قد أعطيت هي منذ بدء حياتها مواهب ذات رتبةٍ خصوصيةٍ ساميةٍ على المجميع، بنوع أن سمو هذه النعم يفوق بما لا يحد على كل المواهب والنعم الممنوحة لسائر المخلوقات الأخرى، وبالحقيقة أنه لأمرٌ خالٍ من كل أرتيابٍ هو أنه في الوقت عينه الذي فيه بموجب المراسيم الإلهية الأزلية، قد تحدد أمر تجسد كلمة الله الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس، ففيه نفسه قد تحددت وتعينت له الأم التي كان يبتغي أن يتأنس منها، ويظهر من أحشائها لابساً جسداً.