملك بابل؟! فلا تسمعوا لكلام الأنبياء الذين يكلمونكم، قائلين: لا تخدموا ملك بابل، لأنهم إنما يتنبأون لكم بالكذب. لأني لم أرسلهم يقول الرب، بل هم يتنبأون باسمي بالكذب، لكي أطردكم، فتهلكوا أنتم والأنبياء الذي يتنبأون لكم" (إر 27: 12-15). كرَّر إرميا النبي ما قاله لرسل الملوك لصدقيا الملك، حتى بدا كمن هو عميل لبابل وخائن لبلده. كان من الصعب على أي يهودي خاصة الملك أن يسمع تلك الكلمات: "ادخلوا أعناقكم تحت نير ملك بابل"، فقد عرفوا أن الله إلههم هو المُحَرِّر من نير العبودية، إذ سبق فوعد: "أنا الرب إلهكم الذي أخرجكم من أرض مصر من كونكم لهم عبيدًا، وقطع قيود نيركم وسيركم قيامًا" (لا 26: 13)، فكيف يطلب منهم أن ينحنوا ليُدخلوا أعناقهم تحت نير ملك وثني؟! إنها علامة غضب الله! كانت إحدى اللعنات التي يسقط تحتها الشعب في عصيانه للوصية هي: "تُستعبَد لأعدائك الذين يُرسلهم الرب عليك... فيجعل نير حديد على عنقك حتى يهلكك، يجلب الرب عليك أُمَّة من بعيد من أقصاء الأرض كما يطير النسر، أُمَّة لا تفهم لسانها..." (تث 28: 48-49). لم يسمع صدقيا له، بل سجنه، لا نعرف المدة التي قضاها إرميا في السجن. وكان مصير الملك السبي (587 ق.م) بعد أن قُتل ابناه أمام عينيه، وفُقأت عيناه (2 مل 25: 1-7). يُقَدِّم لنا إرميا النبي سبع نبوات نطق بها في أورشليم، أعلنها في مواضع كثيرة (إر 21: 3-7؛ 24: 8-10؛ 25: 8-29)، وقد تحققت حرفيًا كما جاء في (2 مل 25؛ 2 أي 36): أ. يدفع الله مدينة أورشليم ليد ملك بابل، فيأخذها (إر 32: 4). ب. لا يفلت صدقيا ملك يهوذا من يد الكلدانيين (إر 32: 4). ج. بالتأكيد يُدفَع صدقيا ملك يهوذا ليد ملك بابل (إر 32: 4). د. سيتكلم صدقيا ملك يهوذا مع ملك بابل فمًا لفمٍ، وعيناه تريان عينيه (إر 32: 4). هـ. يسير بصدقيا إلى بابل (إر 32: 5). تنبأ حزقيال النبي عن صدقيا أنه لا يرى بابل (حز 12: 13). بالفعل حُمِلَ الملك إلى بابل، لكن إذ فقأوا عينيه في رَبْلَة (2 مل 25: 4-7؛ إر 52: 8، 11) لم يرها. |
|