![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أَفما يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ الَّذينَ يُنادونه نهاراً ولَيلاً وهو يَتَمهَّلُ في أَمرِهم؟ "يَتَمهَّلُ في أَمرِهم؟" فتشير إلى تأخير له أسباب حكمته ومحبته لا لكراهيته طلباتهم والانزعاج منها بل من اجل إن يبقى معنا ويستمع إلى صلاتنا. وينبغي ألا نخلط بين التأخير والتجاهل، بين الإهمال والإمهال. والمثل الشعبي يقول الله يُمهل ولا يُهمل". أجل! رب العالمين لا يهمل أحداً، ولا يحنث في وعده، ولا يتخلى عن المظلومين، إنما هو تعالى طويل الآناء وكثير الرحمة لمحبيه وحافظي وصاياه كما جاء في صلاة النبي دانيال "أَيُّها السَّيِّدُ الإِلهُ العَظيمُ الرَّهيب، حافِظُ العَهدِ والرَّحمَةِ لِلَّذينَ يُحِبُّونَكَ ويَحفَظونَ وَصاياكَ" (دانيال9: 4). إن الله، خلافًا للقاضي غير الأمين، يستجيب لأبنائه بسرعة، ولو أن هذا لا يعني بأنه يفعله بالوقت والطرق التي نريدها نحن. وفي الوقت المناسب يعطينا الله أكثر مما طلبنا، وأكثر ممّا نظن كما جاء في تعليم بولس الرسول "ذاكَ الَّذي يَستَطيعُ، بِقُوَّتِه العامِلَةِ فينا، أَن يَبلُغَ ما يَفوقُ كثيرًا كُلَّ ما نَسأَلُه أَو نَتصَوَّرُه" (أفسس 20:3)، لذلك يتصور الإنسان أن الله متمهل إذ يطيل أناته وصبره، ولكن التأخير قد يؤدِّي إلى جمود لدى الله مما يُولد حجر عثرة كما يسأل النبي زكريا "يا رَبَّ القُوَّات، إلى مَتى لا تَرحَمُ أُورَشَليمَ ومُدُنَ يَهوذا الَّتي غضِبتَ علَيها هذه السَّبْعينَ سَنَة؟" (زكريا 1: 12) علما أن مجيء المسيح يضاعف الشعور بحجر العثرة عند المسيحين. ويجيب بطرس الرسول " إِنَّ الرَّبَّ لا يُبطِئُ في إِنجازِ وَعْدِه، كما اتَّهَمَه بَعْضُ النَّاس، ولكِنَّه يَصبرُ علَيكم لأَنَّه لا يَشاءُ أَن يَهلِكَ أَحَدٌ، بل أَن يَبلُغَ جَميعُ النَّاسِ إلى التَّوبَة" (2 بطرس 3: 9). ينبئ يسوع هنا بدينونة عاجلة، ولا شك أن لوقا يفكر، في دينونة غير منتظرة، وفي مستقبل غير مُحدَّد (لوقا 17: 22-32). |
|