المسيح رجاء البشرية المتجدِّد، الذي مهما أحاط البشرية ظلامٌ وتجمدٌ فهو يظل النور الذي يستطيع أن يضيء داخل قلب كل إنسان ليبدِّد بسلطان قَهَّار كل عتمةٍ وكل شكٍّ، وأن يشيع في الإحساس الجامد حرارة الفرح، التي تجعل من ثليج المشاعر قوة تحرك الأرض بأسرها.
فقبل مجيء المسيح، كانت البشرية، ممثَّلة في الأُمم، ترزح في كورة ظلال الموت تحت برودة الظلمة الروحية وظلال العدم، حتى أشرق عليهم فجر يوم المسيح على صوت بُشْرى الملائكة.
وليس الأُمم فقط، بل وبنو إسرائيل أنفسهم المكنيُّ عنهم ببني الملكوت وأبناء النور، والماسكين بمفاتيح المعرفة، حكماء إسرائيل، المتعلِّمين في ملكوت الله، أبناء الأنبياء، أصحاب العهود والمواعيد، والمشرِّعين للفضيلة وناموس البر؛ هؤلاء كلهم خيَّم عليهم ظلام الموت والجهل، بل وأُغلق عليهم جميعاً في العصيان، لكي يظهر أنه بدون المسيح ليس ملكوتٌ ولا نورٌ ولا معرفة ولا حكمة ولا علمٌ ولا رجاءٌ في عهدٍ ولا قيمة لتشريع أو فضيلة أو ناموس أو برٍّ!