منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 03 - 2025, 01:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,306,096

السلالة الكهنوتية في سفري الأخبار




السلالة الكهنوتية في سفري الأخبار

كما اهتم السفران بالسلالة الملكية، اهتمَّا أيضًا بالسلالة الكهنوتية. وقد أبرزا نظرة عميقة للكهنوت:
1. يربط السفران بين العمل الملكي والعمل الكهنوتي، فازدهار بيت داود يصحبه ازدهار الكهنوت، وانحراف أحدهما يؤثر على الآخر.
يكشف السفران عن اهتمام الكهنة باستمرارية عرش بيت داود، وفي نفس الوقت الغيرة القوية للغاية التي للملوك الصالحين من بيت داود على الهيكل والعاملين فيه. فنرى يهوياداع الكاهن يهتم أن يخفي الطفل يوآش من عثليا حتى لا تقتله، وبالتالي يوجد شخص من بيت داود يستلم العرش بعد ست سنوات، وكان عمره سبع سنوات. ومن الجانب الآخر، إذ صار يوآش ملكًا كان مهتمًا بتجديد الهيكل إلى يوم وفاة يهوياداع. وحينما قتل يوآش الملك زكريا بن يهوياداع الكاهن قيل في السفر: "لم يذكر يوآش الملك المعروف الذي عمله يهوياداع أبوه معه، بل قتل ابنه" (2 أي 24: 22)[14].
2. أكَّد سفر أخبار الأيام الثاني التزام الملوك ألا يغتصبوا العمل الكهنوتي، ولا الكهنة العمل الملوكي، لكن الفريقين يعملان معًا في تناغمٍ وانسجامٍ لبنيان شعب الله. سرد السِفْر الحادث الفريد أثناء مُلك عُزِّيا الذي حاول اقتحام الخدمة المُقدَّسة الكهنوتية، فدخل الهيكل ليُبَخِّرَ، ولما قاومه الكهنة عَضَّدهم الله بقوته (2 أي 26: 16، 21)، إذ ضُرِبَ بالبرص في الحال، واضطر أن يقضي بقية سنوات حياته في بيت المرض، وكان ابنه يوثام يُدِير المملكة في هذه الفترة.
3. أبرز سفر أخبار الأيام الثاني ضعفات الكهنة، فجاء فيه: "لأن اللاويين أكثر استقامة قلبٍ من الكهنة في التقديس" (2 أي 29: 34).
يدعونا السفر إلى طلب مَلِك من نسل داود، لكن ليس على مستوى ملوك يهوذا، بل يكون ملكه أبديًا ويمتد إلى كل الأمم. ليس أن يكون الملك في انسجامٍ وتوافق مع كهنة إسرائيل، بل وهو ملك الملوك هو بعينه رئيس الكهنة السماوي.
ما يشغل قلب المؤمن المسيحي في سفري أخبار الأيام هو أن يرى هذا الوفاق وقد تمَّ في أسمى صورة في كلمة الله المتجسد. فهو عجيب في ملوكيته، وعجيب في كهنوته. بهذا يرى المسيحيون أن ما ورد في سفري أخبار الأيام يخدم الإيمان المسيحي[15].
من جهة ملوكيته، بَشَّرَ الملاك جبرائيل القدِّيسة مريم عن تجسد الكلمة في أحشائها، قائلاً: "هذا يكون عظيمًا وابن العليّ يُدعَى، ويُعطِيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لمُلكِه نهاية" (لو 1: 32-33). أما عن كهنوته، فالمسيحي يؤمن أن يسوع المسيح قدَّم نفسه على الصليب ذبيحة خطية وذبيحة كفَّارة عن العالم كله. يقول السيد نفسه: "هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفَك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" (مت 26: 28). ويقول الرسول: "المسيح مات من أجل خطايانا" (1 كو 15: 3). كما يقول: "لأنه يشهد أنك كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق" (عب 7: 17). "لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات" (عب 8: 1).
أكَّد الرسول بولس في رسالته إلى العبرانيين الوحدة بين ملوكية السيد وكهنوته، فإن كهنوته يكمل بجلوسه على العرش في السماء. إذ كتب: "بعد ما صنع تطهيرًا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي" (عب 1: 3)، وفي نفس الأصحاح يقول: "وأما عن الابن: كرسيُّك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك" (عب 1: 8).
يُقَدِّم لنا القديس بولس في رسالته إلى العبرانيين صورة حيَّة للسيد المسيح كرئيس الكهنة على رتبة ملكي صادق، يدخل بنا إلى الأقداس السماوية، يشفع فينا بدمه، ويُقَدِّم حياته ذبيحة عنا. بدأ حديثه في الأصحاح الخامس عن هرون بكونه أول رئيس كهنة مدعوًا من الله مباشرة لهذا العمل، والمتفوق على جميع رؤساء الكهنة الذين خلفوه، لكنه يحتاج إلى تقديم ذبائحٍ عن نفسه بسبب ضعفه، قبل أن يُقَدِّمها عن الشعب، ليُقَدِّمَ لنا من هو أعظم منه بما لا يُقَاس، ربنا يسوع الذي يدخل بنا إلى الأقداس السماوية، يشفع فينا على مستوى جديدٍ وفريدٍ.
ما قلناه عن السيد المسيح كملك الملوك السماوي، نقوله عنه كرئيس الكهنة السماوي. فمن جانب، نتمتَّع بالشركة معه، فننعم بالكهنوت العام، نبسط أيادينا في الصلاة، فتُقبَل ذبيحة شكر وتسبيح لدى الآب خلال ابنه الكاهن الأعظم. ونُقَدِّم العبادة ككهنة نطلب عن العالم كله، فنُصلِّي الصلاة الربانية باسم الكنيسة كلها قائلين: "أبانا الذي في السماوات".
v أنت هو الكاهن وأنت الذبيحة، أنت المُقَدِّم وأنت التقدمة!
v أظن أنه ليس أحد من بين المؤمنين يشكُّ بأن كهنوت اليهود كان رمزًا للكهنوت الملوكي الذي كان يلزم أن يتحقّق بالكهنوت الذي في الكنيسة، حيث يتكرَّس الكل، هؤلاء الذين يَنْتَمون إلى جسد المسيح، رئيس الكهنة الأعظم والأسمى. فالآن الكل ممسوحون، بينما في تلك الأيام كانت المسحة للملوك والكهنة وحدهم. وعندما كتب بطرس إلى الشعب المسيحي تحدَّث عن "كهنوت ملوكي"، وأظهر بوضوحٍ أن هذا الشعب يوصف باللقبيْن معًا هذه التي من أجلها قد تخصَّصت المسحة.
v يُصَلِّي المسيح عنا، ويُصَلِّي فينا، ونُصَلِّي إليه. يصلي عنا بكونه كاهننا، ويصلي فينا بكونه رأسنا، ونصلي إليه بكونه إلهنا، لهذا نتعرَّف على صوتنا فيه، ونتعرَّف على صوته فينا.
v ليُصلِّ كل واحد منَّا عن الآخر كما يشفع المسيح عنَّا.
القديس أغسطينوس
v عظيم هو الفارق! إنه هو الفدية والكاهن والذبيحة! فلو كان الأمر غير ذلك لصارت هناك حاجة إلى تقديم ذبائح كثيرة، وكان يُصلَب مرارًا كثيرة.
القديس يوحنا الذهبي الفم



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سفر الأمثال بين سفري الجامعة ونشيد الأناشيد
بعد سفري الملوك يأتي سفرا “الأخبار”
ابى فى سفرى تكون رفيقى
مع السلامة يا أخى..مع السلامة يا أختى
مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني


الساعة الآن 04:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025