![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَنَزَعَ مِنْ كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا الْمُرْتَفَعَاتِ وَتَمَاثِيلَ الشَّمْسِ، وَاسْتَرَاحَتِ الْمَمْلَكَةُ أَمَامَهُ. [5] إذ رجع الملك مع القادة والشعب إلى الرب الحقيقي، والتزموا بالشريعة والوصية استراحت الأرض، بعد فترة طويلة من الحروب في عصري الملكين السابقين له. بلا شك أن نصرة أبيَّا – الملك السابق – على إسرائيل بقوةٍ، مهَّدت لفترة السلام التي عاش فيها ابنه الملك آسا. آسا يُمَثِّل الإنسان المُثابِر، فعندما استراحت المملكة أمامه (2 أخ 14: 5)، لم يفعل مثل داود الذي فكر في الراحة لنفسه بينما كان جيشه في الميدان، إنما استغلَّ الراحة لبناء مدنٍ حصينة في يهوذا، بالرغم من أنه لم تكن عليه حرب، لأن الرب أراحه، اهتم ببناء الجيش وتسليحه (2 أخ 4: 6-7). إنه يُمَثِّلُ الإنسان اليقظ الذي يستعد بنعمة الله لأي هجوم من عدو الخير. إن استراحت نفوسنا من هجوم عدو الخير، فلا نُحَوِّل الراحة إلى الترف والتهاون، بل نتسلَّح بكلمة الله. يتحدَّث الأب يوحنا من كرونستادتعن الجهاد والتغصُّب قائلاً: [من الذي جعل طريق المختارين ضيقًا؟ العالم يضغط على المختارين، والشيطان يضغط عليهم، وكذلك الجسد، هذا هو ما جعل طريقنا لملكوت السماوات ضَيِّقًا.] كما يقول: [إن كنَّا لا نجاهد يوميًا لنغلب الشهوات التي تهاجمنا، ونقتني ملكوت الله في قلوبنا، فالشهوات تمتلكنا بطغيانٍ شديدٍ وعنفٍ، وتسلب نفوسنا كاللصوص.] v تُعَلِّمنا المزامير التي تُدعَى "مزامير الصعود" كيف نصعد ونتقدَّم في سيرنا مع الله. يدعونا المرتل بالروح القدس أن نصعد بالقلب، أي أن نزداد في الرغبة المقدسة الحقيقية، الأمر الذي هو أعظم من البحث عن "المشاعر الروحية". نبدأ بالإيمان، ونؤمن في حقيقة عالم الله غير المنظور، وأُسس ملكوته الثابت. هذا يلهب فينا رجاءً حيًا بأننا أبناء الملكوت. هذا بدوره يجعلنا نسكب حب الله على الغير. هذا يُزِيد رغبتنا لخبرة حضور الله الأبدي الآن، كما في الحياة العتيدة، التي بلا نهاية. هذا هو ما يعنيه أننا نصعد. أتحدث إليكم من هذا الكتاب (المزامير)، لأنكم تفزعون عندما يُقرأ عليكم تحذير ورد في الإنجيل... إنكم تقرأون أن الرب يأتي مثل لصٍ في الليل. كما يقول يسوع في مثال: "إن كان رب البيت يعرف في أيَّة ساعة بالليل يأتي اللص، لسهر ولا يدع بيته يُنقَب، هكذا أنتم أيضًا كونوا مستعدين" (مت 24: 43–44). في فزعكم وخوفكم تفكرون: "كيف يهيئ الإنسان نفسه إن كانت الساعة تأتي كلصٍ؟ هل هذا عدل؟ أبدأ فأقول لكم، هذا لأنكم لا تعرفون ساعة مجيئه، لذا تسعون في الإيمان على الدوام. ربما يُخَطِّط الله بهذه الطريقة، جاعلاً إيَّانا نجهل ساعة مجيئه حتى نتهيأ في كل لحظةٍ لاستقباله. الطريقة التي بها يتطلَّع العبد إلى يد سيِّده. ستكون هذه الساعة موضع دهشة للذين يحسبون أنفسهم "أرباب بيوتهم"، الأمر الذي به يعني الذين هم في كبرياء يُدَبِّرون أمورهم دون اختبار لإرادة سيِّدهم الحقيقي. لذلك لا تكن سيِّدًا بهذه الطريقة الباطلة، فلا تدهش ولا تفزع. تسألني: فبماذا أتشبَّه إذن؟ أقول: تشبَّه بذاك الذي سمعت عنه من المرتل الصارخ: "فقير أنا وحزين" (مز 63: 30 Douay). إن رأيت أنك دومًا فقير وحزين في الروح (مت 5: 3)، تكون عيناك دومًا على الرب، وتنال رحمة من تعبك وراحة وقوة مستمرة. القديس أغسطينوس |
![]() |
|