منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 01 - 2021, 04:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,191

حزقيال والرؤى الأولى


حزقيال والرؤى الأولى




كان الدرس الأول الذى يحتاجه حزقيال والشعب ، أن يدركو ا أن الله يسود ويحكم ، وأنه ليس موجوداً فحسب فى أورشليم وإسرائيل ، بل أنه أيضاً فى بابل وتل أبيب ونهر خابور ، حيث يعيش المسبيون وكان لابد أن يظهر مجد اللّه بصورة جليلة ورهيبة فى أرض الضيق والشدة والتعب والمعاناة ، وظهر الكروبين كإعلان عن هذا المجد الإلهى العظيم !! ... والسؤال : من هم هؤلاء الكروبيم المرموز إليهم فى الكتاب بالخلائق الحية ذوى الوجوه الأربعة ، وجوه الإنسان والأسد والثور والنسر ؟؟ وقد اختلفت الأراء حولهم كثيراً ، ... فهناك من ذهب إلى أنهم يمثلون الحكمة الإلهية والقوة والعلم والخليقة ، ... وآخرون أنه المسيح المتجسد كما هو مصور فى الأناجيل الأربعة .. ، فمتى يشير إليه فى صورة الأسد ، ومرقس فى صورة الذبيحة الممثلة فى الثور ، ولوقا فى صورة المتجسد الممثل فى الإنسان ، ويوحنا فى صورة اللاهوت الممثل فى النسر، ومن الآخذين بهذا الرأى أوغسطينس ، وجيروم ، وأثناسيوس ، وايرانيوس ، وغريغوريوس ، وأمبروز ، ووردثورث ، ... ووجد من قال إنهم إشارة إلى كنيسة العهد القديم والجديد ، ... ووجد من اعتقد إنهم أعلى طبقة من الملاائكة ، ... ومن الواضح أن الصورة التى رآها حزقيال كانت مهيبة ورهيبة وجليلة ، وتعلن على أية حال مجد اللّه العظيم ، ... وإذا كان محرماً على اليهودى أن يرى اللّه أو يتصوره فى صورة منظورة ، لئلا يحولها تمثالا أو نصباً يتعبد له ، ومن ثم جاءت الوصية : « لا تصنع لك تمثالا منحوتاً ولا صورة ما مما فى السماء من فوق وما فى الأرض من تحت وما فى الماء من تحت الأرض » " خر 19 : 4 " فإنه على هذا الأساس جاءت رؤيا حزقيال رهيبة وعظيمة ولا يسهل وضعها فى صورة نصب أو تمثال ، وهى رؤيا ، إن تحدث ، فإنها تتحدث عن غير المنظور الذى تنفتح عنه السماء ، وفى الحقيقة أن غير المنظور هو دائماً الأقوى والأعلى والأسمى ، وأن المنظور هو الأبسط والأصغر والأضأل ، والعالم كله يكتشف يوماً وراءه يوم ما لم يكن يدور بخلده ، فالقوى المغناطيسية ، ونواميس الجاذبية ، والكهربائية ، هى قوى غير منظورة فى الأساس لكنها تتحكم فى الكون ، ... وخلفها علة العلل ، اللّه غير المنظور فى الأرض، وهو سر الوجود ، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته ، ... والكروبيم المحاط بالعاصفة والريح والنار والسحابة وقوس قزح إعلان عن قدرة اللّه وعنايته المسيطرة على كل شئ ، بالحكمة التى تظهر فى وجه الإنسان ، والقوة التى تبدو فى وجه الأسد ، والإحتمال الذى يرمز إليه وجه الثور ، والإرتفاع الذى يشير إليه النسر ، ... وهما قدرة وعناية مسيطرتان لا تخضعان قط لمشورة إنسان أو رأيه أو اعتراضه إذ هما أعلى منها جميعاً ، ومصير المسبين وغير المسبيين بيدهما العلوية . ... وقد وصفت هذه الرؤيا فى الأصحاح الأول من السفر ، ... ولحق بها فى الأصحاح الثانى والثالث ، رؤيا الدرج الذى أكله ، وصار فى فمه حلواً كالعسل !! .. « وقال لى يا ابن آدم أطعم بطنك وأملأ جوفك من هذا الدرج الذى أنا معطيه . فأكلته ، فصار فى فمى كالعسل حلاوة » " حز 3 : 3 " على أنه يبدو أنه تحول إلى مرارة كما فى " رؤ 10 : 3 " إذ جاء القول : « فحملنى الروح وأخذنى فذهبت مرا فى حرارة روحى ويد الرب كانت شديدة على " حز 3 : 14 "... والدرج يشير إلى كلمة اللّه المرسلة إلى إسرائيل ، وكان على حزقيال أن يبلغ هذه الرسالة للشعب ، فما هى الكلمة بالنسبة له ، أو بالنسبة لأى متكلم بها أرسله اللّه هادياً وبشيراً ونذيراً ، ... إن الكلمة كما أسلفنا الحديث فيما سبق من شخصيات ، ليست مجرد ألفاظ أو عبارات ينطق بها المتكلم ، بل هى الحق الإلهى مضاف إلى الواعظ نفسه ، الذى أكل الكلمة فأضحت جزءاً من كيانه ، فهو إذ يتكلم ، إنما يتكلم محمولا بروحه وكيانه وشخصه ، وقد اندمج فى الكلمة ، واندمجت الكلمة فيه ، ... وقد كانت الكلمة عند حزقيال ، كما هى عند أى واعظ إلهى ينادى بها ، أمينة نقية صادقة قوية ، ولذا تصبح كالعسل فى حلاوتها . .. على أنها وهى كلمة مخيفة تحمل الدينونة للشعب والعقاب الرهيب ، أضحت مريرة على نفسه ، قاسية وشديدة فى نتائجها ، لمن يرفضها أو يقبل الاتعاظ بها ، ... ومن ثم يحتاج المنادى بها إلى الشجاعة والصلابة : « قد جعلت جبهتك كالماس أصلب من الصوان فلا تخفهم ولا ترتعب من وجوههم لأنهم بيت متمرد » .. " حز 3 : 9 " ..
كانت رسالة حزقيال رسالة الرقيب : « يا ابن آدم قد جعلتك رقيباً لبيت إسرائيــل » " حز 3 : 17 " ... والرقيب هو الإنسان الذى يقف على المرصد فى أعلى الحصن يراقب الأفق ، ويرى الخطر المقترب ، ويحذر منه وواجبه واضح ، فإذا نام الجندى فى نوبة حراسته ، فالموت مصيره دون أدنى شفقة ، ... أما إذا أدى واجبه ، فقد تجاوزته المسئولية ، مهما كانت النتائج التى تحدث ، ... وهذه رسالة الخادم الذى عليه أن يسهر لتأديتها ليلا ونهاراً ، ولا يكــــــف عن التنبيه والتحــــذير والزجر !! ..
وقد صور حزقيال حصار مدينة أورشليم فى صورة نموذجية أمامه ، وأقام حولها البرج والمترسة والجيوش والمجانق ، والصاج والسور الحديدى ، نموذجاً مصغراً لما فعله نبوخذ ناصر ، عندما حاصرها ودخلها مدمراً إياها ، كما كان عليه أن ينام على جنبه الأيسر ثلاثمائة وتسعين يوماً ، ثم أربعين يوماً على جنبه الأيمن ، يوماً عن كل سنة قضاها إسرائيل فى الإثم والفساد ، وعلى الأغلب من أيام بربعام وعجول الذهب ، منذ ثلاثمائة وتسعين سنة وأربعين عاماً قضاها يهوذا فى الارتداد الشامل قبل خراب أورشليم . وليس معنى النوم على الجانب الأيسر أو الأيمن إنه لم يكن يتحرك إطلاقاً من على جنبه طوال هذه المدة ، لكنها كانت عادته اليومية المنتظمة التى لوحظ عليها من الجميع ، كان عليه أن يكون آية ، الأمر الذى فعله سمعان الخراز ، والذى جلس على عمود ثلاثين عاماً قرب إنطاكية يعظ الناس الذين يفدون لكى يروه ، وهو يحتج بجلوسه هذا على شرورهم وعالميتهم ، ... وكان على حزقيال أن يصور مجاعة المدينة فى حصارها ، بالطعام القليل الموزون بالميزان والذى يتعين عليه أن يأكله ، ... كما أنه حلق رأسه ولحيته ، وأحرق ثلث شعره المحلوق ، رمزاً للذين سيحرقون أو يموتون بالمجاعة والوباء داخل المدينة ، والثلث الثانى ضربه بالسيف رمزاً للثلث الذى سيمون قتلا بالسيف ، والثلث الثالث الذى سيسبى ويشرد فى كل مكان ... وفى الأصحاح الثامن سفره ، يؤخذ بالروح فى الرؤيا إلى مدينة أورشليم ، ليبصر الوثنية البشعة التى انتهى إليها شيوخ إسرائيل ، وفى التاسع يرى اللّه يميز بين من يعبد اللّه ومن لا يعبده ، ليقضى على الأشرار والفساد بصورة رهيبة . وفى الثانى عشر يبدو كما لو أنه يتأهب للجلاء ، إعلاناً ورمزاً لذهابهم إلى السبى ، وفى الثامن عشر يقضى على حجة المشتكين بأن آباءهم أكلوا الحصرم ، وأسنانهم هم التى ضرست ، وبين أن عقوبة كل إنسان تأتى نتيجة أفعاله هو !!... وفى الرابع والعشرين ماتت زوجته بضربة مفاجئة وكان عليه أن يحزن حزناً عميقاً وقلبياً ، رمزاً للضربة التى ستترك إسرائيل فى حزن يحل عن الوصف أو التعبير !!




رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المرحلة الأولى من سبي يهوذا في سفر حزقيال في الكتاب المقدس
كيف يأمر الرب نبيه حزقيال ان ياكل كعكا علي الخرء الذي يخرج من الانسان ؟ حزقيال 4: 12
هل نبوة حزقيال عن ياتي الذي له الحكم هي عن رسول الاسلام ؟ حزقيال 21
حزقيال والرؤى الأخيرة
هل استجابة الرب لطلبة حزقيال يعتبر ناسخ ومنسوخ ؟ حزقيال 4: 10-12


الساعة الآن 03:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025