ضايقَ بنو إسرائيل الربَّ، فضايَقَهُم الربُّ بشدةٍ عشرينَ سنةً «فصرخَ بنو إسرائيل إلى الرب» ( قض 4: 1 - 3). صديقي: لا يمكن أن تدورَ الحربُ لصفِ المؤمِنِ إن لم تكن الصرخـةُ هي صرخةُ التوبةِ الواعيةِ، فيمكن أن نصرخ من فرطِ الضيقِ، وقد نوَلوِل بالبكاءِ دونَ العودةِ الحقيقيةِ إلى الربِّ، فتكون التوبةُ آنذاكَ توبةً فِرعونيةً، ولكن هَلُّمَ إلى صرخةٍ مُصَوِّرةِ الواقِعِ: «أيها الرب إلهُنا، قد استولى علينا سادةٌ سِواك. بك وحدك نذكـر اسمك» ( إش 26: 13 ).
ثم هيا لا إلى صرخاتٍ بل إلى مُخافتاتٍ مُعترِفينَ بالواقِعِ: «يا رب في الضيق طلبوكَ. سَكبوا مُخافَتَهً (أصواتًا خافتة) عند تأديبك إيَّاهم» ( إش 26: 16 ). ثم هيَّا لنعلِنَ فَشَلاً ذريعًا من طُرقٍ ماضيةٍ: «حبلنا تلوَّينا كأننا ولدنا ريحًا.
لم نصنع خلاصًا في الأرض، ولم يسقط سكان المسكونة» ( إش 26: 18 )، لم نحتفظ بمجانٍ ولا بِرِماحٍ «هل كان يُرى مجنٌّ أو رُمحٌ في أربعين ألفًا من إسرائيل؟» ( قض 5: 8 )، فلنبدأ الجهادَ مُمسكين الوَتَدَ.