![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الشونمية المُلتصِقة بالرب 1 وَكَلَّمَ أَلِيشَعُ الْمَرْأَةَ الَّتِي أَحْيَا ابْنَهَا قَائِلًا: «قُومِي وَانْطَلِقِي أَنْتِ وَبَيْتُكِ وَتَغَرَّبِي حَيْثُمَا تَتَغَرَّبِي، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا بِجُوعٍ فَيَأْتِي أَيْضًا عَلَى الأَرْضِ سَبْعَ سِنِينٍ». 2 فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ وَفَعَلَتْ حَسَبَ كَلاَمِ رَجُلِ اللهِ، وَانْطَلَقَتْ هِيَ وَبَيْتُهَا وَتَغَرَّبَتْ فِي أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَ سِنِينٍ. 3 وَفِي نِهَايَةِ السِّنِينِ السَّبْعِ رَجَعَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَخَرَجَتْ لِتَصْرُخَ إِلَى الْمَلِكِ لأَجْلِ بَيْتِهَا وَحَقْلِهَا. 4 وَكَلَّمَ الْمَلِكُ جِيحْزِيَ غُلاَمَ رَجُلِ اللهِ قَائِلًا: «قُصَّ عَلَيَّ جَمِيعَ الْعَظَائِمِ الَّتِي فَعَلَهَا أَلِيشَعُ». 5 وَفِيمَا هُوَ يَقُصُّ عَلَى الْمَلِكِ كَيْفَ أَنَّهُ أَحْيَا الْمَيْتَ، إِذَا بِالْمَرْأَةِ الَّتِي أَحْيَا ابْنَهَا تَصْرُخُ إِلَى الْمَلِكِ لأَجْلِ بَيْتِهَا وَحَقْلِهَا. فَقَالَ جِيحْزِي: «يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، هذِهِ هِيَ الْمَرْأَةُ وَهذَا هُوَ ابْنُهَا الَّذِي أَحْيَاهُ أَلِيشَعُ». 6 فَسَأَلَ الْمَلِكُ الْمَرْأَةَ فَقَصَّتْ عَلَيْهِ ذلِكَ، فَأَعْطَاهَا الْمَلِكُ خَصِيًّا قَائِلًا: «أَرْجِعْ كُلَّ مَا لَهَا وَجَمِيعَ غَلاَّتِ الْحَقْلِ مِنْ حِينِ تَرَكَتِ الأَرْضَ إِلَى الآنَ». إذ قدَّمَتْ الشونمية –المرأة العظيمة (2 مل 4: 8)– خدمة لرجل الله، لم يرد أن يكون مدينًا لأحدٍ، لذا سألها: "ماذا يُصْنَع لكِ؟ هل لكِ ما يُتكلَم به إلى الملك أو إلى رئيس الجيش؟" (2 مل 4: 13) أجابته: "إنما أنا ساكنة في وسط شعبي" (2 مل 4: 13). بمعنى آخر، قالت: لماذا أُميِّز نفسي عن شعبي؟ ما تريد أن تُقَدِّمَه لي، قدِّمه لشعبي، فما يناله شعبي أحسبه كأني نلته أنا. كشف حديثها مع أليشع رجل الله عن محبتها لشعبها، فأعطتهم الأولوية عن نفسها، لذا تأهلت أن تنال ما لم تتوقعه، وهو أن يهبها الله ابنًا وهي عاقر، ورَجُلها قد شاخ! عانت الشونمية من ثلاث كوارث، وفي كل كارثة كانت تتزكى بالتصاقها بالرب، كانت أمينة في علاقتها بالله. هذه الكوارث هي: أ. موت ابنها الوحيد، فوهبها الله إقامته بواسطة نبيه أليشع (2 مل 4: 35). ب. موت رجلها رب البيت، ووهبها تعزية سماوية. وكما كتب القديس يوحنا الذهبي الفم لأرملة شابة: [حقًا، لو أنه هلك كلية أو انتهى أمره تمامًا، لكان ذلك كارثة عظمى، وكان الأمر مُحزِنًا. لكن إن كان كل ما في الأمر أنه أبحر إلى ميناء هادئ، وقام برحلة إلى الله الذي هو حقًا مَلِكه، لهذا يلزمنا ألا نحزن بل نفرح.] ج. فقدان ممتلكاتها بسبب المجاعة. والعجيب أن الله استخدم موضوع إقامة ابنها فرصة لاسترداد ممتلكاتها! حقًا إن كل الأمور تعمل للخير للذين يحبونه (رو 8: 28)! فموت ابنها زكّاها أمام الله، وردّ لها ما فَقَدَته من ممتلكاتها، كما يروي لنا هذا الأصحاح. وَكَلَّمَ أَلِيشَعُ الْمَرْأَةَ الَّتِي أَحْيَا ابْنَهَا قَائِلًا: قُومِي وَانْطَلِقِي أَنْتِ وَبَيْتُكِ، وَتَغَرَّبِي حَيْثُمَا تَتَغَرَّبِي. لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا بِجُوعٍ، فَيَأْتِي أَيْضًا عَلَى الأَرْضِ سَبْعَ سِنِينٍ. [1] "الرب قد دعا بجوعٍ"، فالأحداث حتى وإن تمت نتيجة عوامل طبيعية، لكنها تتم بسماحٍ من الله، تارة لتأديب الشعب، وأخرى كمجازاة المقاومين لعمله. وأيضًا لكي تُعطَي فرصة للبشرية كي تترفَّق بالمصابين وممارسة الإنسان المحبة العملية لأخيه المحتاج أو المتألم، كما يستخدمها الله لمجده. الجوع المذكور هنا ربما هو ذاك الذي ورد في (2 مل 4: 38). v تنبأ أليشع (للشونمية) بحلول مجاعة لمدة سبع سنوات، ودعاها أن تهاجر إلى بيتٍ جديدٍ. اختار لها فلسطين منطقة قريبة وخصبة، وكان سُكَّانُها أغنياء بسبب التجارة البحرية. إذ كانت أرض فلسطين تقع بكاملها مع طول الساحل، وكان بها مواني مشهورة مملوءة بسفنٍ لا عدد لها، كما يشهد بذلك الكتاب المقدس في أماكنٍ كثيرة. ولهذا السبب التجأ إليها البطريركان إبراهيم وإسحق كملجأ لهما (تك 12: 1). حسب التفسير الرمزي، فلسطين التي استقبلت أبرارًا كانوا في السبي، تشير إلى التغرُّب عن الرب (2 كو 5: 6) رمز للعالم. فإن شعب فلسطين كانوا يبغضون بشدة شعب الله، وكانوا يعاملون بني إسرائيل الذين كانوا يخشون الله بطريقة سيئة. مؤخرًا هزمهم داود وأوقف صنع أسلحة الحرب، وإن كانوا قد قاموا بتصنيعها من وقتٍ إلى آخرٍ. يكره العالم القديسين ويضطهدهم على الدوام حتى بعد أن هزمهم الرب وهزم رئيسهم (إبليس). هذان الاثنان لن يكفا عن محاربة خدامه، فيغتصبا الكسالى والجهال ويحطماهم. القديس أفرام السرياني لقد صارت هذه المرأة العظيمة الغنية صاحبة الممتلكات في عوزٍ، فما يليق بالنبي القديس أن يتجاهل احتياجاتها. فهو كمؤمنٍ يليق به أن يتمتع بالفضائل الحقيقية التي هي ترجمة محبتنا لله عمليًا خلال محبتنا لإخوتنا، خاصة الفقراء والمعوزين والذين في ضيقة. في حديث السيد المسيح عن يوم الرب العظيم، وضع أساسًا للفَصْلِ بين الخراف المُقَدَّسة والجداء الشريرة يقوم على أساس العلاقة السرية للاتحاد بين السيد المسيح والمساكين. فما فعله الفريقان مع المساكين حُسِبَ أنه صُنع مع السيد المسيح نفسه (مت 25: 31-46). وإذ يحدثنا القديس كبريانوس عن العطاء للمساكين يقول: [أما تعلمون أننا إنما نسير بين صورٍ كثيرة للمسيح؟] v بقدر ما يكون الإنسان من "الأصاغر"، هكذا بالأكثر يأتيك المسيح خلاله، لأن من يعطي إنسانًا عظيمًا يفعل هذا بزهو، أمّا من يُقدِّم للفقراء فبنقاوة يفعل هذا أجل المسيح. v ليس شيء يجعلنا هكذا مُقرَّبين من الله وعلى شبهه مثل العمل الصالح. فكما أن الملكة متى أرادت الدخول إلى موضع الملك، لا يجسر أحد من رجال البلاط أن يمنعها أو يسألها عن المكان الذي تريد الذهاب إليه، بل جميعهم يستقبلونها بابتهاج، هكذا من يصنع الرحمة والصدقة يمتثل أمام عرش الملك بدون عائق، لأن الإله يحب الرحمة حبًا شديدًا، وهي تبقى بالقرب منه، لذلك قال الكتاب: [قامت الملكة عن يمينك](*). وذلك لأن الرحمة مُفَضَّلة عند الإله، إذ جعلته يصير إنسانًا لأجل خلاصنا. القديس يوحنا الذهبي الفم وَانْطَلَقَتْ هِيَ وَبَيْتُهَا وَتَغَرَّبَتْ فِي أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَ سِنِينٍ. [2] أظهرت المرأة إيمانها، إذ صدَّقت كلام الرب على لسان بنيه، وأطاعت الأمر دون جدالٍ. وَفِي نِهَايَةِ السِّنِينِ السَّبْعِ رَجَعَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَخَرَجَتْ لِتَصْرُخَ إِلَى الْمَلِكِ لأَجْلِ بَيْتِهَا وَحَقْلِهَا. [3] لم تقم الشونمية ببيع ممتلكاتها، إنما بناءً على مشورة أليشع النبي، تركت المدينة بسبب المجاعة، وإذ عادت من فلسطين في نهاية السبع سنوات، لأن الأرض قانونًا من حقها، قدَّمتْ شكواها لدى الملك. جاءت المرأة تشتكي للملك، لأن أرضها قد اُغتصبت، وربما الملك نفسه هو الذي أخذها. وَكَلَّمَ الْمَلِكُ جِيحْزِيَ غُلاَمَ رَجُلِ اللهِ قَائِلًا: قُصَّ عَلَيَّ جَمِيعَ الْعَظَائِمِ الَّتِي فَعَلَهَا أليشع. [4] واضح أن هذا حدث قبل تطهير نعمان من البرص في نهر الأردن، فلم يكن بعد قد أُصيب. لأن جيحزي كان في دار ملك إسرائيل، المكان الذي لم يكن يُسمَح لأبرص أن يدخله. بتدبير الله العجيب بينما كان الملك يتحدث مع جيحزي جاءت المرأة، وكان جيحزي يعرف المرأة وعلاقتها بأليشع. يرى البعض أن جيحزي أحب أن يتحدث عن عمل الله مع سيده أليشع لدى الملك يهورام، دليل أنه حتى في الأشرار يوجد لمسات صالحة. فجيحزي كان يحب الحديث عن عمل الله، ويهورام الشرير أيضًا هو الذي طلب منه ذلك، إذ كان يحب أن يسمع مثل هذه العظائم. يا للعجب! أحيانًا يشتاق الأشرار إلى الحديث عن عظائم الله والاستماع إليها، بينما قيل عن شعب الله: "نسوا الله مخلصهم، الصانع عظائم في مصر" (مز 106: 21). v ليتني أخبر كل جيلٍ مُقْبِلٍ: أنتم تأتون من السبي، وتنتمون إلى آدم (الجديد واهب الحرية). لأخبر كل جيلٍ مقبلٍ أنه ليس لي قوة من عندي، ولا برّ من عندي، وإنما "قُوَّتِكَ... وَبِرُّكَ إِلَى الْعَلْيَاءِ يَا اَللهُ، الَّذِي صَنَعْتَ الْعَظَائِمَ" (مز 71: 18-19). "قوتك... وبرَّك"، إلى أي مدى؟ هل حتى إلى الجسد والدم؟ لا، بل "إلى العلياء يا الله الذي صنعت العظائم". فإن العلياء هي السماوات، وفي الأعالي الملائكة والعروش والسلاطين والرئاسات والقوات. إنهم مدينون لك بما هم عليه. إنهم مدينون لك بالحياة التي لهم. إنهم مدينون لك أنهم يحيون بالبِرّ. مدينون لك بالبركات التي يعيشونها... لا تظنوا أن الإنسان وحده ينتمي إلى نعمة الله، ماذا كان الملاك قبل أن يُخلَق؟ ماذا يكون الملاك إن تركه ذاك الذي خلقه؟ القديس أغسطينوس يقول المرتل: "كل نسمة فلتسبح الرب، هللويا" (مز 150: 5)، "في ناموسه يلهج نهارًا وليلاً" (مز 1: 2). فالمؤمن إذ يتمتع بالنعمة الإلهية، يحسب كل نسمة من نسمات حياته، نهارًا وليلاً لها وزنها وتقديرها، حتى في عيني الله. v اليوم هو يومك، أما الغد فلا تعرف لمن هو؟ لعل أقدام الذين يدفنوك على الباب؟ لا تدفن يومك إلا ودفنت معه إثمك. لا تُكفِّن المساء قبل أن تُكفِّن خطيتك. لا تغمض عينيك في السبات إلا وفتحت فكرك على الصلاة. لقد رأيت كيف كان النهار مستعجلاً ليذهب، أسرع لتغادر خطاياك معه! وليشرق برّك مع الصباح! لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد. v لو سرقك لص لَوَلْوَلْت، بينما تُسرَق حياتك من حياة الله ولا تتألم عليها القديس مار يعقوب السروجي إِذَا بِالْمَرْأَةِ الَّتِي أَحْيَا ابْنَهَا تَصْرُخُ إِلَى الْمَلِكِ لأَجْلِ بَيْتِهَا وَحَقْلِهَا. فَقَالَ جِيحَزِي: يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، هَذِهِ هِيَ الْمَرْأَةُ، وَهَذَا هُوَ ابْنُهَا الَّذِي أَحْيَاهُ أليشع. [5] ما أعجب حكمة الله ورعايته، فالمرأة الشونمية صرخت إلى الملك ليرُدَّ لها حقوقها في اللحظات التي كان يسمع فيها كيف أحيا أليشع النبي ابنها، لذا استجاب الملك لصرخاتها بعد أن طلب منها أن تروي له ما حدث مع النبي بخصوص إقامة ابنها من الموت. فَسَأَلَ الْمَلِكُ الْمَرْأَةَ، فَقَصَّتْ عَلَيْهِ ذَلِكَ، فَأَعْطَاهَا الْمَلِكُ خَصِيًّا قَائِلاً: أَرْجِعْ كُلَّ مَا لَهَا وَجَمِيعَ غَلاَّتِ الْحَقْلِ مِنْ حِينَ تَرَكَتِ الأَرْضَ إِلَى الآنَ. [6] كان كل ما ترجوه الشونمية هو رد بيتها وحقلها لها ولابنها، لكن إذ سمع الملك قصتها مع رجل الله أليشع أمر أن يرد لها حتى المحاصيل التي للحقل خلال سنوات المجاعة السبع. أمر الملك باسترداد الأرض وجميع غلات الحقل يُظهر أن المجاعة قد انتهت، وأمكنهم زراعة الحقول، أو كانت الحقول تأتي بشيءٍ من الغلات، ولكن ليس بالكفاءة الكاملة لها. نختم هذا الحدث بكلمة عتاب مع الملك. حسن للغاية أن يستعذب الحديث عن المعجزات التي يصنعها الله مع قديسيه في حياة الآخرين، لكن كان يلزم أن يطلب إله هؤلاء القديسين ليعمل عجائب في حياته هو. متى تتحول قراءاتنا عن عجائب ومعجزات السيد المسيح في حياة القديسين إلى التمتع بخبرة عملية في حياتنا الداخلية وسلوكنا اليومي! كمثالٍ، حين تطلَّع القديس مار يعقوب السروجيإلى عظائم الله التي تجلّت في لقاء السيد المسيح مع الكنعانية، انشغل لا بالمعجزة العظيمة التي تمتعت بها الكنعانية حيث كشف الرب عن عظمة إيمانها، ووهب ابنتها الشفاء (مت 15: 21-28)، وإنما بتركيز أنظاره إلى شخص السيد المسيح لينعم هو أيضًا بعظائمه في كل جوانب حياته. v هو الطريق التي يسير فيه المرء ليرى أباه، وهو باب الحياة، ومن يدخلون فيه ينتصرون على الموت (يو 10: 9؛ 14: 6). هو الطبيب، ومنه تَجرِي كل المعونات، وهو الينبوع الذي يتدفق حياة لمن هم حواليه. به يُطرَد الأبالسة والشياطين من الإنسانية، وتُشفَي أمراض المرضى وقروحهم. وبه تتنقى حياة النفس ومنه تستنير، وبه تُذبَح خطايا العالم التي كانت كثيرة. هو يُبرِّر العشارين بقوة كرازته، وبالغفران يجعل الخطاة كاملين. هو يطرد إبليس من الكنعانية التي طلبت منه، وهو يطفئ هوى نفسك إن كنتَ تنظر إليه. هو الذي يحمل ثقل العالم بجبروته، وعليه تستند كل الخلائق، وبه توجد. هو شمس البرِّ والنور العظيم، وهو الطبيب والشافي لجميع المرضى (ملا 4: 2). هو الغني، وابن الغني، ومُثري الكل، وهو قوة كل الضعفاء، وبه يتقوون (2 كو 8: 9؛ أف 2: 4). هو الذي يُضمِّد الأوجاع والأمراض ويطرد الأبالسة، مبارك من نزل وافتقد العالم وشفى أمراضه! القديس مار يعقوب السروجي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الشونمية |
الشونمية |
من هي الشونمية |
من هي الشونمية |
المرأة الشونمية |