![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الخطيئة خدعة، عمى خارجي يحجب الرؤية عن القلب، نظّارة كذوب تجعلك ترى الوجود على غير ما هو. عاد إليها الحسّ الداخلي. إذ ذاك هالتها الحالة التي آلت إليها. فأخذت تبكي وتنتحب وتضرب صدرها وتتنهّد من أعماق قلبها. ولكن ما كانت مريم لتعود إلى نفسها من ذاتها. الربّ الإله افتقدها. الخلاص نعمة، إن اقتبلناها، ولمّا نعاندْ، خلُصنا بها. مريم استبانت مأخوذة بنزوة شيطانية جامحة. كانت مضلَّلة. في العمق كانت سكرى، غير واعية. الخطيئة تُسكر. والسُكْر يأسر. يخدع الإرادة ويوهنها. لذا كانت الحاجة إلى النعمة المخلِّصة المجدِّدة. ترأفوا بالخطأة. من أجلهم تجسّد ابن الله. عرف حالَ الضعف الشديد التي هم فيها. جاءهم مجيراً وهم الصارخون إليه أبداً: “فقير أنا وفي الشقاء منذ حداثتي”. “لا تصرف وجهك عن عبدك فإنّي حزين. انظر إلى نفسي وخلّصها”. “اللهم بادر إلى معونتي، يا ربّ أسرع إلى إغاثتي”. ليس الخاطئ مَن يستحقّ الإدانة بل الخطيئة. لذا أرسل الله “ابنه في شبه جسد الخطيئة ولأجل الخطيئة دان الخطيئة في الجسد” (رو 8: 3). مريم عشقت الخطيئة بكلّيتها، حتى الثمالة. كانت إناء كاملاً لإبليس. عبّت الخطيئة إلى ملئها. الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي |
|